أنهى كل من الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة كل أشكال الخلاف بين الجهتين وذلك بعد نجاح اللقاء القمة الذي جمع الامين العام للمنظمة نور الدين الطبوبي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد وساطة مباشرة من رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر وقبله رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. ووفق مصادر متطابقة من الحكومة والإتحاد قد يكون الطرفان نجحا مساء أمس في تجاوز حقل الألغام الذي مشت فوقه البلاد لما يزيد عن أربعة أشهر وذلك بعد ارتفاع وتيرة الحرب الباردة بين الاتحاد وحكومة الشاهد على خلفية ما اعتبره ملاحظون فشل الحكومة في اداء مهامها، لتزيد وثيقة قرطاج في نسختها الثانية من تأزيم للوضع السياسي وذلك بعدما اتفق الاتحاد ونداء تونس على اضافة نقطة رحيل الحكومة ضمن البند 64 من الوثيقة. ولَم تكن وساطة الناصر والغنوشي لتنجح لولا الاستعدادات التي لمسها «الشيخان» لدى الطبوبي والشاهد في تجاوز حالة الجمود. فلقاء الطبوبي بمحمد الناصر كان إيجابيا وذلك وفق التعليقات السياسية والنقابية الصادرة يوم السبت الماضي بما في ذلك تصريح الامين العام نور الدين الطبوبي الذي دعا الى ترجيح صوت العقل والحكمة. وقال الطبوبي في هذا الاطار «يدا الاتحاد مفتوحتان للحوار لإيجاد الحلول، شريطة ألا تكون على حساب الطبقة الضعيفة» وهو ذات المحور الذي صارع من اجله الاتحاد على امتداد السنوات الماضية في ظل الارتفاع الصاروخي للاسعار واحتمال الالتجاء للتفويت في عدد واسع من المؤسسات العمومية. وجاء لقاء الطبوبي برئيس الحكومة 72 ساعة قبل انعقاد الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل حيث كان من المرجح ان تعلن الهيئة عن الدخول في إضراب عام وطني احتجاجا على الوضع الاجتماعي للتونسيين وكردة فعل على ما تردد من إمكانية تفريط الحكومة في اكثر من 10 مؤسسات عمومية وهو رفضه الاتحاد في اكثر من مناسبة. محور الصراع الحاصل بين الحكومة والاتحاد كان عنوانا للقاءات واجتماعات متواترة بين الامين العام نور الدين الطبوبي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وبين الغنوشي ويوسف الشاهد، فقد التقى رئيس الحركة الطبوبي مساء الاثنين 3 سبتمبر 2018 بمقر اتحاد عمال المغرب العربي حيث تباحثا في آخر مستجدات الأوضاع على المستوى الوطني قبل أن يلتقي بعدها الغنوشي برئيس الحكومة ساعات قليلة قبل رحلته الى الصين للمشاركة في القمة الافرو-آسياوية في بيكين. وعلى عكس جهود محمد الناصر وراشد الغنوشي، فقد فشل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في تطويق الازمة وذلك بعد ان اضحى الرئيس جزء من الخلاف السياسي الدائر حوله اثر انتصاره لنجله المدير التنفيذي للنداء حافظ قائد السبسي في خلافه الشخصي ضد رئيس الحكومة ومحاولة توظيف الحكومة لحسم الخلاف عبر الدعوة لسحب وزراء النداء منها وهو الأمر الذي كان من شانه ان يمس ويضر بمصالح الشعب التونسي في وقت تشهد فيه البلاد عودة جامعية ومدرسية وتستعد لحصد مداخيل السياحة. واذا كان تراجع الاتحاد عن خلافاته مع الحكومة قد حسمته المسألة الوطنية تجنبا لمزيد الخلافات وإهدار الوقت والجهود في معارك قد تكون جانبية احيانا ووهمية احيانا اخرى، فان ذلك لا يخفي التراجع التكتيكي للمنظمة، التي تستعد لخوض غمار المفاوضات الاجتماعية بالاضافة الى المفاوضات القطاعية على غرار التعليم بشقيه الثانوي والابتدائي، وكذلك معركة ضمان حقوق العمال بعدد من المؤسسات المصادرة والتي اعلنت الحكومة عن نيتها في طرحها للبيع. واذ تحمل الاتحاد مسؤوليته في اعادة الأمور الى نصابها والتأكيد على ان الحل الأمثل لإدارة الحوار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي هو البرلمان باعتباره هو المؤسسة الممثلة لارادة الشعب بعيدا عن الحوارات الموازية الخاضعة احيانا الى الأمزجة داخل العائلة الحاكمة، فان الحكومة مطالبة الان اكثر من اَي وقت مضى بالإنصات الى مخالفيها في الآراء والتقييمات من منظمات وأحزاب خاصة فيما يتعلق بقانون المالية وميزانية البلاد. ◗ خليل الحناشي 4 لقاءات بين الشاهد والطبوبي خلال سنة 2018 يعد لقاء أمس بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد و الأمين العام للاتحاد العالم التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الرابع خلال السنة الجالية: - الإثنين 15 جانفي، اجتماع تناول بالبحث حسب الصفحة الرسمية للاتحاد ملف الشركة التونسية للكهرباء والغاز. - الإثنين 5 مارس، رئيس الحكومة يوسف الشاهد يبحث مع الأمين العام لإتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، الوضع العام في البلاد، وأهم الملفات الاجتماعية المطروحة والتي تستوجب الحلول العاجلة بحسب مانشره الإتحاد على صفحته الرسمية»فيسبوك». ومثل توقف انتاج الفسفاط بالحوض المنجمي، واعتصام عدد من الشبان هناك وكذلك اعتصام «الكامور» بتطاوين، أبرز الملفات التي تطرحت في ذلك اللقاء. - الاربعاء 18 افريل 2018 لقاء بين رئيس الحكومة والطبوبي لم يفض الى حل بخصوص ازمة التعليم .