طفا مٌجددا على السطح فيروس حمّى غرب النيل بعد أن تم أول أمس تسجيل إصابة كهل في معتمدية رمادة من ولاية تطاوين بهذا الفيروس. وهو ما يٌفضي إلى التساؤل بجديّة حول الأسباب التي دفعت إلى بروز هذا الفيروس مٌجددا لا سيما أن ظهوره خلال شهر أكتوبر الماضي عزاه البعض من المختصين في المجال الصحي إلى بؤر المياه الرّاكدة آنذاك نتيجة الفيضانات والتي تعتبر من العوامل الرئيسية في انتشار الأمراض. أكّدت أول أمس مصادر متطابقة محلّية وصحّية في معتمدية رمادة من ولاية تطاوين عن تسجيل إصابة لكهل في معتمديّة رمادة بحمى غرب النيل منذ بداية الأسبوع حث تم نقله إلى أحد مستشفيات ولايات صفاقس. وأفاد مصدر صحّي جهوي وفقا لما نقلته أول أمس وكالة تونس إفريقيا للأنباء أن هذه الإصابة هي الثانية التي يتمّ تسجيلها منذ مدّة في ولاية تطاوين إلا انه لم يتم الإعلان عنها بحسب ما نقلته (وات). وفي محاولة لمعرفة حصيلة الإصابات بفيروس حمى غرب النيل فضلا عن الأسباب التي أدّت إلى بٌروزه مجدّدا، أورد مدير حفظ صحة الوسط والمحيط بوزارة الصحة محمد الرابحي في تصريح ل"الصباح" انه تم تسجيل إصابة واحدة في معتمدية رمادة من ولاية تطاوين بفيروس حمّى غرب النيل معتبرا ان الوضع ليس بالخطير. وأوضح الرابحي فيما يتعلق بأسباب انتشاره مجددا إلى أن الناقل للفيروس ما يزال موجودا فضلا عن ان الفيروس بدوره ما زال يسجّل حضوره معتبرا انه عادة ما يتم خلال هذه الفترة تسجيل إصابات بفيروس حٌمّى غرب النيل لكنها تكون غالبا موزعة في مناطق وأماكن مختلفة قائلا: "لم يرتق المرض إلى مرحلة الوباء كل ما في الأمر انه تم تسجيل حالات منفردة لا وجود لروابط بينها". كما أورد مدير حفظ صحة الوسط والمحيط بوزارة الصحة ان وتيرة الإصابة بفيروس حمى غرب النيل ستتقلص في قادم الأيام بالنظر إلى الانخفاض المسجل في درجات الحرارة والذي يؤدي بالضرورة إلى تقلص حركة النواقل. تجدر الإشارة إلى ان هذا الفيروس قد سجل حضوره بقوة خلال شهر أكتوبر الماضي بعد ان تم تسجيل 3 حالات مؤكدة بفيروس حمى غرب النيل من بين 11 حالة يشتبه في إصابتها بهذا الفيروس في حين تم "تسجيل حالة وفاة لشخص يبلغ من العمر 73 سنة يشتبه في إصابته بهذا الفيروس" وذلك وفقا لما أعلنت عنه في تصريحات إعلامية سابقة المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية علما ان أكثر الحالات المسجلة كانت في ولايتي سوسة والقيروان. يذكر ان حمّى غرب النيل هو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان عبر لسعة البعوض والحشرات، التي ينتقل إليها بدورها عبر الطيور المهاجرة. ويوجد هذا الفيروس في المناطق المعتدلة والاستوائية من العالم وتتمثل الطريقة الرئيسية التي ينتقل بها فيروس غرب النيل عبر الأنواع المختلفة من البعوضيات التي تعد الناقل الرئيسي له. أمّا فيما يتعلق بأبرز أعراض هذا الفيروس فهي تتمثل في الشعور بحرارة مرتفعة إلى جانب آلام في الرأس والشعور بالضعف فضلا عن آلام في المفاصل والعضلات والتهاب في غشاء العين والطفح الجلدي وأحيانا حالات من الغثيان والإسهال فضلا عن وجود أعراض نادرة على غرار التهاب حاد في الدماغ أو التهاب السحايا وفي أحيان نادرة جدا تنتهي الإصابة بهذا المرض إلى الوفاة. منال حرزي