بعد طي صفحة الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية تتجه الأنظار إلى الدورة التاسعة عشرة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية التي تفصلنا عن موعد تنظيمها أقل من ثلاثة أسابيع باعتبار أن موعد تنظيم هذه الدورة محدد من 8 إلى 16 ديسمبر المقبل. ورغم التكتم على تفاصيل البرنامج وكل متعلقات المهرجان، فقد أفاد مدير الدورة المسرحي حاتم دربال أن المحور العام للندوة التي سيتضمنها برنامج هذه الدورة وتمتد على ثلاثة أيام هو «النقد المسرحي اليوم وغدا» وأوضح أنه تم توجيه الدعوة لعدد من النقاد والفاعلين في الحقل المسرحي من بلدان عربية وإفريقية ومن بلدان أخرى فضلا عن الحضور التونسي النوعي، لتكون طرفا في طرح المحاور المتفرعة عن هذه المسألة التي يعتبرها عنصرا هاما في الفن الرابع وآلية نجاحه وتطوره. كما أكد ما وعد به سابقا وهو عودة المسابقات الرسمية للمهرجان. من جهة أخرى بين محدثنا أن هيئته تنكب على تفعيل وتنفيذ الإجراءات بنسق متسارع باعتبار أن الجميع في سباق مع الزمن. وعبر عن تفاؤله بنجاح الدورة رغم انطلاق التحضيرات لهذا المهرجان في وقت متأخر وعلل ذلك بقوله: «الجميع كان على قدم وساق من أجل أن تكون الدورة التاسعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية في الموعد وبالمحافظة على سنوية المهرجان خاصة أننا أمام تحد كبير». وأوضح في سياق متصل أن جميع المسرحيين الفاعلين في دورة هذا العام والغيورين على القطاع شكلوا نواة جبهة مسرحية تعمل من أجل المحافظة على ثوابت وريادة المهرجان عربيا وإفريقيا وذلك من خلال بعث أقسام ورشات موجهة في تفاصيلها وأبعادها لاستيعاب وتشريك المسرح التونسي والعربي والإفريقي مع الانفتاح على التجارب العالمية الرائدة. وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة المديرة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية التي يرأسها حاتم دربال عرفت عديد الصعوبات بما كاد يحول دون المضي في خيار سنوية المهرجان والعودة به إلى المربع القديم ليكون دوريا بعد كل سنتين لكن نظم المسرحيون تحركات أسفرت عن بعث تنسيقية ضمت عديد المسرحيين دفعت سلطة الإشراف لدعم المهرجان وللمحافظة على سنويته. ونجح مديرها في تنظيم هيئة مديرة في وقت قياسي أي منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي لتبدأ نفس الهيئة في هندسة تفاصيل الدورة ووضع فلسفة المهرجان الجديدة المبنية على المصالحة مع الثوابت ولم شمل العائلة المسرحية والتأسيس لكل المبادرات التي تدفع المهرجان العريق للتطور وليكون رافدا هاما للمسرح التونسي والعربي والإفريقي لكن مع الانفتاح على المدارس والتجارب والرؤى العالمية الرائدة. وهو تقريبا ما أكده مدير المهرجان في مناسبة سابقة ل«الصباح». من جهة أخرى أفاد حاتم دربال أن دورة هذا العام ستكون مصغرة نسبيا مقارنة بالدورات السابقة وأرجع ذلك إلى عدة اعتبارات ذكر من بينها أنها دورة للمصالحة وإعادة التأسيس من خلال عودة بعض الأقسام والمسابقات وبعث أركان أخرى من ناحية ثم أن محدودية الإمكانيات وعامل الوقت من المسائل التي كان لها تأثير كبير في ضبط برنامج الدورة وتحديد قائمة الضيوف لكن دون المساس من الخطوط العريضة لجوهر المهرجان. في المقابل وعد محدثنا بأن يكون المهرجان في مستوى انتظارات العائلة المسرحية والثقافية في تونس على جميع المستويات. وسيتم الكشف عن بقية التفاصيل الخاصة بدورة هذا العام قبل نهاية الشهر الحالي في ندوة صحفية.