من أبرز الجمعيات النشيطة في مدينة النفيضة، تعتبر جمعية رعاية وتأهيل المعاقين الأنشط والأبرز لما تتميز به من حرص على الخروج بالمعوق من ضيق العاهة واندماجه داخل محيطه. فهذه الجمعية تضم قرابة 80 معاقا بعاهات مختلفة يسهر على تأطيرهم اطار تربوي مختص يتكون من 10 اطارات في مجال التأهيل والتكوين حيث نجد 4 أقسام في التربية المختصة و3 ورشات تكوين في اختصاص الخياطة والطريزة والجلود والأحذية والفلاحة.. وانطلقت هذه السنة بالتعاون مع المدرسة العالمية للحلاقة بالجهة في تكوين ثلة من منظوريها في مجال الحلاقة. كما تدرس الجمعية الأطفال المعاقين ضمن فصول دراسية خاصة بحسب العاهة. وبمناسبة الاحتفالات بالذكرى 23 للتحوّل نظمت الجمعية العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية حضرها عدد غفير من أهالي المعاقين وأصدقائهم من عدد من المؤسسات التربوية بالجهة في بادرة غير مسبوقة أطلق عليها «صديق لكل معوق» كما يحتفل منطورو الجمعية بعيد الشجرة من خلال تشجير كامل الضيعة التربوية التي تحصلت عليها الجمعية مؤخرا من وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية والبالغة مساحتها 2.5 هكتار محاذية لمركز رحمة لرعاية وتأهيل المعاقين وسيتم استغلالها في تكوين الأطفال المعوقين في المجال الفلاحي وتنمية موارد الجمعية خاصة في ظل وجود بئر أنبوبية بالمركز وفي ظل تواجد المركب الفلاحي الصناعي بالنفيضة الذي ما فتئ يقدم كل الدعم والارشاد لهذه الجمعية الفتيّة. «الشروق» التقت السيدين محمد علي الشهودي رئيس الجمعية والسيد فوزي السعيدي مديرها فأكدا أن النية متجهة نحو تطوير وتفعيل نشاط الجمعية قصد احتواء أكبر عدد ممكن من المعاقين في سبيل مساعدتهم على تجاوز عاهاتهم والاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية حيث توصلت الجمعية منذ انشائها سنة 2006 الى ادماج 8 تلاميذ بالوسط المدرسي العادي و6 تلاميذ التحقوا بسوق الشغل، بعد تأطيرهم وتكوينهم بمركز الجمعية. كما تواصل في اطار التعاون التونسي الايطالي بلورة مشروع الادماج الاجتماعي للأشخاص المعوقين من خلال قيامها بعديد الحملات التحسيسية والحلقات التكوينية للمتدخلين في هذا المجال وهي تجربة جديدة في بلادنا أرادت الجمعية من خلالها التأسيس لتعاون وثيق مع العديد من الجهات المختصة في هذا الشأن بتونس والخارج. ويذكر أن جمعية رعاية وتأهيل المعاقين بالنفيضة تقدم عديد الخدمات لمنظوريها في مجال تأمين النقل وتقديم وجبات غذائية يومية للأطفال المرسمين بالمركز كما تنظم عديد الرحلات الاستطلاعية والترفيهية لأبنائها في ظل العناية الرئاسية الفائقة ودعم السلط المحلية والجهوية وبعض المؤسسات الاقتصادية بالجهة التي لم تدخر جهدا في مساعدة هذه الفئة التي تحظى بالترحيب والاهتمام من قبل الجميع.