سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قاسم حول المخرج الهولندي العراقي لالصباح: ارفض ان تحتفي بي ايام قرطاج السينمائية ضمن وفد من السلطة الدينية والسلفية والتي قامت بتهديم كل صالات السينما العراقية
*استعاد ورمم الفيلم الشاهد على عملية تجفيف منطقة الاهوار العربية فيلم "تجفيف الأهوار" في مهرجان لشبونة للسينما كوثيقة تونس – الصباح ونحن نستعد لنشر حوار أجرته "الصباح" مع المخرج العراقي قاسم حول مشاريعه المستقبلية وعن الدعوة التي تلقاها للمشاركة في مهرجان السينما بلشبونةبالبرتغال لعرض ما تبقى من فيلمه "تجفيف الاهوار" وعن مشاركته في أيام قرطاج السينمائية وقد التقيناه في الدوحةبقطر وكان ضيفا مبجلا على الدورة الرابعة من جائزة كتارا للرواية العربية، أرسل لنا قاسم حول من مقر إقامته بهولندا الرسالة التالية: "علمت من مصدر مقرب من الإدارة أن اسمي مدرج ضمن الوفد الرسمي العراقي الذي سوف يأتي من بغداد، لست متأكدا ولكن هذا ما نقل لي. لو صح النبأ فأن ذلك لن يشرفني وسوف أصدر بيانا أرفض مشاركتي في الوفد العراقي.. لقد اغتالت السلطة ومليشياتها حتى الآن ما يقرب من أربعمائة واثنين وثمانين مبدعا من الفنانين والأدباء والمثقفين وعدد كبير من الأطباء ما اضطر الآخرين للهجرة. ومن المؤسف أن يتعامل مهرجان سينمائي مستقل وذي تاريخ مع بلدان فاشية وسلفية وخرافية التفكير والأفكار ويكرمون ثقافتها من أجل بضعة تذاكر طيران.. أنا وحدي شاركت بفيلم "الحارس" الذي نال أول جائزة من أول دورة مهرجان قرطاج والجائزة هي التانيت الفضي وفي تلك السنة حجب التانيت الذهبي كما شاركت بفيلم "الأهوار" الذي قامت السلطة السابقة بالعراق بحرقه لأنه الشاهد الوحيد على منطقة الأهوار التي يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف عام. ولقد حصلت على نسخة تالفة من الفيلم وقمت بترميمها قبل شهر وأعدت أنتاجها وسوف تعرض في مهرجان لشبونة في البرتغال وسوف أحضر العروض. كما أشارك بفيلم "عائد إلى حيفا "وفيلم "بيوت في ذلك الزقاق" .. وبدلا من تكريمي سوف يتم الاحتفاء بوفد من السلطة الدينية والسلفية والتي قامت بتهديم كل صالات السينما العراقية. مجموعة "لصوص" استولت على المال العام وكرست ثقافة متأخرة وسلفية من المؤسف أن يتنازل مهرجان ذو تاريخ عن نهجه التقدمي والمستقل ويتكئ على سلطات ويدير وجهه عن عدد من السينمائيين المبدعين حقا والمهاجرين في منافي الدنيا.. عسى أن يوقف المهرجان هذه المهزلة. قاسم حول هولندا في 21 أكتوبر 2018." غسان كنفاني انتقد خروج الفلسطينيين من وطنهم وللتذكير فان المخرج السينمائي قاسم حول مولود في مدينة البصرةجنوبالعراق عام 1940م، كانت انطلاقته من المسرح، وعمل في النشاط الصحفي والتلفزيوني والإذاعي والمسرحي. وفي عام 1966م أسس مع بعض الأصدقاء مؤسسة (أفلام اليوم) التي أنتجت فيلم "الحارس"، والذي كتب قصته ومثل فيه (قاسم حول) نفسه. وأخرجه الفنان الكبير خليل شوقي. وفي عام 1970م التحق بصفوف المقاومة الفلسطينية في بيروت، وانشأ وحدة أفلام سينمائية، واخرج مجموعة من الأفلام من بينها "النهر البارد" و"بيوتنا الصغيرة" و"لماذا نحمل السلاح" و"لن تسكت البنادق". وفي عام 1976م عاد الى العراق واخرج فيلمه التسجيلي "الاهوار" ، ثم اخرج فيلمه الروائي الأول "بيوت في ذلك الزقاق". وبعده غادر العراق ليقيم في المنفى في هولندا حيث تحصل على الجنسية. أما لقاؤنا في قطر مع المخرج قاسم حول تحدثنا في بدايته عن صديقه غسان كنفاني الروائي بعد ان قدم شهادة حية عن حياته ومسيرته الإبداعية وخاصة منها الإعلامية وقال ان غسان لم يكن موافقا على خروج الفلسطينيين من وطنهم وانه كان يعتقد انه كان من الأفضل ان يناضلوا ولا يغادروا أرضهم تحت اي ضغط وهو ما تناوله في فيلمه "عائد من حيفا ".. حديثنا كان ذو شجون وصل بنا الى التساؤل ان كان كنفاني سيرحب بالربيع العربي لو كان حيا فقال ضيفنا: "لو كان غسان كنفاني حيا لكتب أعمالا ملحمية عما يحدث في البلدان العربية وللقضية الفلسطينية كما انه لم يكن ليرحّب بالربيع العربي لأنه كان يقرأ الواقع بدقة لا متناهية ويقف عند تفاصيل التفاصيل وحواراته ذات مضامين استشرافية عالية المستوى. وأضاف: "الربيع العربي نسبي وغسان لو كان حيا كان سيربط ما يحدث في الداخل بالعوامل الخارجية وكان سيعرف ان الربيع العربي تقف وراءه الفوضى الخلاقة. من جهة أخرى كان يمكن أن يضيف كنفاني تطورا نوعيا في شكل الرواية العربية لو بقي حيا. "تجفيف الاهوار" وإعدام الفيلم الوثيقة عمل إجرامي كان المخرج قاسم حول يشعر بارتياح كبير بعد عثوره على نسخة تالفة من فيلم " تجفيف الاهوار" غير صالحة للعرض بسبب تأثير الزمن وسوء الحفظ .. وقد كان سعيدا جدا بتمكنه من ترميم فيلمه هذا الذي تم حرقه وأعدمت نسخته الكاملة في إطار العمل على إتلاف الذاكرة العراقية ومحو التراث العراقي والقضاء على الإبداع العراقي والتاريخ الحضاري للعراق. وقد سرق الإسرائيليون من لبنان النسخة الوحيدة المتبقية منه والصالحة للعرض. و فيلم "الأهوار" تسجيلي يروي بالصوت والصورة والأرقام اخطر عملية تجفيف وردم في تاريخ الدول العربية القديم منه او الحديث .اما منطقة "الاهوار" فعراقية تمتد الى الحدود الإيرانية وحتى داخل ايران وتبلغ مساحتها اكثر من 16 كيلو متر مربع. وفسر قاسم حول ل"الصباح" أسباب تعمد صدام حسين "تجفيف الاهوار" فقال أن ذلك تم بعد دراسة أوروبية تنزلت في إطار مشروع طرحه الانتداب البريطاني على الملك فيصل في بداية القرن العشرين ولكنه رفضه. واعتبر محدثنا ان صدام حسين هو المسؤول الأول والأخير عن عملية تجفيف الأهوار، ورأى فيها عملية سياسية وعسكرية ذات أبعاد إقليمية ودولية تستهدف تجفيف الذاكرة العراقية ومحو التراث العراقي. وقال:" انا سبق ان قلت وكتبت وصرحت بان الحرب القادمة في الشرق الأوسط ستكون من أجل الاستيلاء على ينابيع المياه والأنهار." تنهد قاسم حول وأضاف: "هذه النسخة التلفانة والناقصة رممتها في معمل مختص بهولندا واسترجعت تقريبا 70 بالمائة من محتواها أضفت لها النيقاتيف وبعض الدقائق تحدثت فيها عما تعرض له فيلم "الاهوار" من عنف وصل حد اعدام نسخته الكاملة والأصلية وسرقة نسخته الثانية لأنه كان الشاهد الوحيد على وجود منطقة الاهوار التي يعود تاريخها الى 7 آلاف سنة. وما ادخلته على النسخة التالفة يجعلني اعتبره اعادة انتاج." فيلم "تجفيف الاهوار" لم يلفه النسيان رغم ما تعرض له من عنف بالعكس اختارته هذه الايام هيئة تنظيم مهرجان لشبونة للسينما بالبرتغال وبرمجت له عرضين لأنها اختارت لدورته هذه موضوع " نهر الفرات في التاريخ " ونهر الفرات هو الذي تنبع منه "الاهوار" وبطيعة الحال وجهت لقاسم حول دعوة لتقديم النسخة المرمّمة من فيلمه.. دعوة من بين دعوات كثيرة يتلقاها قاسم حول كمخرج وكإعلامي وكمبدع للتظاهرات والمهرجانات الثقافية والفنية لبّاها وهو في فترة استراحة وفي مرحلة ارشفة نفسه (افلامه ومقالاته) في انتظار تجميع الأموال اللازمة لإخراج فيلمه الجديد الذي اختار له عنوان " العودة الى الجنة".