يعتبر خط النقل العمومي عبر الحافلات بين القصرينوصفاقس من اكثر الخطوط مردودية بالنسبة للشركتين الجهويتين للنقل بكل من القصرينوصفاقس والدليل على ذلك تسييرهما لعشر سفرات يوميا ذهابا وايايا 6 منها تؤمنها شركة القصرين (الخامسة صباحا و7 و15 دقيقة و11 صباحا تعود بداية من الساعة 13 ظهرا ثم 14 (في اتجاه تالة عبر القصرين) و16 و4 تسيرها شركة نقل صفاقس (س 8 وس 10و45 د ثم ترجع في س 13 و15 وكلها عبر مدينة سيدي بوزيد) وجميع هذه السفرات العشر تكون في اغلبها الحافلات مليئة عن آخرها وبعضها يضطر عدد من مسافريها الى البقاء وقوفا لعدم وجود مقاعد شاغرة.. لكن خدمات الشركتين على الخط المذكور لم ترتق الى المستوى المطلوب لا من ناحية نوعية الحافلات ولا من حيث احترام التوقيت او حتى المسلك المتبع (بالنسبة لبعض حافلات شركة النقل بصفاقس). فمن خلال اتصال عدد من مستعملي الخط المذكور بنا واستعمالنا له بشكل اسبوعي تقريبا فانه كثيرا ما تتحول سفراته (في الاتجاهين) الى معاناة كبيرة واضاعة للوقت وتوتر للاعصاب، وكمثال على ذلك فاننا رصدنا بانفسنا في شهر نوفمبر الحالي عدة مشاكل فضلا عما ذكره لنا مسافرون آخرون... فخلال سفرة يوم الاربعاء 7 نوفمبر تعطبت الحافلة التابعة لشركة النقل بصفاقس التي غادرت محطة القصرين على س 13 قبل وصولها الى مدينة سبيطلة اي انها لم تقطع غير حوالي 27 كلم ثم حصل لها عطب في المحرك وتوقفت في الخلاء لمدة 30 دقيقة، وبعدها واصلت سيرها ببطء، ولما بلغت مدينة سبيطلة اعلم المسافرون بانها غير قادرة على المواصلة وعليهم النزول منها وانتظار قدوم حافلة نفس الشركة القادمة من الكاف لمواصلة السفرة على متنها، وهو ما حصل بالفعل ليكون الوصول الى وجهاتهم (سيدي بوزيدوصفاقس وما بينهما من مدن) بتأخير ساعة تقريبا.. ويوم الاحد 11 نوفمبر غادرت حافلة (قديمة ولا تتوفر فيها اي مظاهر الرفاهية) الشركة الجهوية للنقل بالقصرين محطة صفاقس قبل الوقت المحدد لها و لما بلغت الطريق الحزامية لصفاقس (كلم 11) اوقفها اعوان حرس المرور في عملية مراقبة عادية فاكتشفوا انها انطلقت قبل توقيتها القانوني (حسب كراس شروط استغلال السفرة) بساعة كاملة وان وثائقها منقوصة من وصل خلاص المعلوم الشهري للجولان، وبعد نصف ساعة من التعطل سمح لها بالمواصلة بعد حجز رخصة سياقة السائق وتحرير محضر الى حين الاستظهار في ظرف 24 ساعة بالوثيقة المطلوبة لدى مركز الحرس بطريق قابس كلم 7 الذي تتبعه الدورية، وبلغ المسافرون وجهاتهم في حالة اجهاد كبير من جراء نوعية الحافلة وهم يتساءلون كيف تخصص الشركة حافلة بذلك المظهر لخط طويل وهام ثم تغادر مستودعات المؤسسة دون التثبت في وثائقها هل هي كاملة ام منقوصة؟.. ويوم السبت 17 نوفمبر غادرت حافلة شركة القصرين محطة صفاقس في س 14و30د بدل س 16 فوجد المسافرون القادمون في الموعد الرسمي للسفرة انفسهم في التسلل واضطر بعضهم الى كراء سيارات النقل العشوائي للعودة الى القصرين او قضاء ليلتهم في احد النزل لمن لم يجد ذلك خصوصا وان الوقت اصبح متاخرا ولم تعد هناك سيارات اجرة في اتجاه القصرين.. ومن الغد اي يوم الاحد 18 وبعد اقل من 50 كلم من مغادرتها لمحطة صفاقس (س 12 و30 د) حصل لحافلة شركة القصرين عطب بمحركها فرض عليها التوقف تماما في الخلاء و انزال المسافرين لينتظروا حافلة الخط الموالي بعد ساعة في اتجاه تالة عبر القصرين وطبعا فانهم وصلوا متاخرين.. ويوم الخميس 22 نوفمبر تعمد سائق حافلة شركة صفاقس التي غادرت محطة القصرين س 13 الى تغيير خط السير وعوض دخول مدينة سيدي بوزيد عبر مفترق لسودة على الطريق الوطنية عدد 13 فانه سار بها في طريق فرعي ضيق جدا وكله مطبات وتشقه عدة اودية يؤدي الى نفس المدينة لكن من جهتها الشمالية الغربية وسط ذهول كل المسافرين الذين لم يفهموا غرض السائق من ذلك خصوصا وان الحافلة يومها من النوع القديم الذي لا تتوفر فيه ادنى مواصفات الرفاهية.. هذه بعض الاخلالات على الخط المذكور وغيرها كثير واهمها الحالة المزرية لبعض الحافلات رغم انها تؤمن خطا طويلا يبلغ اكثر من 400 كلم ذهابا وايابا، فضلا عن تعمد بعض السواق التدخين طوال السفرة تقريبا والحال انه ممنوع بتاتا، والتوقف في الاستراحات التي يختارها كل منهم واغلبها بمفترق 74 لتناول الغداء او فطور الصباح (مجانا للسائق و القابض لان معهما عشرات الحرفاء) اكثر من اللازم والتي تصل في بعض الحالات الى اكثر من نصف ساعة رغم تذمرات المسافرين.. ولذلك فان الادارتين العامتين للشركتين ومصلحتي الاستغلال بهما مطالبة بالعمل على تحسين خدمات هذا الخط الهام بتخصيص حافلات ذات رفاهية كاملة مثلما تشير اليه التذكرة وكراس الشروط ودعوة السائقين الى احترام توقيت الانطلاق (حافلات القصرين في رحلة العودة) والالتزام بالمسار المطلوب (بالنسبة لشركة النقل بصفاقس عند الدخول لمدينة سيدي بوزيد في رحلة الاياب) وعدم اطالة فترات الاستراحة رحمة بحرفاء الشركتين وضمانا لوصولهم في الوقت المحدد لان كلا منهم مرتبط بمصالح ومواعيد مع الادارات والاطباء واي تاخير عنها يكلفهم متاعب قد تصل الى العودة في اليوم الموالي وقطع 400 كلم اخرى.