حاتم دربال: اخترنا التوجه لذاكرة المهرجان تأكيدا لعلاقتنا بالراهن تونس – الصباح لم يعد يفصلنا عن الدورة العشرين للمهرجان الدولي لأيام قرطاج المسرحية سوى أسابيع قليلة باعتبار أنها ستنتظم من 8 إلى غاية 16 ديسمبر القادم، لكن التحضيرات لا تزال جارية بنسق حثيث لوضع اللمسات الأخيرة لمتعلقات هذه الدورة تنظيمية ولوجيستيا، ووسط تكتم شديد للهيئة المديرة عن تفاصيل برنامج هذه الدورة الذي تم تقريبا الحسم في اختياراتها. وهو تقريبا ما أكده مدير الدورة المسرحي حاتم دربال ل"الصباح" باعتباره يشرف على إدارة المهرجان للعام الثاني على التوالي، رغم رفضه عدم الكشف عن تفاصيل الدورة وتأجيل ذلك ليكون خلال الندوة الصحفية التي ستنتظم في بحر الأسبوع المقبل. وبين أن هذه الدورة، التي تتزامن مع احتفال المهرجان بمرور خمسة وثلاثين عاما على تأسيس أيام قرطاج المسرحية، ستكون في عمومها موجهة لذاكرة المهرجان من خلال التوقف عند الدورات السابقة ولكنه لم يخف ما واجهته الأطراف المهتمة بهذه المسالة من صعوبة في إيجاد المادة الخاصة بذلك حسب تأكيده. والهام في هذا المهرجان أنه يؤكد المحافظة على المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية بعد عودتها في الدورة الماضية، بما يساعد على استعادة هذا الموعد الدولي للفن الرابع لألقه وإشعاعه الإقليمي والقاري ومحافظته على عنصر التنافس والتشويق، خاصة بعد أن تم التخلي عن المسابقة في المهرجان لعدة دورات، وهو اختيار ساهم في تراجع صيت المهرجان وقيمة العروض والمسرحيين المشاركين فيه. باعتبار أن المهرجان موجه بالأساس للمسرح التونسي والعربي والإفريقي مع الانفتاح على المسرح العالمي الرائد. وهو ما تحاول هذه الدورة في برنامجها الموسع مراعاته وتأكيده. مؤكدا أن هذا المهرجان يظل مفتوحا أمام المبدعين التونسيين بدرجة أولى رغم أنه مهرجان عالمي. وذلك بعد أن حددت اللجنة الخاصة بانتقاء العروض جملة من المقاييس اعتبرها كفيلة بضمان برمجة منجز مسرحي تونسي نوعي بكل تنويعاته وأطيافه وضمان تقديم افضل الأعمال المسرحية الموجودة على الساحة الوطنية لأن من شأن هذا المهرجان أن يفتح له أفاقا أرحب في الترويج والتشبيك عربيا وإفريقيا وعالميا. برنامج نوعي ولئن عرفت ظروف تحضير وتنظيم الدورة الماضية لنفس المهرجان صعوبات كبيرة، فإن دورة هذا العام كانت مختلفة على أكثر من صعيد وهو ما جعل هيئة التنظيم الموسعة تضبط برنامجها وفق الإمكانيات المتاحة للمهرجان والخيارات والخطوط المضبوطة. فقد أوضح في نفس السياق الدكتور حاتم دربال أن دورة هذا العام تسجل مشاركة 38 دولة من مختلف القارات رغم الالتزام بأسس المهرجان في توجهه بالأساس للمسرح العربي والإفريقي بما في ذلك المسرح التونسي. ويتضمن برنامجها 93 عرضا مسرحيا من بينها 80 موجهة للكهول والبقية موجهة للأطفال وتشمل المسرح المدرسي والجامعي وغيره من الأعمال التي ستعرض في المؤسسات السجنية. وفي مستوى الندوات أكد مدير المهرجان أن برنامج هذه الدورة يتضمن ثلاثة ندوات تتناول مسائل ومواضيع تعد من مشاغل الفن الرابع وترصد واقع هذا القطاع على أصعدة وفي مستويات مختلفة. تتمحور إحدى هذه الندوات حول مسألة تونسية حارقة تتعلق بالمسرح واللامركزية واحتياجات المسرح في الجهات ويشارك في طرح محاورها ثلة من الأكاديميين والحرفيين والمسرحيين المختصين. وتتناول الندوة الدولية الثانية الكتابة المسرحية رهاناتها وتحولاتها في طرح "الدرامي وما بعد الدرامي" أما محور الندوة الدولية الثالثة فيتناول "الممثل والمخرج" في طرح علاقة مسرح ما بعد الدراما. ومثلما أكد مدير المهرجان فإن هذه الندوات تعد ركيزة أساسية ومحورا هاما في برنامج أيام قرطاج المسرحية نظرا لأهميتها وفوائدها بالنسبة للمسرح التونسي والعربي والعالمي بشكل عام نظرا لتقارب وتشابه وضع هذا القطاع في هذه المرحلة، خاصة أنها تستضيف قامات علمية ومعرفية ومسرحية من تونس ومن بلدان عربية وإفريقية ومن بلدان أوروبية وغيرها للمشاركة في طرح ومعالجة محاورها. ولا يتوقف برنامج هذه الدورة على العروض والندوات فحسب، بل يشمل أيضا ورشات مختلفة ومعارض وأنشطة ثقافية وفنية تنتظم على هامش هذه الدورة وتشمل عدة جهات فضلا عن مشاركة مراكز الفنون الدرامية والركحية في هذا العرس المسرحي باعتبارها شريكا فاعلا في تنظيم هذا المهرجان الذي وعد مديره بأن سيكون احتفالية مسرحية.