لن تقتصر وظائف المدرسة مستقبلا على التعليم، إذ أعاد لها مشروع القانون المتعلق بالمبادئ الاساسية للتربية والتعليم وظيفة التربية التي تخلت عنها رغم ان القانون التوجيهي التربوي لسنة 2002 يوجب عليها الوظيفة التربوية. كما أضاف مشروع القانون الجديد حسب ما بينه رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط بن حسن وظيفتين جديدتين للمدرسة وهما الوظيفة الثقافية والوظيفة الادماجية.. وفي هذا الصدد نص مشروع القانون على ان تضطلع المدرسة بوظائف مترابطة ومتكاملة وهي الوظيفة التربوية والوظيفة التعليمية والوظيفة الثقافية ووظيفة الإدماج الاجتماعي لكل المتعلمين. وبناء على ما جاء في مشروع القانون تعمل المدرسة في إطار وظيفتها التربوية بالتعاون مع الأولياء وفي تكامل مع الأسرة على تربية النّاشئة على القيم السامية وخاصّة منها: -الحريّة بوصفها قيمة تربوية مثلى ومشتركة بين أفراد متساوين في الحقوق والواجبات. -المسؤولية باعتبارها التزاما واعيا إزاء الذات والآخرين. -العمل باعتباره قيمة حضاريّة ومدخلا للتعلّم والكسب واستحقاق النّجاح وتحقيق التنمية للأفراد وللمجموعة والمساهمة في مناعة الوطن وازدهاره وإثراء الحضارة الإنسانيّة. - المواطنة الفاعلة واحترام الاختلاف والقيم الجماعية والتواصل وقواعد العيش المشترك ونبذ العنف وغرس مبادئ التضامن والتعاون والتسامح والاعتدال باتجاه تنمية الحسّ المدني لدى الناشئة. -الثّقة بالنفس دون تعصّب والانفتاح دون تبعيّة من خلال تنمية شخصية الفرد في أبعادها المعرفيّة والوجدانيّة والبدنيّة والخُلقية. وتعمل المدرسة في إطار وظيفتها التعليمية على تمكين المتعلّمين والمتعلمّات من اكتساب تكوين متين يتمفصل فيه النظري مع العملي ويتلازم ضمنه المعرفي بالمنهجي وذلك خاصّة من خلال: -تملّك المهارات الحياتيّة وكفايات القرن الحادي والعشرين ضمن سياق وطني. -التمكّن من إتقان اللّغة العربية وحذقها بما يمكن من التعامل بها ومعها ومن إتقان لغتين أجنبيتين على الأقلّ. التمكّن من اكتساب أدوات التحليل العلمي والاستكشاف والفكر النقدي. - استثمار المكتسبات لحلّ المشكلات وتوظيفها لتحصيل العلوم وتطوير الذائقة الفنيّة والجماليّة. -تنمية مختلف أشكال الذكاء وتوظيفها. - صقل ملكات التواصل والتعبير وتطويرها. وتعمل المدرسة في إطار وظيفتها الثقافية على تدعيم مشاركة المتعلّمين والمتعلّمات في الحياة الثقافيّة وتعزيز وعيهم بثقافتهم الوطنيّة في ثرائها وتنوّع منابعها وانفتاحهم على الثّقافة الكونيّة في بعدها الإنساني بما يؤهّلهم للمساهمة الفعليّة في التثاقف الحضاري، وذلك ب: - نشر ثقافة حب الحياة والاستمتاع بالفنون. -استكشاف ميولات المتعلمين والمتعلّمات ومواهبهم الفنيّة وصقل ملكاتهم الإبداعيّة وذائقتهم الجماليّة. - توفير فرص وآليات تمكّن الناشئة من تطوير مهاراتهم المختلفة وإمكاناتهم في الخلق والإبداع. - الانفتاح على المشهد الثقافي في إطار شراكات مع احترام حرمة المؤسّسة التربويّة وخصوصيتها وحيادها. وتعمل المدرسة في إطار وظيفة الإدماج الاجتماعي على أن تكون فضاء يتمرّس فيه المتعلّمون والمتعلّمات على التواصل والتفاعل الإيجابي في ما بينهم وأن تكون مصعدا يتيح لهم فرصا متكافئة للتطوّر الشخصي والارتقاء الاجتماعي وذلك ب: -. تنميّة القدرة على التحاور والمداولة وقبول الآخر باتجاه إرساء مناخ تفاهم وتعاضد. - اقدارهم على إنجاز أعمال جماعيّة ومشاريع مشتركة يتقاسمون الأدوار فيها. - تدريبهم على التعاطي مع عالم المهن والانخراط التدريجي في عالم العمل ومجتمع المعرفة. بوهلال