المتجول في احياء مدينة جبنيانة يلاحظ دون شك الوضعية الكارثية التي اصبحت عليها مجموعة من البناءات العمومية التي احيلت منذ امد طويل على التقاعد الوجوبي مما جعلها تتحول يوما بعد يوم الى اوكار فساد تكرس الانحراف الاخلاقي والانفلات الامني بسبب ما تتعرض اليه من اعتداء صارخ واتلاف وتخريب متواصل من طرف الايادي العابثة التي أضرت بشكل لافت ببنيتها التحتية نذكر منها فضاء خلية الارشاد الفلاحي المطل على طريق العجانقة وبناية ادارة الفلاحة المتاخمة لمقر الشركة التونسية للكهرباء والغاز والمسلخ البلدي الموجود على طريق الحنشة رغم حاجة المجموعة الوطنية الى خدماته الى جانب الفضاء الكائن بحي اولاد عبد الله والذي انشئ ليكون سوقا للماشية مكلفا الميزان البلدي حوالي 90 الف دينار ومقر سوق الزيتون القائم على طريق الحنشة والفضاء الصناعي الذي تم احداثه مؤخرا في الجهة الغربية لسوق الزيتون بحوالي 750 الف دينار اضافة الى فضاء ست نفيسة الموجود في الشارع الرئيسي للمدينة، كما يلاحظ ايضا الوضعية المتردية التي باتت عليها ما تسمى بالمناطق الخضراء كمنتزه مفترق طريقي المهدية والعجانقة الذي يعاني من التصحر واماكن العاب الاطفال بكل من حي القرافة والمحاجبة والحي الجديد والبرارحة وبعض المساحات البيضاء المتروكة كالمطلة على طريق الحنشة وغيرها والتي اصبحت غير وظيفية وتحولت الى نقاط سوداء. هذه الفضاءات المتروكة بمختلف انواعها ظلت تثير حفيظة الاهالي الذين عبروا في اكثر من مناسبة وهو ما جعلهم يطالبون بايلائها العناية اللازمة باعتبارها اصبحت وصمة عار على جبينهم وعلى جبين جبنيانة وتسيئ لجمالية المحيط وتمثل ملاذا للمارقين على القانون واوكارا للتفسخ الاخلاقي لكن دار لقمان بقيت على حالها، فالى متى وحتى متى ستظل هذه الفضاءات المتضررة على تلك الشاكلة؟ ومتى ستتخذ القرارات العملية في شأنها لتحويلها الى فضاءات منتجة تستفيد منها المجموعة الوطنية وتساهم في الحد من ظاهرة البطالة. المختار بنعلية