تساهم جمعية فرع الاتحاد التونسي لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنيا بمارث في تقديم خدمات اجتماعية وتربوية من اجل مزيد النهوض بمنظوريها الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن خلال المركز النموذجي للتربية وتأهيل المعاقين الذي تشرف على تسييره الجمعية يستفيد رواد هذا المركز من عديد الخدمات منها التربوية والتكوينية والعلاجية. ورغم الصعوبات والمشاكل المتعددة التي تعيش الجمعية على وقعها بسبب تردي الظروف المالية لم يدخر أعضاؤها واطارات هذه المؤسسة جهدا في توفير الحد الأدنى من المستلزمات البيداغوجية والتربوية على حسابهم الخاص لتمكين هؤلاء الاطفال من تحقيق الاهداف المطلوبة ضمن المجالات التربوية والتكوينية والعلاجية. ويذكر ارحومة السالمي رئيس جمعية فرع الاتحاد التونسي لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنيا بمارث أن المركز النموذجي للتربية وتأهيل المعاقين بمارث يستقبل 65 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و30 سنة منهم 36 طفلا يتابعون حصص التربية المختصة، وهم يتوزعون على خمسة اقسام حسب حالتهم الصحية، التي تهم الشلل الدماغي والتوحد والقصور الذهني المتوسط والقصور الذهني الخطير، إلى جانب 29 طفلا يتدربون على بعض الحرف المهنية ضمن ثلاث ورشات تنشط في صناعة الجلد والسعف والخياطة والتطريز فيما يؤمن 24 اطارا مجموعة من الخدمات داخل هذا المركز منها الادارية والتأطير والتنظيف واعداد الوجبات الغذائية اليومية للرواد. ويؤكد محدثنا قائلا إنه نظرا للنقص الواضح في الموارد المالية القارة بسبب غياب المنحة المالية التي اعتادت وزارة الشؤون الاجتماعية والصناديق الاجتماعية إسنادها للجمعية وتخلي الميسورين بين أفراد وأصحاب مؤسسات اقتصادية بالمنطقة عن الدعم المالي مما ساهم في تراكم الديون المتخلدة بذمة الجمعية بلغت حوالي 5 آلاف دينار حيث أصبحت الجمعية تعيش على وقع أزمة مالية خانقة أفضت إلى عجزها التام عن توفير بعض المتطلبات الضرورية للمترددين على المركز التربوي والمهني. وأبرز ضيفنا أن ما يثقل ميزان الجمعية ايضا هو الارتفاع المطرد في اسعار بعض المواد الاساسية والتجهيزات الخاصة واستهلاك البنزين نظرا لضرورة تأمين جلب وعودة المنظورين من مارثالمدينة وبقية المناطق المجاورة حيث تقطع السيارة حوالي 160 كلم جيئة وذهابا يوميا واضاف أن ما تتخبط فيه الجمعية من ترد لوضعها المالي من شأنه أن يؤثر سلبا على مردودية نشاط هذا المركز التربوي والمهني. ويطالب رئيس الجمعية السلط الجهوية والوزارة المعنية بالإسراع في تسوية الديون المتخلدة لدى الجمعية إلى جانب تغطية مصاريف الوجبات الغذائية اليومية وإضافة سيارة ثانية نظرا لأهمية عدد المترددين على المؤسسة، وختم تدخله بأن الجمعية تتطلع إلى بعث ورشات في صنع المرطبات وصناعة مواد التنظيف والاعمال الفلاحية بالإضافة إلى عقد اتفاقيات شراكة وتعاون مع بعض مراكز التربية المختصة العاملة في مجال الإعاقة من خلال تبادل التجارب التربوية والأفكار والزيارات وتنظيم أنشطة مشتركة. وحول الوضع السائد بالمركز النموذجي للتربية وتأهيل المعاقين بمارث أيضا أشارت المربية المختصة فتحية المجبري إلى أن هذه المؤسسة تفتقر لفريق تربوي متكامل نظرا للنقص المسجل في الإطار المختص كتقويم النطق والعلاج الطبيعي والنفسي ودعت إلى ضرورة توفير فرص الرسكلة والتكوين بهدف تطوير وسائل وطرق التدخل وبالتالي تحقيق الاهداف التربوية والتكوينية والعلاجية بالإضافة الى مساعدة بعض الاطفال على ادماجهم بالمؤسسات التربوية المخصصة للأسوياء. وتؤكد لنا المربية المختصة وداد الحلومي عدم توفر قاعة متعددة الاختصاصات ومستلزمات تربوية خاصة بالأطفال منها الأقلام التي تتلاءم مع الصعوبات الحركية الدقيقة إلى جانب انعدام التدفئة الداخلية، وتضيف أنه في إطار الاعتماد على الانشطة الترفيهية والرياضية المتعددة مما يساعد على إثراء شخصية الطفل وتنمية قدراته الذهنية والجسدية، طالبت بتخصيص فضاء يمكن الأطفال من ممارسة بعض الألعاب في الهواء الطلق وانتداب أستاذ تربية بدنية خاصة، وقد سبق أن تألق عديد الأطفال المنتمين لهذا المركز في التظاهرات الرياضية الجهوية والإقليمية والوطنية ضمن رياضة المعوقين فحصدوا مجموعة من الميداليات نظرا لما حظوا به من إحاطة متواصلة في بعض الرياضات التي تتماشى مع إمكانياتهم البدنية والذهنية. ومن جانبنا ندعو الى ضرورة ارساء تقاليد راسخة في مجال التضامني الاجتماعي من خلال حث الأهالي عموما ومكونات المجتمع المدني بمارث خصوصا على أهمية دورهم الفعال في تقديم المساعدات النقدية والعينية حتى تتمكن الجمعية من تجاوز محنتها المالية وانتشال هذه الشريحة العمرية من التشرد بالخصوص.