حلت الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي منذ أيام قليلة في افتتاح حمل الكثير من التجدد والعفوية والشغف بالفن السابع.. فكل من شاهد أو واكب الليلة الأولى من المهرجان (20 نوفمبر الجاري) يشعر بهذا السحر وكأنها حياة جديدة تولد أو روح تبحث عن كيان يحتويها... عفوية مدروسة في تقديم فقرات الحفل ورسائل واعية لا تدعي المعرفة أو تتباهى بها.. لعّل العبارات تخونها أحيانا فتتحول لثرثرة محب وفي أحيانا أخرى تأبى العبرات الجهر بمكنوناتها في مواجهة قيم الوفاء والتقدير لكائنات «فنية» رسمت البسمة على الوجوه وألهمت حياة الكثيرين منا.. السينما والقاهرة رواية عشق لا تعرف نهاية، ربما يتغير أبطالها، إيقاعها وموسيقاها لكن الروح تظل واحدة تتنقل من جيل لأخر.. هي لعبة جماعية كما عبر عنها الممثل الاستثنائي ماجد الكدواني.. ترفض أحادية التوجه وفردية الخيار.. تمنحك فرصة القبول أو الرفض، الاستمتاع أو التجاهل ونحن تجاهلنا بعض الثغرات القليلة في زخم هذا الشغف بالسينما... تكريم المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الناقد يوسف شريف رزق الله - ولئن لم يسبق لمنظمي المهرجان الاعلان عنه- كانت أرقى فقرات افتتاح الدورة 40 من المهرجان، ومع ذلك لم يعتل الناقد الكبير الركح إلى جانب رئيس المهرجان السيناريست والمنتج محمد حفظي ليعلن عن سعادته وتضحياته وعمله الكبير لإنجاح الدورات التي أشرف على ادارتها الفنية فالرجل ظل طيلة حديثه يشكر في من دعمه من عائلته وفريقه فردا فردا. هذا الشعور بالانتماء لمهرجان القاهرة السينمائي رافق كذلك الفنان سمير صبري -أحد المكرمين والذي لم يقع الاعلان عنه كذلك- وقدم بصوته إحدى أكثر فقرات العرض الافتتاحي تميزا عن تاريخ الفن السابع في توازي جميل بين الخطوات الأولى للسينما العالمية وبين مثيلتها المصرية. الإضاءات عديدة في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي لكن فقرة الفنان شريف منير التي جمعت بين عشقه الأول «الة الباتري» وعزفه المحترف وبيت واقعه الراهن وسخريته من الوضع العام للمشهد الفني في رسالة تحمل موقفا جريئا عن تراجع الانتاج الدرامي لموسم 2018 بأسلوب ساخر كوميدي يعكس مدى تمسك المهرجان بروحه الحرة التي لا تعتنق سوى الفن.. أمّا تكريم الفنان حسن حسني بجائزة فاتن حمامة التقديرية في «إطار» تشرعه عبارات السينمائي داوود عبد السيد فكانت رسالة مضمونة الوصول عن فنان لا يحتاج من يتحدث عنه لكثير من الكلام ليقول أن هذا الاستحقاق من نصيب حسن حسني. الحضور التونسي في حفل افتتاح القاهرة السينمائي في دورته الأربعين كان لافتا بدوره على مستوى لجنة التحكيم من خلال الفنانين ظافر العابدين في المسابقة الدولية وعائشة بن أحمد في مسابقة «آفاق السينما العربية» التي خيرت ارتداء فستان سهرة بسيط في تفاصيله ومشع بلونه الأصفر فيما حضرت درة زروق ، إحدى النجمات الوفيات للسجاد الأحمر للقاهرة السينمائي بإطلالة فاخرة من إمضاء زهير مراد جذبت –كعادتها- انتباه عشاق الموضة وخيرت فاطمة ناصر المخمل الأحمر في فستان جذاب واسكسورات ذهبية.