القدس المحتلة (وكالات) شيّع آلاف المواطنين في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، جثامين سبعة شهداء ارتقوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي وصواريخه، إلى مثواهم الأخير، وسط تنديد بجرائم إسرائيل. وقال مراسل "وفا"، إن موكب التشييع للشهداء نور الدين محمد بركة، ومحمد ماجد القرا، وعلاء الدين فوزي فسيفس، ومحمود عطا الله مصبح، ومصطفى حسن أبو عودة، وعمر ناجي أبو خاطر وخالد محمد قويدر انطلق من أمام مستشفى غزة الأوروبي باتجاه منازل ذوي الشهداء في خانيونس، حيث ألقيت نظرة الوداع على جثامينهم. وشارك في تشييع الشهداء ممثلو الفصائل الوطنية، والإسلامية، والمجتمع الأهلي، والمدني، وسط حالة من الغضب والتنديد بجريمة الاحتلال الإسرائيلي. وكانت قوة خاصة إسرائيلية تسللت بمركبة مدنية من الحدود الشرقية لخان يونس، وتصدى لها المواطنون وقتلوا ضابطاً إسرائيلياً وأصابوا آخر بجروح خطيرة، فيما تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي وشن عشرات الغارات الجوية في المناطق الشرقية من جنوب القطاع، للتغطية على هروب القوة الخاصة. في ذكرى رحيل عرفات وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، امس، إن القضية الفلسطينية تتعرض لمؤامرات كثيرة، وصلت ذروتها بصفقة العصر. جاء ذلك في كلمة له عقب وضعه إكليلا من الزهور على ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية إحياء للذكرى ال 14 لوفاته. وأضاف عباس، إن القضية الفلسطينية تمر بظروف صعبة. وقال عباس، لا يريدون لشعبنا دولة، أو كيانا، هذا ما حضروه ونسمعه ونراه اليوم، لكننا لن نسمح بأن يمر، وتابع نحن هنا صامدون سنبقى أشواكا في حلوقهم. وقال عباس في هذا الصدد إن «الجانب الفلسطيني ليس منفتحا على صفقة العصر لأنها تنهي آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، لم يولد من يخون القضية أو يقبل بالمؤامرات». وأضاف: «اليوم كشفت الأوراق جميعا وتبين ماذا كانوا يخفون لنا ويحضرون لنا، لا يريدون لهذا الشعب أن يكون له كيان ودولة، ونحن لن نسمح لذلك بأن يمر». من جهته، قال القيادي في حركة حماس، حسام بدران، إن عرفات: «لو كان حيا لربما وجدناه الآن في غزة يجلس مع قادة الفصائل كلها في إطار التوافق على أساس مواجهة الاحتلال والتصدي الجماعي لصفقة العصر». وشنت مقاتلات حربية إسرائيلية وآليات مدفعية، مساء الأحد، سلسلة غارات وعمليات قصف على مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في تصعيد مفاجئ وفيما كان قادة العالم يحيون الذكرى المائة لنهاية الحرب العالمية الاولى. وأفادت مصادر فلسطينية باغتيال قيادي في المقاومة و5 من مساعديه في عملية إسرائيلية خاصة. وأفادت مصادر محلية بحدوث اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوة خاصة من جيش الاحتلال شرق خانيونس أثناء محاولتها الانسحاب إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948. وأضافت أن المنطقة تشهد انتشارا كبيرا للأجهزة الأمنية ورجال المقاومة الفلسطينية في المكان. وأكدت مصادر طبية غير رسمية استشهاد نور بركة أحد القادة الميدانيين في "كتائب القسام"، وعدد من مساعديه. وأكدت كتائب القسام في بيان لها "تسللت مساء اليوم قوةٌ خاصةٌ تابعة للعدو الصهيوني في سيارة مدنية في منطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب بعمق 3 كم شرقي خانيونس، وقامت هذه القوة باغتيال القائد القسامي نور بركة". وأضاف "وبعد اكتشاف أمرها وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، تدخل الطيران الحربي للعدو وقام بعمليات قصفٍ للتغطية على انسحاب هذه القوة ما أدى لاستشهاد عددٍ من أبناء شعبنا، ولا زال الحدث مستمراً وتقوم قواتنا بالتعامل مع هذا العدوان الصهيوني الخطير". وذكرت قناة "الأقصى" الفلسطينية ان عناصر من "القسام" تحاصر قوة خاصة للجيش الاسرائيلي شرق خانيونس، وسط اشتباكات مستمرة. وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم عن وجود "حدث أمني شرق خانيونس أسفر عن شهداء وجرحى من عناصر المقاومة، الأجهزة الأمنية والشرطية أعلنت الاستنفار لمتابعة الحادث". من جانبه، ذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أنه وخلال عملية أمنية نفذتها قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، اندلعت عمليات تبادل لإطلاق النار. وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته لسكان البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة بالبقاء على مقربة من الملاجئ. في حين ذكرت مصادر محلية، سماع دوي صفارات الإنذار، حيث يضطرون للنزول إلى الملاجئ خشية أن تطالهم صورايخ المقاومة التي تطلق من قطاع غزة. مصرع جنديين اسرائيليين وفي السياق ذاته؛ أفادت مصادر إعلامية عبرية بمقتل جنديين من القوة الإسرائيلية الخاصة، وإصابة آخر بجروح خطيرة في اشتباك مع قوة من القسام شرق خانيونس. ونشرت صورة لطائرة مروحية حطت في مشفى سوروكا في بئر السبع. وقالت مصادر فلسطينية رسمية إن مجموعة من أفراد المقاومة الفلسطينية تصدت لمحاولة اعتداء واقتحام لجنود الاحتلال قرب المنطقة الحدودية جنوب القطاع. وأضافت أن طائرات الاحتلال أطلقت عشرات الصواريخ على المنطقة، مما أسفر عن سقوط شهداء وإصابات في صفوف المقاومة، وسط أنباء عن اغتيال قيادي كبير بكتائب عز الدين القسام بمنطقة الفراحين، بعد إطلاق النار عليه وعلى مجموعة من عناصر القسام. وفي بيان لكتائب عز الدين القسام، فإن سيارة مدنية تسللت من الأراضي المحتلة إلى قطاع غزة، وتمكنت من اغتيال القيادي في الكتائب نور بركة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجبهة الداخلية للاحتلال أمرت جميع سكان المستوطنات في محيط غزة (المعروفة باسم غلاف غزة) بالبقاء في المناطق المحمية والملاجئ. كما أفادت مصادر للجزيرة بأن الجيش الصهيوني أمر مطار بن غوريون بتغيير مسارات الطائرات المغادرة والقادمة إلى تل أبيب. وكان نتنياهو قطع زيارته لباريس بسبب أحداث غزة. حماس تتوعد أكد أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية، في تصريح "لبي بي سي" أن الفصائل الفلسطينية سترد على ما وصفه بجريمة قتل 7 من عناصر كتائب القسام في عملية سرية إسرائيلية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وأضاف أبو مجاهد: "قلنا للوسيط المصري أن إسرائيل هي من اخترقت التفاهمات الأخيرة، التي حصل بموجبها هدوء ميداني في غزة، وعليه فسنرد على جريمتهم وعلى عدم التزامهم". وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية العملية الإسرائيلية في قطاع غزة، ووصفتها بأنها "جريمة بشعة". وأكدت الوزارة في بيان، صدر عنها الاثنين، أن ما جرى في قطاع غزة مساء الأحد "عدوان صريح ومخالف بكافة المعايير للقانون الدولي". وطالبت المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني.