حسب تصريحات المدير الجهوي للتجارة بولاية بنزرت فقد تم تزويد أسواق الدواب بالجهة بأكثر من 25 الف أضحية بمناسبة العيد «الكبير» مما يمكن منطقيا من تلبية طلبات المستهلكين بأسعار مقبولة باعتبار عمليات البيع التي تتم خارج الأطر الرسمية. ورغم الأرقام المطمئنة فان الواقع كان مختلفا في أسواق ماطروبنزرت. فالغلاء كان السمة الأبرز للتعاملات، فامام تزايد الطلب مباشرة اثر صرف جرايات عدد هام من موظفي القطاع العام والمتقاعدين والتي رافقتها فوضى في مكاتب البريد واكتظاظ في الفروع البنكية.. فالأضحية العادية التي تزن من 35 الى 45 كغ تراوح ثمنها بين 450 و520د أي بزيادة تقدر ب15 بالمائة مقارنة بيوم الخميس فيما تخطت اسعار الاكباش حاجز 800د... ورغم ارتفاع الاسعار فقد تطور نسق عمليات الشراء مقارنة بالأيام السابقة مما انعش قطاعات اخرى.. فالناقلون استفادوا من الوضعية مثلهم مثل باعة «الجير» وشاحذي الالات الحادة، وباعة الخضر والغلال وتجار التوابل ومواد التنظيف... الكل تحصل على نصيبه من المرتب والمواطن تدبر امره لمجابهة استحقاقات العودة المدرسية التي لن تقل تكاليفها عن المناسبات السابقة. وفضلا عن طابعه الاقتصادي كان للجانب الديني لعيد الاضحى الفرصة لاستحضار معاني التضامن والتآزر سواء بإشراف رسمي او عبر تدخلات المجتمع المدني التي تسعى لتمكين العائلات الفقيرة من الاحتفال بالمناسبة. على المستوى الرسمي، شرعت اللجنة الجهوية للتضامن ببنزرت تحت اشراف ولاية بنزرت وبالتنسيق مع قسم النهوض الاجتماعي ببنزرت في توزيع 140 اضحية على عائلات معوزة ومحدودة الدخل اغلبها تحتضن افرادا من ذوي الاعاقة او اليتامى. كما تولت مصالح وزارة الشؤون الاجتماعية صرف مبلغ قدره 2.1مليون د لفائدة 11665 اسرة بعنوان المنحة القارة للعائلات المعوزة وقرابة 500 الف د اضافية كمنحة استثنائية بمناسبة العيد. بالتوازي مع المجهود الرسمي، ستشهد العديد من المناطق مدا تضامنيا بسعي من بعض الجمعيات التي ستقوم للسنة الثالثة على التوالي بتوزيع كميات من اللحم على عدد من الاسر خاصة في المناطق الريفية فيما تجاوب عدد كبير من المواطنين مع دعوات الصفحات الاجتماعية للمساهمة في شراء الاضاحي لبعض العائلات المحتاجة في منزل بورقيبة وراس الجبل والعالية.