شهد المسرح الرومانى بمدينة مكثر من ولاية سليانة مساء الاحد 12 اوت اقبالا جماهيريا كبيرا خلال عرض الانشاد الصوفى، الحضرة 3 للفاضل الجزيري. وشارك في العرض حوالي 100 عنصر بين منشدين وعازفين وراقصين وكورال وقد بدا شبيها إلى حدّ كبير ب "الحضرة 2"، رغم أنّ الفاضل الجزيري كان قد أكد لنا إيمانه ب "المشروع الحي والمتجدد"، وأن الجديد في "الحضرة 3" هو الآلات الموسيقية والمنشدين والإضاءة. وقد راوح العرض بين الأداء الفردي للمدائح والأذكار وبين الأداء الجماعي في التغني بالخالق ومدح رسوله والأولياء الصالحين، على غرار "يا الله" و"مولاي صلّ وسلم" و"يا محمد يا جد الحسنين" و"يا بلحسن يا شاذلي" و"يا فارس بغداد". وانشدت "الحضرة 3" كذلك "جارت الأشواق يا أحبابي" و"يا شيخ محرز" و"الليل زاهي" التي أدتها الفنانة آمنة الجزيري، في حين أدّى الفنان هيثم الحضيري "رايس البحار". ولم يكتف الجزيري في عروض الحضرة بالآلات الموسيقية المألوفة كالبندير والطبلة، بل أدخل عليْهما آلات موسيقية غربية إيقاعية ونفخية ووترية كالساكسوفون والقيتارة والقيتار باص والباتري والكمنجة، دون أن يفقد العرض سماته الروحية في المجمل، رغم إيقاعات موسيقى الروك الصاخبة التي غلبت على بعض المقاطع الغنائية، واعتبرها عدد من الحاضرين قد أفرغت الحضرة من طابعها الأصيل. ودافع علي الجزيري، عازف القيتارة في "الحضرة 3"، على التصوّر العام لهذا العرض وتطعيمه بآلات موسيقية غربية مشددا على أن انفتاح الحضرة على بعض الإيقاعات الغربية لم يُفقد العرض بريقه وخصوصياته الصوفية، بل كان الهدف منها أيضا استقطاب الفئات الشبابية حتى لا يكون هذا النمط الموسيقي حكرا على فئة كبار السن. أما الفاضل الجزيري، فقد برهن، من خلال العرض، على أن الموسيقى الصوفية ليست في قطيعة مع الأنماط الموسيقية الغربية بل هي منفتحة على الموسيقى الغربية إذا ما أُحسن الوصل بين هذين النمطين.. وتم خلال العرض تقديم لوحات تعبيرية راقصة وصلت حدّ الانتشاء والتخميرة في بعض الأحيان، وفي ذلك إبرازٌ للاعتقاد السائد لدى المتصوفة بتطهير الروح وتحريرها من سلطة الجسد. ولنا أن نشير إلى أن الفاضل الجزيري قد عبر عن اعجابه بالمسرح الرومانى وما يحتويه من تاريخ وحضارة عريقة لمدينة مكثر وان هذه الربوع لها تاريخها عبر العصور خصوصا رجال الحمادة الاولياء الصالحين والمعروفين على المستوى العالمى وانه سيتصل ببعض الشعراء من ابناء مكثر لتنظيم قصائد تتغنى برجال الحمادة الاحرار سيعزز بها رصيده الغنائى فى الانشاد والذكر الصوفى، سهرة الحضرة كان لها صدى كبير لدى الجمهور والذى استحسنها وتفاعل معها ومع كل الحركات والابتهالات والانشاد الحى إلى حد التخميرة.