تحتضن مدينة بنزرت الأمس واليوم الدورة الأولى لمنتدى البحر- بنزرت 2018: لقاءات أورومتوسطية للاقتصاد الأزرق المستدام، بتنظيم المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية وسفارة فرنسابتونس. وقد انطلقت أشغال المنتدى يوم أمس السبت بحضور وزير الصناعة والمؤسسات المتوسطة والصغرى والطاقة والمناجم سليم الفرياني، ووزير التكوين المهني والتشغيل فوزي عبد الرحمان وسفير فرنسابتونس أوليفيي بوافر دارفور، ووالي بنزرت محمد قويدر، وشيخ مدينة بنزرت كمال بن عمارة وعدد كبير من الضيوف. وقد أبرز رئيس بلدية بنزرت كمال بن عمارة في البداية أهمية هذا الملتقى بالنسبة إلى تونس التي تتمتع بشريط ساحلي يمتد 1300 كلم وإلى بنزرت التي يبلغ طول شريطها الساحلي 200 كلم . وأشار كذلك إلى الموقع الاستراتيجي لمدينة بنزرت والتي تربط بين ضفتي المتوسط وتعاقبت عليها حضارات كثيرة ، وأن بلدية بنزرت تدفع في اتجاه أن تكون مدينة نموذجية ، وتضمن اقتصادا مستداما للمدينة والبلاد في إطار المحافظة على التنوع البيئي والاستثمار الإيجابي في الاقتصاد الأزرق. ومن جهته أوضح قيس الهمامي من المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية أن الافتتاح سيكون اليوم الأحد، وأن هذا المنتدى الذي يؤثثه خبراء من أعلى مستوى يتناول أربعة محاور كالمحيط البحري والإشكاليات البيئية والصناعة والاستثمار والبنية التحتية البحرية والأنشطة البحرية، وان فلسفة هذا المنتدى تكمن في العمل الجماعي، وهدفنا أن نكون فاعلين في هذا التغيير للأفضل مع شركائنا. بنزرت دافوس للبحر وأما سفير فرنسابتونس أوليفيي بوافر دارفور فقد ثمن هذا الملتقى الذي يضم 700 مشارك من ضمنهم عدد كبير من الخبراء، وأنهم سيتوزعون على أربع ورشات للخروج بملاحظات وتوصيات من خلال العمل الجماعي. وأكد أنه يمكن أن نطمح إلى بعث دافوس للبحر، ليس فقط في الضفة الجنوبية بل ببنزرت حيث ينتظم هذا المنتدى سنويا، ويشمل كل المعنيين من باحثين وصناعيين وصيادين والناقلين البحريين والمسؤولين السياحيين والمهتمين بالأحياء المائية. وأكد أن ذلك ممكن مثمنا الدفع والدعم الذي وجده هذا المنتدى من والي الجهة محمد قويدر. وردا على سؤال «الصباح» عن البلدان المتوسطية المشاركة في هذا المنتدى أجاب السفير الفرنسي بأنها إضافة إلى تونسوفرنسا مصر ولبنان إيطاليا وإسبانيا واليونان ومالطا. وقد واكبت "الصباح" جانبا من الورشة الأولى في موضوع تحديد الرهانات أسهم فيها كل من الوزير سليم الفرياني والنائبة الفرنسية صوفي بانوناكل، والمديرة المساعدة للشؤوون الأوروبية والدولية بوزارة الانتقال الايكولوجي والتضامني الكسندرا بوني ،والرئيس المدير العام لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي محمد الصغير بن جدو ورئيس جمعية العمل البيئي المتوسطي سامي بالحاج والباحث في مجال البيئة والتحكم في الموارد الطبيعية نضال عطية ، والمهندس ورجل الأعمال الإيطالي أنطونيو دي مارتيني . وقد تحدث الوزير عن تأثير التغييرات المناخية في البيئة البحرية، وعن الامكانيات الكبرى التي تختزنها ولاية بنزرت في قطاعات متعددة وفي البنية التحتية البحرية ، مؤكدا ضرورة انخراط جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف الطموحة ،مبينا أن من الأهداف المرسومة تحقيق نمو بنسبة 5% بداية من 2020 ، ومبرزا أن بنزرت تحتضن 250 مؤسسة صناعية توفر 50 ألف موطن شغل ، وأن إنتاج بنزرت من الصيد البحري يبلغ 6% من الإنتاج العام. ومن جهته تناولت النائبة الفرنسية موضوع تآكل السواحل بفرنسا، وعددت بعض أسبابه، مبينة أنه لا يمكن إيقاف هذا المشكل الذي يتنامى بشكل مقلق ولكن يمكن الحد منه، وأنها تعمل على تدارك الفراغ التشريعي في هذا المجال بوضع مشروع قانون يساعد النواب في مواقفهم للحد من تفاقمه. وفي السياق ذاته تحدثت ألكسندرا بوني فأوضحت أن البحر المتوسط وإن كان يمثل 1% من مساحة البحار ،فإنه يختزن ثراء فريدا في تنوعه؛ لذلك وجبت المحافظة عليه. وأنه من المفيد تبادل الخبرات وتقديم الحلول العملية في مواجهة خطر تآكل السواحل . وأما محمد الصغير بن جدو فقد أوضح أن ارتفاع مياه البحر سيكون بين 30 و 50 صم سنة 2050 ، وأن ذلك له انعكاسات سلبية كبرى وخصوصا في القطاعين الفلاحي والسياحي فضلا عن التأثير البيئي. وأكد أن التعاون بين تونسوفرنسا سيكون مثمرا في هذا المجال لوجود الكثير من نقاط الالتقاء بينهما . ومن جهته عدد سامي بالحاج نماذج من الأخطار التي تتهدد البيئة البحرية المتوسطية ، ودعا إلى وضع آلية تمكن من تسجيل الملاحظات واستباق الضرر بالتدخل الوقائي في الإبان، والاستفادة من التجربة الفرنسية في هذا المجال . وأما نضال عطية فقد حلل الأخطار التي تمثلها صناعة البلاستيك واستعماله على البيئة البحرية ، وأشار إلى أنه من المنتظر أن يتم إصدار قانون قريبا يمنع صنع البلاستيك تقل ثخانته عن 40 ميكرون بدءا من ديسمبر 2019. وأما رجل الأعمال الإيطالي أنطونيو دي مارتيني فقد اعتبر أن الحل لتآكل السواحل يكمن في إيجاد منافذ للبحر داخل الأرض كما كان الحال بالنسبة إلى قناة السويس، وأنه يتبنى فكرة شط الجريد بالبحر انطلاقا من قابس بقنال يمتد 40 كلم .