القدس المحتلة (وكالات) نظمت فصائل فلسطينية بحضور جماهيري، الخميس، مؤتمرا شعبيا كبيرا دعت فيه لالغاء اتفاق اوسلو. وأطلق منظمو المؤتمر عليه شعار "الوحدة هدفنا والمقاومة خيارنا"، بحضور شخصيات من كافة الفصائل، وبمشاركة عبر الفيديو كونفرانس مع عدد من الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس. وقال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس في كلمةً له "آن الأوان لفريق أوسلو المعزول الفاشل أن يتراجع عن مواصلة هذا الخط الكارثة"، واصفا الاتفاق ب "المشؤوم". وأضاف "أوسلو مزقت وحدة الشعب الفلسطيني، لسنا منقسمين منذ 12 عاما، نحن انقسمنا جغرافيا وتاريخا منذ توقيع أوسلو منذ ربع قرن من الزمان". وأردف قائلا:"أسوأ ما في أوسلو أنها قسمت الشعب الفلسطيني، وحولته من شعب يقاوم لحرية أرضه ومقدساته إلى شعب يتفاوض على حقه على أنه حق متنازع عليه، وكانت معبرا للتطبيع العربي مع الاحتلال". وأشار إلى أنه كان من المفترض ترك القضايا الأساسية المتمثلة في "الأرض والإنسان والمقدسات"، إلى المفاوضات النهائية. مشيرا إلى أن الاحتلال أخذ كل ما يشاء، ومهد من خلال هذه الاتفاقية إلى تهويد القدس وزاد الاستيطان 600%، داعيا إلى مواجهة الاحتلال في كل مكان، مطالبا بجر قيادات الاحتلال للمحاكم الجنائية الدولية. وطالب الحية بعقد ورشة وطنية لإنقاذ القضية الفلسطينية، والعمل على رد الاعتبار لمنظمة التحرير وعزل فريق أوسلو، على حد قوله. واعتبر الحية أن الوحدة الوطنية هي الأساس والمخرج الحقيقي للأزمة، وأنه لا مخرج سواه على أسس وطنية وبرنامج وطني واضح قائم على مقاومة الاحتلال، وإزالة هذا الاحتلال، وتمزيق التنسيق الأمني. حال دخولها في مأزق، تعالوا بنا لإعادة بناء المؤسسات على أسس وطنية والذهاب إلى الانتخابات من الغد". وشدد الحية على رفض حماس وكافة القوى والفصائل لصفقة القرن. من جهته قال محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد "إن اتفاق أوسلو أدى إلى انهيار أسس مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، بدءًا من الاستعداد لتبادل الأراضي وصولا إلى قبول الكونفدرالية قبل قيام الدولة والتي تعني الاستعداد للتخلي عن عودة اللاجئين إلى ديارهم والاستعداد للتخلي عن القدس". واعتبر الهندي أن المبادرة التي أطلقتها حركته قبل عام، لا زالت تشكل أساسا لمشروع وطني يهدف إلى تجاوز الأزمة الراهنة والتصدي لمحاولات إسرائيل وأميركا لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنها تنص على إلغاء اتفاق أوسلو ووقف العمل به في كل المحالات وسحب اعتراف منظمة التحرير بدولة الاحتلال وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وصياغة برنامج وطني موحد لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني من خلال إعادة بناء المنطقة وفق مخرجات بيروت 2017، وإعلان أن المرحلة لا زالت مرحلة تحرر وطني الأولوية فيها لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وإطلاق حوار وطني شامل لبحث خطوات ومتطلبات التحول إلى هذا المسار. وهاجم الهندي، القيادة الفلسطينية التي لا زالت تواصل السير في ذات الطريق بعد مضي ربع قرن على ما وصفها ب "تلك الهاوية السحيقة"، والاستسلام للاحتلال والاستجابة لكل شروطه حتى أصبحت 80% من أرض فلسطين إسرائيلية باعتراف المفاوض الفلسطيني، و20% فلسطينية تحت سياسة الأمر الواقع بوضعها في معازل مبعثرة مع أغلبية يهودية". كما هاجم الهندي الموقف العربي الرسمي الذي يشترط حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة على حدود 67 مقابل التطبيع والسلام الشامل. صفقة القرن .. من جانب آخر كشف إسرائيل كاتس وزير الاستخبارات والمواصلات في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، عن «مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين» في الدول المضيفة. وغرد كاتس مرحبا بالمبادرة وقال: «أرحب بمبادرة رئيس الولاياتالمتحدة ترامب، بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسوريا ولبنان والعراق». وزعم كاتس، وهو عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت» إن استمرار مشكلة اللاجئين، «ناتج عن القادة العرب والفلسطينيين، كرافعة للمطالبة بحق العودة، ومحاولة تدمير إسرائيل، ومن الجيد أن تختفي من العالم». ولم يوضح، متى طرح الرئيس الأميركي هذه المبادرة، وما إذا كان قد طرحها على إسرائيل. وزراء الخارجية العرب يرفضون تمرير صفقة القرن.. و كان وزراء الخارجية العرب أصدروا في اختتام اجتماع القاهرة الاسبوع الحالي بيانا حول التطورات الاخيرة في شان القضية الفلسطينية واعربوا عن رفضهم التدخلات الإيرانية في الشأن العربي. وترجم البيان الختامي للاجتماع غالبية ما ورد في كلمات الوزراء أمام الجلستين الافتتاحية والمغلقة، وكان في مقدّم القضايا الملف الفلسطيني وأزمة «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، الى جانب المخاوف من أن تكون الولاياتالمتحدة طبّقت من طرف واحد مشروعها للتسوية «صفقة القرن» لتمريره على العالم. مطار غزة عنوان لتلاشي حلم السلام القدسالمحتلة (وكالات)عندما افتتحت السلطة الفلسطينية مطارها في غزة بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون، جسد رمزا لآمال الفلسطينيين في الاستقلال بعد اتفاق أوسلو، لكن بعد ربع قرن على الاتفاق التاريخي، تحول المطار الى ركام، على مثال أحلام الفلسطينيين، وبالتزامن مع اضمحلال حلم الدولة في المطار الواقع قرب الحدود المصرية والإسرائيلية شرق معبر رفح، لا تزال هناك هياكل خرسانية من بقايا قاعات الوصول والمغادرة وأكوام ركام تتوسطها حفر كبيرة ناتجة عن القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف المكان مرارا. أما المدرج الرئيسي فبات مصبا للقمامة التي تنقلها أحيانا عربات تجرها حمير من الأحياء الفقيرة المجاورة. ولا يقصد المطار المدمر إلا قلة من الناس، بينما يمر مئات الفلسطينيين عبر الطريق الرملي المحاذي في كل يوم جمعة للمشاركة في احتجاجات "مسيرات العودة" التي تحصل منذ أشهر قرب الحدود الشرقية لرفح مع إسرائيل. ويقول ضيف الله الأخرس، رئيس مهندسي المطار، إنه بكى بكاء شديدا عندما رأى المكان مدمرا. ويضيف لوكالة فرانس برس، "بنينا المطار طوبة طوبة ليكون رمز السيادة الأول، الآن لا ترى فيه سوى دمار وخراب". في جوان 1996، حطت طائرة الرئيس الراحل ياسر عرفات على أرض المطار الذي افتتح رسميا في كانون الأول 1998 بحضور الرئيس كلينتون وعقيلته هيلاري، يومها كان الفلسطينيون يأملون أن يؤدي اتفاق أوسلو الى قيام دولتهم بعد خمس سنوات. ويقول المسؤول الفلسطيني نبيل شعث الذي رافق كلينتون في الرحلة الى غزة آنذاك ل"فرانس برس"، "المطار والميناء لم يكونا مجرد علامات على السيادة، بل كانا علامة على الحرية. كانا سيحرراننا من سيطرة إسرائيل الكاملة على كل من يأتي من وإلى فلسطين". وصمم المطار لاستيعاب 750 ألف مسافر سنويا، على مساحة نحو 2800 دونم بكلفة 22 مليون دولار وبتمويل دول عديدة في العالم. وكان يعمل فيه نحو 1200 موظف مدني وأمني. واستضاف المطار أول شركة طيران فلسطينية كانت تملك طائرتين صغيرتين من نوع "فوكر"، إضافة الى طائرة بوينغ 727 تتسع ل145 راكبا. وكان هناك تواجد محدود للأمن الإسرائيلي في المطار لمراقبة جوازات السفر والحقائب.