يتابع المهتمون بفضول كبير آخر المستجدات في قضية جائزة نوبل للآداب التي لم تثر الإنتباه هذا العام خلافا لعادتها بسبب اسم الفائز بالجائزة وإنما بسبب الفضيحة التي لاحقت الأكاديمية المانحة للجائزة والتي انتهت في المحاكم. وتعيش السويد (التي تمنح بها الجائزة) منذ فترة على وقع فضيحة سوء سلوك جنسي أثرت على أعمال الهيئة المانحة وعلى سمعتها كذلك، وقد تواصلت إلى غاية أول أمس المحاكمة بالاستماع للمرافعات الختامية قبل النطق بالحكم ضد زوج العضو بالأكاديمية الشاعرة كاتارينا فروستينسون. وكانت قد وجهت إلى الفرنسي جون كلود أرنو (71 عاما)، زوج فروستينسون، اتهامات بالتورط في جريمتي اغتصاب، في حين ينفي الرجل التهم المنسوبة إليه. وقالت المدعية العامة كريستينا فويجت إن الجريمتين وقعتا عام 2011 وللمرأة نفسها. وكانت المدعية العامة قد قدمت المرافعات الختامية في محكمة ستوكهولم وكذلك محامي أرنو (المتهم) يوم الاثنين، وهو اليوم الأخير من جلسات الاستماع. وكانت المحاكمة قد بدأت في محكمة المقاطعة الأربعاء الماضي، وجرت خلف أبواب مغلقة وفق ما نقلته وكالات الأنباء العالمية. وكانت تقارير نشرتها صحيفة سويدية كشفت في نوفمبر الماضي عن مزاعم بسوء السلوك أثارتها 18 امرأة ضد كلود أرنو الذي نفى هذه المزاعم أيضا. واشتُبه في أن «أرنو» سرّب أسماء عدد من الفائزين بجائزة نوبل للآداب قبل الإعلان الرسمي عنهم، متبجحا بالدور الذي لعبه في تتويجهم. وبناء على ما أوردته يومية «داغنس نيهيتر» السويدية، طلبت أمينة الأكاديمية سارا دانيوس من مكتب محاماة تسليط الضوء على العلاقة التي تجمع بين الفرنسي وأعضاء الأكاديمية. وكنا قد اشرنا إلى ذلك في الإبان كما اشرنا إلى امكانية إلغاء جائزة نوبل للآداب هذا العام على خلفية الفضائح الأخيرة. وفعلا وبسبب الأزمة، أعلنت الأكاديمية في ماي الماضي أنها لن تمنح الجائزة هذا العام، مشيرة إلى حاجتها إلى الوقت لاستعادة ثقة الناس. وبالتالي فإنه لن يكون هناك فائز هذا العام 2018 بجائزة نوبل للآداب التي بقيت ورغم كل ما يروج حولها من أخبار أكبر الجوائز الأدبية العالمية التي يتوق إليها الجميع مع العلم أن حظ العرب منها جائزة يتيمة نالها الكاتب المصري نجيب محفوظ وظلت الدول العربية تراهن في كل سنة عن امكانية الفوز بها مجددا دون فائدة...