عاش متساكنو حي المنار والمناطق القريبة منه بمدينة القصرين ليلة أمس الأول (بداية من الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس الأول تقريبا والى غاية فجر أمس) على وقع أزيز الرصاص و تعزيزات أمنية كبيرة و تجمهر مئات الأهالي في المفترق الرابط بين شارع علي باش حامبة والطريق المؤدي الى معهد المنار لمتابعة ما وقع، وحسب شهود عيان تحدثت إليهم "الصباح"على عين المكان فان أربعة عناصر ملثمة كانت على متن دراجتين ناريتين يحمل كل مرافق للسائق رشاشا فتحوا النار على دورية امنية تتكون من سيارة واحدة كانت متواجدة في شارع علي باش حامبة بالمفترق المذكور المقابل لمقهى "الشمس" وبعض المطاعم المحاذية لها ثم فروا بسرعة وسط صدمة كاملة لجميع المارة ومرتادي المحلات المتواجدة هناك، وبعد الاستفاقة من المفاجاة تبين ان احدى الرصاصات اصابت شابا كان مارا من هناك، في حين لم يصب اعوان الدورية باي اذى، وبسرعة تم حمل الجريح الى المستشفى الجهوي بالقصرين، ووصلت تعزيزات امنية مكثفة من جميع الفرق انطلقت في القيام بعمليات تمشيط واسعة لتعقب الدراجتين الناريتين مع تعزيز الدورية المرابطة بشارع الحبيب بورقيبة وتحديدا بالمفترق المقابل لعمارات سبرولس القريب من مكان الواقعة بعدة وحدات واخضاع كل وسائل النقل القادمة والمغادرة للتفتيش والتثبت من هويات راكبيها.. اصابة دقيقة الشاب المصاب هو عون يشتغل بالشركة التونسية للكهرباء والغاز اسمه رمزي سايحي (32 سنة اعزب ويستعد لزفافه) اتضح عند وصوله الى المستشفى ان الرصاصة اخترقت وجهه على مستوى الفم مما استوجب احالته في نفس الليلة الى المستشفى الجامعي سهلول بسوسة لكن في الطريق وقع اعلام سيارة الاسعاف التي نقلته بالتوجه به الى مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس لعدم وجود مكان شاغر في سهلول حسب ما افادنا به احد اقاربه الذي اضاف ان اصابته ليست خطيرة لكنها دقيقة لانها قريبة من الفم وتستوجب تدخلا جراحيا واخر تجميليا. عملية فاشلة.. حسب المعاينات الاولية والاستقراءات المبدئية فان منفذي العملية يرجح انهم من الارهابيين المتحصنين بجبل السلوم (الاقرب الى مكان الواقعة) يبدو انهم تسللوا الى المنطقة بالتعاون مع اطراف اخرى وفرت لهم وسيلتي النقل (الدراجتان الناريتان ) وانهم بادروا باطلاق الرصاص على اول سيارة امنية اعترضتهم لانها لم تكن في مكان تتمركز فيه عادة الدوريات، ويبدو ان هدفهم في الاول دائما حسب شهود عيان كان مواصلة طريقهم لاستهداف الدورية القارة الموجودة بالشارع الرئيسي التي تبعد حوالي 200 متر (مقابل عمارات سبرولس)، غير انهم لما شاهدوا السيارة الامنية اطلقوا عليها النار.. هذا ونظرا للصبغة الارهابية للعملية فان النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين تخلت عنها لفائدة النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب التي كلفت فرقة القرجاني بمباشرة البحث فيها هل هي مجرد رسالة؟ دائما وحسب شهود عيان ومكان العملية بين اثنين من اكبر الاحياء السكنية (المنار والسلام) فان الارهابيين الاربعة كان في وسعهم استهداف السيارة الامنية من قرب وبصفة مباشرة، لكنهم فتحوا عليها النار بسرعة و من بعيد ثم لاذوا بالفرار، وكانهم ارادوها مجرد رسالة تحذير قد تكون على علاقة بما تشهده البلاد من تجاذبات سياسية وفق بعض التحاليل الاولية في انتظار ما ستكشفه الابحاث الجارية من ملابسات. وقفة احتجاجية.. في علاقة بالعملية الارهابية الفاشلة نفذت النقابات الامنية بالقصرين صباح امس الجمعة وقفة احتجاجية امام مقر اقليم الامن الوطني بشارع ثورة 14 جانفي طالبوا فيها بتوفير المزيد من الاعوان والتجهيزات والمعدات اللازمة لمختلف الفرق من اجل التصدي للارهاب ومختلف الجرائم واشار فيها الناطق الرسمي باسم النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي محمد العمري الى ان اقليم الامن بالقصرين يشهد تهميشا كاملا من خلال نقص السيارات والاعوان والامكانيات المادية و غياب خطة استراتيجية متكاملة لمكافحة الارهاب بالقصرين، وقال ان اقصى ما قامت به الدولة مثلا لحماية المقرات الامنية بالجهة وضع براميل في مداخلها وهو امر غير كاف وذكّر بمطالب النقابة بتفعيل ما نادت به من ضرورة توفير الامكانيات البشرية واللّوجستية الكافية ووضع التشريعات اللازمة لحماية الأمنيين. يوسف أمين