تونس - الصباح: حدث ثقافي اعلامي وسياسي هو الاول من نوعه من المقرر أن تشهده تونس خلال المرحلة القادمة يتمثل في انتاج اول شريط سينمائي وثائقي متكامل عن الزعيم الوطني الراحل صالح بن يوسف.. أحد أبرز قادة الحركة الوطنية والحزب الدستوري منذ عام 1934.. ثم الامين العام للحزب بعد تعيين الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رئيسا للحزب خلفا للزعيم الوطني الدكتور محمود الماطري.. وأورد منتج هذا الفيلم السيد فتحي الدغري منتج هذا الفيلم في حديث ل"الصباح" أن شريطه سيتناول بطريقة سينمائية انسانية جوانب مختلفة من حياة صالح بن يوسف الانسان والسياسي منذ تولى "المسؤولية الاولى على رأس الحزب لما كان بورقيبة طوال 5 أعوام في المشرق العربي في الاربعينات وفي مراحل تعرضه للنفي والابعاد.. ثم لما قاد مطلع الخمسينات التيار السياسي المناصر للتفاوض مع فرنسا.. قبل ان يعارض بشدة فحوى الاتفاق الذي توصل اليه الزعيم الحبيب بورقيبة مع سلطات الاحتلال الفرنسي حول وثيقة الحكم الذاتي في 1955.. ثم قاد بن يوسف المعارضة المسلحة للزعيم بورقيبة وانصاره.. فاصبحوا عرضة للقمع والمطاردة.. وهاجر هو الى المشر ق العربي ثم الى اوروبا حيث تعرض لاغتيال في المانيا عام 1962 من قبل شخصين أكد الزعيم بورقيبة في خطاب علني في السبعينات اسميهما وهويتهما السياسية.. وهو الاغتيال الذي وضع نهائيا حدا لما سمي طوال ال32 عاما من عهد بورقيبة " الفتنة اليوسفية ".. بابعادها المختلفة " مساهمة ثقافية واعلامية السيد فتحي الدغري الذي له تجربة فنية واعلامية وسينمائية مع عدد من القنوات الفرنسية (منها م 6) ووسائل الاعلام في فرنسا.. وبدأ منذ سنوات يتعامل مع السينماء التونسية.. لا سيما من خلال تشجيعه لمن يصفهم بالسينمائيين الذين قدموا اضافة نوعية مثل الناصر خمير.. يريد أن يكون فيلمه عن الزعيم صالح بن يوسف مساهمة فنية انسانية وثقافية في تسليط الاضواء عبر الكاميرا والصوت والارشيف على جوانب من مسيرة الزعيم الوطني صالح بن يوسف الشخصية والانسانية والسياسية.. من خلال علاقته بالزعيم بورقيبة وبقية الزعماء الوطنيين في تونس وفي المنطقة وبينهم الزعيم جمال عبد الناصروزعماء المقاومة الوطنية في البلدان المغاربية الذين وقفوا الى جانبه أول الامر ضد وثيقة "الاستقلال الداخلي المشروط " التي تعتبرها " خطوة الى الوراء" وليس خطوة الى الامام.. ومرحلة نحو تحقيق الاستقلال التام.. مثلما كان يقول بورقيبة وانصاره.. الذين نجحوا فيما بعد في كسب ثقة غالبية الدستوريين.. وفي قيادة تونس طوال عقود.. وثائق تاريخية من جهة اخرى أورد السيد فتحي الدغري في حديثه ل"الصبا ح" أنه ليس مؤرخا.. ولن يتناول الملف من زاوية المؤرخ.. لكنه سيستفيد مما نشره المؤرخون عن بورقيبة وبن يوسف ورفاقهم.. وعن مرحلتي الكفاح الوطني والصراع الداخلي.. لا سيما منشورات الجامعة التونسية ومؤسسة التميمي وكتاب السيد المنصف الشابي عن صالح بن يوسف.. وكل الوثائق المصورة والصوتية عن بورقيبة وبن يوسف التي قد يحصل عليها من مؤسسات عمومية وطنية مثل الاذاعة والتلفزة واصدقاء الزعيمين الراحلين.. فضلا عن الوثائق الموجودة في مصر واوربا عن صالح بن يوسف والمعارضة اليوسفية للزعيم بورقيبة.. وهي وثائق اعتبر المنتج السينمائي فتحي الدغري أنها "مهمة جدا" ويمكن أن تفيد الجمهور الذي سيشاهد الفيلم عموما وخاصة الشباب الذين ليس لديهم فكرة عن الزعيم الوطني صالح بن يوسف ومسيرته بمختلف جوانبها.. رغم بعض الدراسات الاكاديمية التي نشرت حوله في الجامعة وفي مؤسسة التميمي.. وفاء لجيل.. نسيناه ونفى منتج هذا "الفيلم المشروع " في حديثه ل"الصباح" أن تكون لديه أية نوايا "تصفية حسابات" من خلال قيامه بمثل هذا العمل الفني الثقافي.. وقال " انا من جيل الاستقلال.. واعتبر ان الزعيم بورقيبة وانصاره قدموا الكثير لتونس.. قبل الاستقلال وبعده.. لكنني وبعد مرحلة طويلة من الدراسة والعمل في فرنسا.. والاقامة فيها رفضت مرارا مبدأ الحصول على جواز فرنسي.. وتمسكت بهويتي الوطنية وجوازي التونسي.. وفاء لوالدي ورفاقه الذين عملوا مع الزعيمين بورقيبة وبن يوسف.. وغيرهم من الوطنيين الذين غمرتهم الاحداث طوال عقود.. "وقد شجعتني على انجاز مثل هذا العمل الثقافي الفني بابعاده الانسانية عوامل عديدة منها ما سمعته مرارا من والدي رحمه الله عن الوطنيين التونسيين وبينهم الزعيم صالح بن يوسف.. الذي استبشرت على غرار جل التونسيين والتونسيات باعادة الرئيس زين العابدين بن علي الاعتبار له مباشرة بعد التغيير..واستقبال رئيس الدولة شخصيا لارملته وابنائه واعطائه الامر بنقل رفاته الى تونس.. وباعادة الاعتبار للوطنيين الاحياء الذين عملوا معه.. وتعرضوا لمضايقات في العهد السابق.. لكن كثيرا من شباب اليوم لا يعرف هذ الزعيم الوطني ورفاقه.. وبعضهم يخلط بين صالح بن يوسف وأحمد بن صالح.. الخ.. وهو ما يجعل انجاز مثل هذا الفيلم مفيدا جدا.. وأتمنى دعم كل من يهمه الامر لهذا المجهود الفني الثقافي والاعلامي الوطني"..