نجحت السيدة أمان مرابط في بعث مشروع رائد ونموذجي مختص في التربية العلاجية وتأهيل المعاقين مهنيا واجتماعيا. وراهنت السيدة أمان مرابط على انجاح مشروعها وادخال الفرحة على قلوب المعوقين وآبائهم على حد السواء باتباع أسلوب علمي وتربوي هام حيث قامت بدراسة نوعية المؤسسات والجمعيات الخيرية الموجهة لخدمة المعاقين في تونس ودامت هذه الدراسة عامين كاملين خرجت بعدها السيدة بقرار بعث مؤسسة «للتربية العلاجية» للمعوقين من شأنها أن تعطي الاضافة وتحقق مزايا جديدة للأطفال والمراهقين والكبار وذوي الاحتياجات التربوية الخاصة وتركز على تقديم خدمات خاصة لفئة المتخلفين ذهنيا والمعاقين حركيا والذين يعانون من أمراض التوحد والانكماش النفسي والذهاب الصبياني والمنغوليين. *مزايا وصعوبات رغم أن عمر هذه المؤسسة لم يتجاوز السنتين إلا أنها استطاعت تحقيق نجاح ملموس تمثل بالأساس في تحقيق العمل والعبء على الأولياء الذين لديهم أطفال معوقين حيث يوفر لهم الاطار المناسب والكفء الذي يؤدي عمله ويتعامل مع المعوق على أساس علمي وبيداغوجي حيث حرصت السيدة أمان مرابط على جلب اطارات تربوية من ذوي الخبرة والكفاءة العالية سواء من تونس أو من فرنسا ومربي متعدد الاختصاصات ومربية مختصة في التدخل المبكر يسهرون على رعاية المعاق حسب درجة اعاقته. وتعبر السيدة أمان عن رغبتها الكبيرة في تزايد مثل هذه المؤسسات النموذجية حتى يجد كل معاق الفضاء المناسب لتأهيله واعادة ادماجه في المجتمع وتضيف أن نجاح مثل هذه المشاريع ليس بالأمر السهل فلئن حققت نتائج ملموسة تمثلت في استيعاب المعاقين للدروس المقدمة اليهم وتفاعلهم معها إلا أنها تقر أن الصعوبات التي تحف بمسيرتها وكانت قد اعترضتها وتعترض سبيلها حاليا هي كثيرة لعل من أهمها الصعوبات المادية حيث لم تحظ بمساعدات مادية من قبل الهيئات الحكومية رغم أهمية مشروعها وأهدافه المتميزة والساعية للنهوض بوضعية المعاق. وتتمثل الصعوبات الثانية في كثرة المصاريف والمتطلبات الخاصة لهذه المؤسسة وتستدرك السيدة أمان لتقول أن ايمانها العميق بالجانب الانساني لهذا المشروع هو الدافع الأساسي الذي يجعلها لا تركز على المردود المادي بقدر تركيزها على النتائج الملموسة التي يترجمها المعاق بتفاعله واستجابته للدروس المقدمة له وأنها لا تطمح الى تحصيل مرابيح مادية ولكنها ترفض الفشل. *دوافع وشروط من الدوافع الأساسية التي وقفت وراء بعث السيدة امان مرابط مؤسسة خاصة للتربية العلاجية هو مغادرتها مهنة المحاماة والسلك القضائي بعد عودتها الى أرض الوطن فقد عملت السيدة أمان قاضية تحقيق ومحامية دفاع في الجزائر بسبب معادلة الشهادات العلمية لم يكن بامكانها مواصلة عملها كقاضية تحقيق في تونس فارتات الالتحاق بشركة عالمية لتشغل منصب مستشارة قانونية لكنها انقطعت عن العمل لأسباب شخصية وفضلت بعث مؤسسة خاصة وكان الاختيار قد وقع على بعث المؤسسة الآنفة الذكر لأنها أول مؤسسة خاصة تضطلع بمهام تربوية علاجية لفائدة المعاق ويمكن ادراج ذلك ضمن الدوافع الموضوعية. أما الدافع الذاتي فيتمثل في كون السيدة أمان مرابط أم لطفل معاق وهو الشيء الذي شجعها وحفزها على بعث هذا المشروع لأنها تؤمن بجودة مثل هذه الخدمات ومدى مساهمتها في تخفيف المسؤولية الملقاة على عاتق الأولياء بخصوص كيفية التعامل مع أبنائهم المعوقين. أما شروط النجاح فتتمثل بالأساس حسب رأي السيدة أمان مرابط في ضرورة التضحية والعمل على تقديم الفائدة لمستحقيها دون التفكير في المردود المادي كما يعتبر التنظيم والدراسة المعمقة التي تسبق بعث وتأسيس المشروع من أولى شروط النجاح في أي مجال.