طرابلس (وكالات). أكد شهود عيان اندلاع نيران بمحيط مقر السفارة الأمريكيةبطرابلس، بعد سماع دوي رصاص في المنطقة، دون وقوع أي إصابات حسب موقع «المتوسط الليبي». وتشهد العاصمة طرابلس منذ فجر الأحد قبل الماضي، اشتباكات عنيفة بين اللواء السابع من جهة وكتيبة ثوار طرابلس والدعم المركزي بوسليم، «كتيبة غنيوة» من جهة ثانية، مخلفة عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما تشهد العاصمة طرابلس للاسبوع الثاني على التوالي حالة انفلات أمني غير مسبوق نتيجة لهذا الاشتباكات. يأتي ذلك فيما أعلنت حكومة الوفاق الوطني نزوح مات العائلات هربا من العنف . بدورها قالت منظمة الصحة العالمية إن العنف الذي يشهده جنوب العاصمة الليبية طرابلس، أسفر حتى الآن عن مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 125 آخرين هم بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة لإنقاذ الحياة. وفي الوقت الذي أكدت المنظمة الدولية أن الوضع هناك لا يزال متقلبا، فقد أشارت إلى أنه من المتوقع تزايد عدد الإصابات في الأيام القادمة، ولفتت إلى أنه تم الإبلاغ عن هجمات على بعض مرافق الرعاية الصحية، حيث تعرض مركز للعلاج الطبيعى في عين زارة إلى أضرار جزئية بسبب قذيفة في 2 سبتمبر. وأضافت المنظمة، في بيان الاثنين في جنيف، أنها ولدعم جهود الاستجابة التي تقوم بها وزارة الصحة في ليبيا تقوم بنشر 10 فرق متنقلة من صدمات الطوارئ تتألف من الأطباء والمساعدين الطبيين والأدوية الأساسية والمعدات الطبية الى المناطق التي يستمر القتال فيها. وذكرت منظمة الصحة أنها قدمت أدوية الصدمات الى حوالى 200 حالة حرجة ، وأن لديها ما يكفي من الأدوية الى حوالى 2000 حالة أخرى، وأنها على أهبة الاستعداد لتوصيلها الى المستشفيات حسب الحاجة، وأكدت أنه تم تسليم الأدوية لعلاج الأمراض المزمنة الى المرافق الصحية في المناطق التي تستضيف الأشخاص الذين نزحوا نتيجة العنف، كما تقوم فرق منظمة الصحة العالمية بزيارة المدارس وغيرها من الأماكن التى يبحث فيها النازحون عن ملاجئ لتحديد الإحتياجات الصحية الإضافية. وأشارت الى أنها تعمل مع السلطات الصحية الوطنية في ليبيا والشركاء على الأرض للاستجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة ، ولفتت الى أن حواجز الطرق لا تزال تمثل تحديا كبيرا أمام تقديم الرعاية الصحية ، خاصة سيارات الاسعاف والتي لا تستطيع الوصول الى الجرحى. وأوضحت أنه مع توقع أعداد أكبر من الجرحى المدنيين فمن الضروري السماح للأطباء وغيرهم من العاملين في المجال الصحى بالتنقل بحرية حتى يتمكنوا من إنقاذ الأرواح دون تأخير ودون أن تتعرض سلامتهم الشخصية للخطر. نزوح مئات الأسر الليببية وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية أن أكثر من 1800 أسرة نزحت بسبب الاشتباكات في جنوب العاصمة طرابلس. وقالت وزارة شؤون المهجرين إن الأسر قد نزحت من سبع مناطق في طرابلس إلى مناطق أخرى آمنة، نتيجة للاشتباكات المسلحة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة. وأعربت الوزارة عن مخاوفها من أن يؤدي العنف المستمر إلى تشريد ما لا يقل عن 1000 عائلة من جنوبطرابلس. وقتل خلال الأيام الماضية، 39 شخصا على الأقل، بينهم مدنيون، في اشتباكات بين جماعات مسلحة متناحرة في طرابلس، ومن المرجح أن يرتفع عدد الضحايا المدنيين نتيجة إطلاق النار العشوائي. وأدت الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة في طرابلس إلى إعلان الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة حالة الطوارئ. وتسيطر الحكومة التي تدعمها الأممالمتحدة على طرابلس نظريا، بينما تسيطر الجماعات المسلحة فعليا على أغلب مناطق البلاد. وقد اندلع العنف في البلاد الأسبوع الماضي، حين هاجمت جماعة مسلحة من مدينة تقع إلى الجنوب من طرابلس مناطق جنوبية بالعاصمة، وهو ما أدى إلى قتال مع جماعة مسلحة محلية مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ووصفت حكومة الوفاق الوطني تلك الاشتباكات بأنها «محاولة لعرقلة الانتقال السياسي السلمي» في البلاد، مضيفة أنها «لا يمكنها البقاء صامتة، إزاء الهجمات على طرابلس وضواحيها، التي تمثل انتهاكا لأمن العاصمة وسلامة المواطنين».