انعقدت امس بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ندوة صحفية للتنديد بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى تونس بمشاركة وحضور كل من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية وأنا يقظ والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان واتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل وشبكة دستورنا وجمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية والاتحاد العام لطلبة تونس ومركز تونس لحرية الصحافة والجمعية التونسية لمناهضة التعذيب والجمعية التونسية للمحامين الشبان. وقد عبرت الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للصحفيين سكينة عبد الصمد عن رفض النقابة المطلق لزيارة ولي العهد السعودي منددة في الآن ذاته بما وصفتها ب»المجازر التي ارتكبها النظام السعودي في اليمن وبتورط محمد بن سلمان في جريمة القتل الوحشية التي تعرض لها الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في اسطنبول». كما اكدت عبد الصمد ان النقابة تقدمت أمس بدعوى جزائية امام وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس قصد «فتح بحث تحقيقي موضوعه المجازر والجرائم التي ارتكبها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية باليمن وكذلك على خلفية الشبهات التي تحوم حول العائلة المالكة بالسعودية ومدى تورطها في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي». من جهته اكد مسعود الرمضاني عن المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ان رفض زيارة الامير السعودي هو رفض مبدئي ودفاعا عن قيم الديمقراطية الناشئة في تونس مشددا على أن حرية الرأي والتعبير المكفولة دستوريا تضمن لمكونات المجتمع المدني الاحتجاج العلني على هذه الزيارة. الموقف نفسه اكدته الكاتبة العامة لجمعية النساء الديمقراطيات والجمعية التونسية للمحامين الشبان حيث لم يخف نائب الجمعية بشير بالشيخ ان الاجراءات المتخذة من شكايات جزائية تم رفعها، هي مجرد تحركات رمزية نضالية لأنها -وفق تعبيره- لن ترتب آثارا قانونية وأن احتجاجات الشارع ستبقى هي الفيصل في منع بن سلمان من دخول تونس. وقد عبر جل الموجودين أن المجتمع المدني يرفض هذه الزيارة من منطلقات مبدئية وليس من باب الاصطفاف السياسي أو الاقليمي. ويذكر ان نقابة الصحفيين التونسيين وجهت رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي عبرت من خلالها عن تفاجئها كأغلبية الشعب التونسي بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بلادنا، فيما بدأ جولةً الهدف منها «تبييض سجله الدّامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعلّ آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، حيث تشير تقارير دولية إلى تورط بن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء». كما نددت النقابة بما وصفتها ب»سياسة المحاور التي تشهدها المنطقة العربية» وأعربت عن صدمتها من موقف وزارة الخارجية حين دعت إلى عدم توظيف قضية اغتيال الزميل السعودي، جمال خاشقجي، ب"استغلال هذا الحادث لاستهداف السعودية وأمنها واستقرارها"، واكتفائها بموقف هزيل لا يعكس بأي حال من الأحوال ما تعيشه تونس من زخم، في إطار الانتقال الديمقراطي الذي تمرّ به بلادنا وفق نص الرسالة التي توجهت بها النقابة الى رئاسة الجمهورية. ورافقت زيارة ولي العهد السعودي الى تونس تحركات احتجاجية رافضة لزيارته ابرزها كانت امس امام المسرح البلدي بالعاصمة حيث تجمعت اعداد كبيرة من النشطاء والمواطنين للتنديد بهذه الزيارة.