انتشر استهلاك المخدرات في صفوف المراهقين ذكورا وإناثا وقد طالت 4 % من التلاميذ و5 % من الطلبة ويشار أنّ الفئة العمرية ما بين 15 و17 سنة تمثل أكبر نسبة في ارتكاب الجريمة. تونس(الشروق): كشف المستشار الأول للأمن القومي لرئيس الجمهورية كمال العكروت مؤخرا لوسائل الاعلام أنّ 4 % من التلاميذ في المرحلتين الإعدادية والثانوية و5 % من طلبة الجامعات يتعاطون المخدرات. ولاحظ أنّ الفئة العمرية ما بين 15 و17 سنة تمثل أكبر نسبة في ارتكاب الجريمة. واستهداف هذه الفئة يكشف ان دور بعض الاولياء تراجع في مراقبة وتأطير الابناء وحمايتهم من هذه الافة التي تطال الجنسين كما تشمل الفئات الميسورة والاحياء الفقيرة والمهمشة على حد سواء ولا تختلف سوى في نوعية المخدر وثمنه. وتشير دراسة اعدتها إدارة الطب المدرسي والجامعي أن التلاميذ الذين جربوا المواد المخدرة بالمؤسسات التربوية يتوزعون بين 61.1 % ذكوراً و40.9 % من الإناث. افلات من العقاب يعتبر الملاحظون ان إلغاء عقوبة السجن يمثّل محفزاً للشاب حتى يجرب المواد المخدرة. ويشار الى ان مشروع تعديل القانون المتعلق باستهلاك المخدرات الذي يقترح تعليق عقوبة السجن لمتعاطي مادة القنب الهندي، للمرة الأولى مقابل الخضوع الى علاج يلاقي جدلا واسعا نظرا لعدم توفّر مراكز عمومية في تونس توفّر هذه الخدمة. واشار رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطى المخدرات بصفاقس عبد المجيد الزحاف ان مركز الانصات ومساعدة المدمنين وهو المركز الوحيد لمعالجة الادمان أصبح يقدم خدمات بلا جودة بعد ان وضعت نقابته يدها عليه وافراغه من المختصين والمطالبة بإلحاقه بوزارة الشؤون الاجتماعية -حسب قوله- مضيفا أن المركز كان تابعا للجمعية وطاقة استيعابه 70سريرا لكنه حاليا يعاني من مشاكل وخلافات جعلته لا يقوم بدوره كما اغلق مركز علاج الادمان بجبل الوسط منذ 2009 علما وان طاقة استيعابه 30سريرا. ودعا الى تخصيص فضاء في المستشفيات للغرض تحت اشراف اخصائيين نفسيين موضحا ان الادمان يعالج بالإحاطة العائلية والنفسية ولا يعالج بالأدوية. 10 % فقط تعالج ويشار الى ان 10 % فقط من حالات الادمان التي تتجه الى المراكز الصحية لتعالج والبقية لا تنجح في ذلك بسبب غياب التأطير الاسري وعدم القضاء على اسباب الادمان وصحبة السوء. لذلك فان مشكلة المخدّرات في تونس تحوّلت الى مشكلة خطيرة ومحيّرة ومعقدّة ذلك أن هناك آلاف الموقوفين سنويا بسبب المخدرات، حيث أن الإحصائيّات تُؤكّد أنّ ثلث المساجين في تونس تتعلّق بهم تهم استهلاك المخدّرات. ومن هنا كان التفكير في تعديل عقوبة ادمان المخدرات خاصة وان عديد التهم تتعلق بحالات اجتماعيّة لشباب صغير في السنّ ولتلاميذ وطلبة أوقفوا وسجنوا من أجل استهلاك «الزطلة»، التي تعدّ الأكثر انتشارا والاقل ثمنا وغالبا ما يؤثر السجن سلبا على مستقبل هذه الفئة التي قد تنساق الى الانحراف بسرعة بعد فترة السجن. انقطاع مبكر وبطالة ويرى المختصون ان من بين اسباب انتشار الادمان توسع قاعدة البطالة والانقطاع المبكّر عن الدراسة الذي يطال سنويا اكثر من 100الف تلميذ الى جانب المشاكل الأسرية والتفكك الاسري والفراغ. ويشار الى أنّ نسبة تعاطي المخدرات داخل الوسط المجتمعي تضخّمت بصفة ملحوظة خاصة بعد الثورة، اذ لا تكاد تخلو عائلة تونسية موسعة من مدمن علما وأنّ الفئة العمرية الخاصة بالمدمنين قد تغيّرت حيث كان عمر المدمنين من الشباب سابقا يتراوح ما بين 17 إلى 25 سنة أمّا حاليا فأصبحت هذه الآفة تطال الأطفال من 12 الى 13 سنة. صحيح انه من الصعب الحصول على ارقام دقيقة في خصوص الادمان لكن يمكن القول بأنّ حوالي 300 ألف شخص في تونس يتعاطون الزطلة و33 ألف مستهلك للمخدرات عبر الحقن بالإضافة إلى 25 ألف شخص يتعاطون أنواعا أخرى من المخدرات خاصة السوبيتاكس. أعراض الادمان وفي خصوص اعراض المراهق او الشاب المدمن فتتمثل في: - تغير السلوك وتأخر في النتائج الدراسية وتدهور في الهندام وتراجع الالتزام بقواعد النظام في المنزل. - نقص الشهية وخسارة الوزن. - الميل الى العزلة والسلوك العنيف كما أنه فى سبيل الحصول على المخدر كثيرا ما ينساق نحو الجريمة. - عدم الخجل من الكلام البذيء امام العائلة وفي المحيط بفعل المخدرات. - إنفاق الكثير من الأموال وزيادة طلبها وقد يشير اختفاء أموال واغراض من المنزل بصورة متكررة إلى وجود شخص مدمن في هذا المنزل. - ظهور اصدقاء جدد وهم في الغالب صحبة السوء اذ يلاحظ تكوين صداقات جديدة عند الأشخاص المدمنين خصوصا اذا كان المدمن في مرحلة المراهقة لذلك يجب على أولياء الأمور التفطن لذلك وهذا يعد من اهم علامات إدمان المخدرات. مراكز العلاج من الإدمان - قريبا يعود مركز الامل للعلاج من الادمان بجبل الوسط من ولاية زغوان للنشاط وذلك بعد اعادة تهيئته بالتعاون بين وزارة الصحة والمجتمع المدني. - يواصل مركز للعلاج من الادمان بصفاقس نشاطه وسط اتهامات رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدّرات والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا د. عبد المجيد الزحاف (الذي احدثها) بضلوع المشرفين عليه في افراغه من المختصين ورفع قضايا ضدهم. أرقام ودلالات 300 ألف شخص في تونس مدمن على الزطلة 33 ألف مستهلك للمخدرات عبر الحقن. 25 ألف شخص يتعاطون أنواعا أخرى من المخدرات خاصة السوبيتاكس.