قامت دار نشر تابعة للكيان الصهيوني المحتل، تدعى"رسلينج"، بترجمة مختارات من قصص ل45 كاتبة من مختلف الدول العربية تتناول نصوصهن قيمة الحرية، وقد كتبت بعد الثورات العربية عام 2011 وذلك دون علمهن ودون الحصول على إذن منهن، ونشرها في كتاب بعنوان"حرية"، بواسطة منسق دراسات اللغة العربية في قسم "دراسات الشرق الأوسط" في جامعة بن غوريون الإسرائيلية المترجم آلون فراغمان. وهؤلاء الكاتبات -وحسب ما نشر في موقع "فسحة" استنادا الى ما كتبته الروائية الفلسطينية خلود خميس المقيمة في حيفا والتي تكتب باللغة الانقليزية هن: انتصار عبد المنعم (مصر)، سعاد محمود الأمين (السودان)، رحاب محمد علي البسيوني (مصر)، نوال الغنم (المغرب)، فرح التونسي (تونس)، نجوى بن شتوان (ليبيا)، فاطمة الزهراء أحمد (الصومال)، رحمة شكري (الصومال)، لطيفة باقا (المغرب)، فاطمة بوزيان (المغرب)، سندس جمال الحسينيّ (مصر)، جنّات بومنجل (الجزائر)، بدريّة علي (السودان)، لطفيّة عبد الله (لم يذكر اسم البلد)، شاهيناز فوّاز (مصر)، سعاد سليمان (مصر)، نبهات الزين (الجزائر)، فاطمة حمّاد (مصر)، دعاء عبد الرحمن (مصر)، أحلام مستغانمي (الجزائر)، منى بلشم (الجزائر)، ساجدة عبد الله إبراهيم (البحرين)، شريفة التوبي (عمان)، زليخة يوسف (الإمارات)، رفاه السيف (السعوديّة)، فاطمة الحسني (الإمارات)، زينب أحمد حفني (السعوديّة)، انتصار السرى (اليمن)، هالة طعمة (الأردن)، هيماء المفتي (سوريا)، ابتسام شاكوش (سوريا)، لذّة الحمود (الكويت)، بثينة العيسى (الكويت)، ميّادة العاني (العراق)، حنان بيروتي (الأردن)، نجلة سعيد (فلسطين)، منتهى العيداني (العراق)، سناء الشعلان (الأردنّ)، هيفاء بيطار (سوريا)، هيفاء يوسف عجيب (سوريا)، سلوى البنّا (فلسطين) R A R (فلسطين)، فوز الكلابي (العراق)، أسماء محمد مصطفى (العراق)، مادونا عسكر (لبنان). القائمة تتضمن اسم كاتبة تونسية ولان القائمة تتضمن اسم كاتبة تونسية هي فرح التونسي اتصلت "الصباح" برئيس اتحاد الكتاب التونسيين اولا لتسأله موقفا من كتاب"حرية" وترجمة نصوص الكاتبات العربيات دون اذنهن ثانيا لمعرفة ان كانت هذه الكاتبة قد تظلمت او رفعت امرها الى الاتحاد فصرّح لنا الشاعر صلاح الدين الحمادي انه لا احد اتصل باتحاد الكتاب التونسيين في هذا الغرض بتاتا وان الاتحاد بصدد البحث والتدقيق عما اذا تضمنت القائمة اسم روائية تونسية ام لا وقال:"موقف الاتحاد هو الرفض التام والنهائي للقرصنة وللتطبيع مع الكيان الاسرائيلي ونحن نتعاون مع بعض المنظمات العالمية لرصد حالات الخرق وإذا ثبت لدينا وجود تونسيات في القائمة فالأمر واضح سنقدم قضايا الى الجهات المعنية كمؤسسة الملكية الفكرية العالمية التي تربطنا معها اتفاقيات ونحن نساند كليا موقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في القضية." وكان الامين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الشاعر والكاتب والإعلامي حبيب الصايغ، صرّح لوسائل الاعلام بان القرصنة الصهيونية ليست جديدة على العرب وقال:".. فمن يغتصب وطن الفلسطينيين، ومقدساتهم، وتراثهم الفكري والأدبي، وينسب لنفسه زورا إنجازات الحضارات القديمة في منطقتنا العربية، ليس مستغربا عليه أن يسطو على الملكية والفكرية للكاتبات العربيات، وينقلها إلى لغته دون إذن، في ظل مقاطعة شاملة يقوم بها الأدباء والشعراء والمثقفون والمفكرون العرب مع كل ما هو صهيوني، والمقاطعة الشاملة للشعوب العربية له في المجالات كافة." ووعد الشاعر الحبيب الصايغ بان يتحرك الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب من خلال قنواته الشرعية لوقف هذه القرصنة الصهيونية، ومحاسبة كل من قام بها وشارك فيها، في عالم مفتوح الآن وتضبطه قوانين دولية تجرم المقرصنين، وتفرض عليهم عقوبات قاسية. وقد اكد الصايغ في بيان صدر في هذا الشان رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، حتى جلاء آخر محتل عن الأرض العربية، وأشاد بموقف الكاتبات العربيات اللائي رفضن هذه القرصنة، وتحركن لدى اتحادات الكتاب في بلدانهن لاتخاذ الخطوات القانونية لوقفها وردعها، باعتباره موقفا وطنيّا وقوميا دالا على عمق القضية الفلسطينية وعدالتها في نفوس الأدباء والكتاب العرب، وعلى أن كل الدعاية الصهيونية وكل الخطوات التي تقوم بها القوى الكبرى التي تساندها لم تغير من هذا شيئا. محاولات لمنع توزيع كتاب حرية يذكر ان عددا كبيرا من الكاتبات العربيات اعلن رفضهن انتهاك ملكيتهن الفكرية، وسرقة أعمالهن وترجمتها دون موافقتهن، معربات عن صدمتهن ورفضهن الكامل لهذا التعدي المشين، والسرقة التي تضرب بعرض الحائط قوانين الملكية الفكرية الدولية ومن بينهن أربع كاتبات مصريات هن انتصار عبد المنعم وسعاد سليمان وشاهيناز فواز وسندس جمال الحسيني تقدمن باحتجاج رسمي إلى اتحاد الكتاب المصريين وإلى اتحاد الكتاب العرب واتحاد كتاب فلسطين وطالبن باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع كتاب"حرية" الصادر عن دار النشر الإسرائيلية لرفضهن التطبيع مع الكيان الصهيوني. الكاتبات الفلسطينيات اللواتي فوجئن بسرقة أعمالهن وترجمتها ونشرها من قبل دار النشر الإسرائيلية، رفضن التطبيع مع نظام الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي و قمن بحملة للتعبير عن مواقفهن المبدئية من التطبيع مع اسرائيل كما رفعن امرهن الى اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطيني الذي حيا الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل والموقف المبدئي للكاتبات العربيات. ومن بين المحتجات الرافضات نجد الروائية الفلسطينية سلوى البنا التي عبرت في بيان لها صدر تحت عنوان"العدو يعتدي على حقوقي.. أنا مقاطعة" عن رفضها لهذا التجاوز قائلة:"من يسرق وطناً لا يستعصي عليه سرقة فكرة، كلمة، ثقافة، وحضارة، ومن يعتدي على تاريخ وحقوق وجذور شعب وأرض لا يصعب عليه الاعتداء على حقوقي كروائي.. لسبب بسيط أنه يعلم أن هذا الكاتب أقوى بكلمته منه وأشد صلابة، وهو الذي يدرك أهمية الكلمة ودورها وفاعليتها في الحفاظ على حقنا في فلسطين كل فلسطين"، وأضافت سلوى البنا أنه لدى الاحتلال الإسرائيلي سجل حافل وتاريخ من ملاحقة رموز الفكر والثقافة والمقاومة بالكلمة كغسان كنفاني وكمال ناصر. اليسار الإسرائيلي يتحرك وأكد اتحاد الكتاب الفلسطينيين أن الموقف المبدئي والسريع الذي اتخذته الكاتبات العربيات هو رفض التطبيع القسري الوقح الصالح فقط للتغطية على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية المستمرة منذ سبعين عاماً. فإسرائيل ككيان غاصب ومستعمر لم تكن يوما ولن تكون يوما طبيعية في عقول وقلوب الأغلبية الساحقة في الوطن العربي. وإن استثمار دولة الاحتلال والاستعمار للتطبيع بأشكاله الثقافية والأكاديمية والاقتصادية والأمنية والنقابية وغيرها، يزداد باطراد مع تصاعد حركة مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها والنمو الملفت في نضالها عالميا من أجل تحقيق حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، وبالذات العودة والتحرر الوطني وتقرير المصير. ولأنها ليست عملية القرصنة والاعتداء الاولى حيث نظم في شهر جويلية المنقضي معرض فنّيّ لأعمال مسروقة لفنّانين من العالم العربي، دون الحصول على موافقتهم او اعلامهم فقد رجح بعض المثقفين العرب مواصلة اليسار الصهيوني الاسرائيلي القيام بخطوات للتأثير في الدولة من خلال فتح باب تواصل وعمل بالقوّة مع العالم العربي ومن بين هؤلاء الكاتب الفلسطيني علاء حليحل الذي رأى في موقع "فسحة"انه:"ثمّة شهوة لدى هذا اليسار الإسرائيليّ، تجاه العمل مع العالم العربيّ، وإظهار أنّه ثمّة أصوات جيّدة في العالم العربيّ، لكنّهم يحولون الكتّاب العرب إلى ضحيّة بسبب ممارساتهم هذه، الّتي لا تسأل عن حقوق ملكيّة ولا نشر، هم في مأزق إنساني، ويعيشون في حالة ضبابية، بين رغبة الانتماء إلى المحيط العربيّ وتنازلهم عن كل المعايير الأخلاقيّة والمهنية، بممارسات كولونيالية، عن مشروع يحكي عن الحرّية". وأضاف :" وثمّة حالة مشاع في إسرائيل، في ما يتعلّق بالحقوق الفكريّة والملكية لأعمال عربيّة؛ فدار النشر والقيّم على الكتاب، يعرفون جيّدًا أنّ الكاتبات العربيات لا يستطعن محاكمتهم في إسرائيل بسبب موضوع التطبيع؛ وهم استغلّوا هذه القضيّة لصالحهم، دون أخذ أُذونهن، ويبيعون ويربحون من الكتاب."