بمجرد إذاعة خبر زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتونس ، حتّى انتفض البلد بحقوقييه و صحافييه و مثقفيه و شعبه ضدّ هذه الزيارة ، رافعا شعار ” لا لتدنيس ارض الثورة” في وجه طغاة العالم. و تجمع المئات من المتظاهرين في شارع حبيب بورقيبة قبل ان ينظموا وقفة قبالة مقر المسرح البلدي و رفعوا لافتات كتب عليها بالخطّ العريض ” لا اهلا و لا سهلا ببن سلمان ” و لا لتدنيس ارض تونس الثورة”. حمل متظاهرون مناشير ومجسمات لأرجل مقطوعة، ويردد آخرون "يا بن سلمان يا عميل الأمريكان".. ورفع المحتجون شعارات من قبيل "شعب مواطنين.. تونس ليست للبيع"، و"الشعب يريد طرد ابن سلمان"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع"، كما رفعوا أعلام تونس والجزائر وموريتانيا ومصر وفلسطين. و في مؤتمر صحافي عقدته الاثنين، عبرت 14 منظمة تونسية، بينها نقابة الصحافيين ومركز تونس لحرية الصحافة وجمعيات النساء الديمقراطية ومنظمات حقوقية عن رفضها لاستقبال بن سلمان و قرّرت نقابة الصحافيين من جانبها رفع دعوى قضائية ضد زيارة بن سلمان. واعتبرت نقابة الصحفيين في رسالة مفتوحة وجهتها إلى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن الهدف من زيارة محمد بن سلمان إلى تونس تبييض سجله الدامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعلّ آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، حيث تشير تقارير دولية إلى تورط بن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء. واعتبرت الرسالة أن ولي العهد السعودي يشكل خطرا على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وأنه عدو حقيقي لحرية التعبير، وفق نص البلاغ. وبالتزامن رفع عدد من المحامين والفنانين والمثقفين والإعلاميين دعوى قضائية أخرى لدى المحكمة الابتدائية بتونس لإلغاء زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادهم، نتيجة الشبهات التي تحوم حول تورطه في عديد الجرائم في اليمن، أعلن 50 محام تونسي في وقت سابق أنهم رفعوا قضيةً مستعجلة لمنع زيارة بن سلمان. وسائل الإعلام أيضا أدلت بدلوها في هذا الأمر، حيث أعلنت قناة “تلفزة تي في” أنها ستعرض سلسلة من البرامج الوثائقية توثق للوضع المأساوي في اليمن والذي تسببت به الحرب التي تخوضها السعودية وحلفاؤها على هذا البلد العربي. من جهته عبّر الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، عن رفضه لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن “تونس الحرة لا تُقايض الشرف بالرز”، في إشارة إلى رفض الدعم المالي الذي يُفترض أن يعلن عنه بن سلمان خلال زيارته إلى تونس.