مشراوة منطقة ريفية تبعد عن مقر معتمدية عين دراهم بحوالي 25كلم تتبع اداريا بلدية الخمائرية المحدثة مؤخرا، هذه المنطقة التي يبدو انها أذهلت الجميع ابان اندلاع الثورة لما هب اليها الاعلام وكشف واقعا وصورا خالها البعض انها من خارج الدولة التونسية ولا يمكن ان تكون من اماكن لا تفصله عنها الا كيلومترات. هناك اين تجلت المأساة والمعاناة، مأساة الانسان المحاصر بالفقر والخصاصة وقلة ذات اليد وجحيم المكان الذي تنعدم فيه أبسط المرافق ليصارع المواطن في هذه الربوع صعوبة الطبيعة من ناحية ومن ناحية أخرى قسوة القلوب لتبقى المساعدات القشة التي قسمت ظهر البعير فاستفحل النزوح والانقطاع المدرسي وتنامت ظاهرة انتشار المساكن في مكان محاصر بالجبال من كل الجهات يوحي بصعوبة الحياة فيه. وفي خضم هذه الحياة القاسية آثر تلامذة مشراوة على أنفسهم التألق والتميز رغم كل شيء لتغزو شهائد الامتياز الفضاءات الداخلية للمساكن البدائية ويتحول لونها الأبيض الناصع الى أصفر داكن بفعل دخان النار المنبعث من المدافئ التقليدية. محمد صدقي بوعون والي جندوبة، أكد ل"الصباح" خلال زيارة أدها للمنطقة أنه لا يجب السكوت عن تواصل انتشار ظاهرة المساكن البدائية وحث عمدة الجهة ومختلف الادارات المتدخلة بضرورة الاسراع بقيام مسح شامل لهذا الوضع الاجتماعي واعداد دراسات من قبل لجان مختصة في الغرض صلب الولاية ليقع بعد ذلك رصد الاعتمادات اللازمة وحل هذا الاشكال في القريب العاجل. وفي اطار برنامج السكن الاجتماعي نشير الى أنه تم تمكين 38 مواطنا من منطقة عين شرشارة من معتمدية فرنانة من رصد اعتمادات لبناء مساكن لائقة بعد أن تعرضت منطقتهم الى زلزال خطير سن 2011. عمارمويهبي