قبل 15 سنة تعرف الجمهور التونسي مباشرة على الفنان وائل جسار... وحذق أغانيه وخاصة منها »يا قمر« ومساء يوم 26 جويلية احتضن فضاء »البرج« الحلقة الأولى من برنامج هذا الفنان الذي يؤدي جملة من السهرات بمهرجانات سوسة والمنستير وصفاقس وبنزرت. وكان اللقاء.. والامتاع.. والانتشاء في حفل ساهر كان أكثر حضوره من الجنس اللطيف.. الحضور لم يكتفوا بالإستماع للفنان بل بالمشاركة في الغناء والرقص.. والهتاف والصياح والتصفيق. حضور الفنان بقامته الهيفاء وأناقته وتواضعه والابتسامة التي لم تفارقه ابدا وتنظيم فرقته (12 عازفا) وحسن استعدادها ساهم كثيرا في روعة السهر والانتشاء. فبعد مفتحه موسيقية قصيرة دخل وائل مباشرة في الوقت المحدد.. محييا.. وملوحا بيديه للجميع، ناثرا عبر الهواء قبلاته للجماهير الولهانة والهاتفة، وانطلق شاديا مترنحا بالعيون وجمال العيون... طار بالجميع بعذوبيته ألحانه وأغانيه الرومنسية: »مهما تقول وتعيد، بتوحشي، مشيت خلاص، غريبة الناس، بدي أشوفك كل يوم، الدنيا علمتني..« في هذا الجوّ المنعش الذي أشاع من خلال حضور الفنان ومقدرة طاقمه الموسيقي وعبر نسائم الفضاء المحاذي لواحة قفصة وتجاوب الجميع بالاجواء الفنية الرومنسية المعطّرة بنسائم جبل لبنان وربوع صيدا ووهاد دير القمر وتلال البترون وروعة الروش انتعش الجميع.. وهتف.. وانتشى مهللا.. وشارك مشاركة فعليه في الغناء بكل طرب.. وزهو وحبور. ❊ المفاجأة.. وحضرة المحبوب بقدر ما تفاجأ وائل بالجوّ... وحذق الحضور لمختلف أغانيه التي يردد فيها معه.. بقدر ما تفاجأ أيضا الجمهور بالجديد عند وائل والإضافة لانماط فنه وخاصة منها: في حضرة المحبوب هذه الرائعة التي تحدثت عن سيد المرسلين وصفاته واخلاقه وسماحة دينه.. وهو عمل جاء كرد حضاري وسلوك ديني وسطي على دعاة الباطل.. وتشويه الاسلام واتهامه بما لا يوجد في مبادئه وقيمه. ❊ الدبكة والتراث اللبناني كان لرقصات الدبكة.. أثر في الاثارة.. والتحرك الجماهيري من جديد مشاركا الفنان رقصاته صحبة عدد من افراد فرقته.. وبتجاوب ملحوظ مع التراث اللبناني المحبوب.. والمعروف لدى الجميع الوفاء للراحلة السيدة عليّة. ❊ ومليون مرّة أحبّك في الفترة الاخيرة من السهرة وبدماثة اخلاق وصبر لا مثيل له استجاب الفنان وائل لاعادة اغنية: »غريبة الناس«. ثم قدّم أغنية تونسية للراحلة السيدة عليّة (ع اللي جرى) كهدية منه لروح الراحلة.. وردّ اعتبار للفن التونسي الاصيل، وودع وائل جسار جمهوره بالابتسامة.. وارسال القبل للحضور وهو يردد أغنيته العاطفية: مليون مرة أحبك. ❊ كلام لابد منه ما أنفك مهرجان قفصة الدولي وفي كل دورة يواصل التقدّم ويقدم الاضافة.. وإذا كان الاعداد وحسن الاستعداد وجدية التنظيم.. والاهتمام بكل ما يحيط بالمهرجان ومقومات نجاحه يفرح لها الجمهور فإن معضلات متواجدة لابد من مراجعتها وايجاد الحلول الصارمة لها وخاصة منها: مصادر التمويل التي تبقى في حاجة ماسة الى ذوي المال.. والمقدرة على الدعم.. والقدرة على التدعيم. الوقوف بشدة أمام الكثير من المستكرشين ذوي المال الباحثين عن الدخول المجاني... بجرأة الجشع. التصدّي بشدة ومنع حظور الصغار... وتحديد العمر للساهرين. ❊ الخاتمة للاطلاع ضعف التمويل.. وغياب اصحاب المال.. والتشبث بمجانية الدخول اضعف البعض من فقرات المهرجان.. وأوهن كاسة الميزانية. يكفي أن نذكر أن الحفل المتحدث عنه اعلاه بلغت مصاريفه 60 ألف دينار.. في الوقت الذي لم توفر نوافذ التذاكر أكثر من 15 ألف دينار... وأن القادرين على الدفع.. ولم يجدوا »بوبلاش« غابو...!!؟ ومع ذلك لابد أن نحيي ادارة المهرجان على صبرها وشجاعها وحسن عملها.