المخدرات في الوسط المدرسي بالارقام، الادمان عند المراهقين والعوامل المهيئة له، العلاج النفسي للمراهقين المتعاطين للمخدرات، الظروف الاجتماعية للمتعاطين والجانب القانوني لتعاطي المخدرات.. كانت من أهم المواضيع المطروحة خلال الندوة التي نظمها المكتب الجهوي لحركة مشروع تونسصفاقس 2 بالشراكة مع جمعية لباس والجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات بحضور عدد كبير من الأطباء والمربين والحقوقيين والشباب. وبالمناسبة أكد الدكتور عبد المجيد الزحاف رئيس جمعية الوقاية من تعاطي المخدرات على انتشار ظاهرة الإدمان في السنوات الأخيرة وهي عبارة عن»غولة»دخلت للمجتمع تنهش فيه شيئا فشيئا وهي تمثل خطراً كبيراً على الإنسان والمجتمع عامة داعياً كل الأطراف المعنية وخاصة الدولة إلى تحمل مسؤولياتها للحد من هذه الظاهرة.كما طالب بفتح خط اخضر مجاني لإرشاد وتوجيه عائلات المدمنين إلى جانب توفير مختصين نفسيين في كل الجهات فضلا على إعداد عدد من الأسرة لإيواء المدمنين بالمستشفيات. التصدي للظاهرة من جهة أخرى أعلن الزحاف أن الجمعية قامت مؤخرا بتحاليل على عينة تضم حوالي 30 شخصا تبين من خلالها إصابة أربعة منهم بفيروس السيدا فيما ثبت إصابة الآخرين بمرض الالتهاب الكبدي وطالب كافة الناشطين والمسؤولين بضرورة التصدي لهذه الظاهرة لدى الأطفال خاصة عبر شم اللصاق والبنزين وغيرها والمنتشرة بكثرة، كما شدد على أهمية تحفيز المدمن وتشجيعه للإقلاع عن الاستهلاك عبر الإحاطة النفسية والمراقبة مؤكدا أن العقوبة السجنية لوحدها ليست حلا للاقلاع عن الإدمان. أرقام مفزعة من جهته أوضح الدكتور محمد التونسي أن عدد المدمنين في بلادنا ما فتىء يرتفع خلال السنوات الأخيرة والسنة الحالية خاصة في صفوف التلاميذ الدين يدمنون على السجائر والكحول والاقراص المخدرة والقنب الهندي، مشيرا إلى أنه وفقا لدراسة قامت بها وزارة الصحة سنة 2013 وشملت خمسة آلاف تلميذ من كل الجهات فإن أكثر من 86 % من التلاميذ يعرفون معنى مخدرات فيما يعرف 74 % العقاقير المخدرة و63 % يعرفون الكوكايين. اما مصدر المعلومات فتتمثل خاصة في أن 86 % سمعوا بها من الغير و45 % اطلعوا عليها في شبكة الإنترنت و1 % عرفوها عن طريق الاستعمال. وتعتبر الشبكة العنكبوتية مصدرا رئيسيا للمعلومة وتأتي في المرتبة الثانية المعلومات التي يروجها التلاميذ في ما بينهم. كما بينت الدراسة أن 22 % من التلاميذ جربوا تدخين السجائر والشيشة و5,8 % تناولوا الكحول فيما تراوحت نسبة تعاطي مادة القنب الهندي والعقاقير والحبوب المهلوسة والكوكايين والاكستازي أقل من 2 % وهي نسب يعتبرها التونسي خطيرة ومفزعة خاصة إذا أضيف إليها استنشاق مواد الكولة والديليون وحتى السيراج، هذا وصرح 24 % من التلاميذ أنهم قاموا باستهلاك اكثر من نوع من المخدرات، وفي خصوص طريقة الحصول على المخدرات واماكنها فتتمثل خاصة في المحيط المدرسي من مقاه وغيرها بنسبة 50 % و14 % من المعهد ويعتبر 30 % منهم أن طريقة الحصول على المخدرات سهلة. وفي خصوص سن الشروع في استهلاك المخدرات فإن الشباب البالغ سنهم بين 10 و14سنة يشرع أغلبهم في تدخين السجائر، اما بالنسبة لاستهلاك الكحول فيشرع أغلبهم في سن 15سنة والزطلة كدلك في نفس السن، مؤكدا على خطورة واستفحال استهلاك القنب الهندي في عمر 15 سنة كدلك. تطور خطير من جهة أخرى أفاد التونسي أنه تم إجراء دراسة جديدة خلال السنة الماضية في نفس الإطار من قبل وزارة الصحة بينت نتائجها أن هناك تطور تدريجي في استهلاك المواد المخدرة من قبل الشباب سواء كانت دخان أو كحول أو أقراص مخدرة أو قنب هندي داعياً إلى ضرورة ضبط برنامج للوقاية في الوسط المدرسي وكدلك للرعاية الطبية والنفسية لمدمني المخدرات عامة ودلك بعد القيام بدراسة ميدانية تخص التلاميذ المتعاطين للمخدرات قصد تحديد استراتيجية التدخل التحسيسية والوقائية مع الاهتمام بمرحلةما قبل الادمان وفي مرحلة الاستعمال التجريبي أيضا عبر التحسيس بأهمية الابتعاد عن التعاطي والإحاطة النفسية والطبية والاجتماعية. عوامل ملائمة من جانبه قال الدكتور مالك الجربي عضو الجمعية أن الندوة شكلت فرصة هامة لبحث سبل التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة على أبناء نا وبناتنا بالمدارس والمعاهد وحتى الجامعات ودلك عبر التنسيق والتعاون بين كل الأطراف المعنية من مكونات المجتمع المدني وأحزاب وجمعيات وغيرها، كما تم التطرق إلى عدد من العوامل المهيءة التي تؤدي بعدد من المراهقين إلى استهلاك المخدرات في سن مبكرة. علما بأنه تم طرح عديد الاقتراحات العملية للتقليص من الظاهرة في مرحلة أولى على غرار نشر الوعي والتثقيف في الأوساط التلمذية بخطورة الظاهرة وتشريك الأولياء والأطباء والصيادلة في الإحاطة والمتابعة اللصيقة للشباب ودعوة السلط المعنية وخاصة المندوبيات الجهوية للتربية للقيام بالمهام المنوطة بعهدتها داخل وخارج المؤسسات التعليمية، الى جانب المطالبة بتسليط اقصى العقوبات على كبار المروجين وفتح مراكز لعلاج المدمنين بالمستشفيات والمراكز الصحية.