نبيل ميهوب :"بميزانية محترمة يحافظ المهرجان على تميزه *انور الشعافي:"مراجعة دورية المهرجان.. ارجاع أسبوع المسرح" نعم تطورت الايام وأثرت ايجابيا في المسرح العربي والإفريقي ولكن.. تونس – الصباح تلتئم الدورة 20 من ايام قرطاج المسرحية في اطار يتواصل فيه الجدل حول عقدها سنويا عوضا عن مرة كل سنتين وتنقسم الآراء بين مشجع على عقدها مرة كل سنة لمزيد خلق فرص انتاج وعرض المسرحيات ولم شمل العائلة المسرحية ومزيد الانفتاح على المدارس والتجارب والرؤى العالمية الرائدة، وبين من يرون ضرورة الاكتفاء بدورة كل سنتين من اجل محتوى بأكثر ما يمكن من الجودة حتى لا يخسر هذا المهرجان ريادته وصيته وثوابته وحتى تبقى ايام قرطاج المسرحية رافدا من مميزا للمسرح التونسي والعربي والإفريقي. للخوض في هذا الموضوع وفي انتظارات رجالات المسرح من هذه الدورة التي تنطلق اليوم السبت 8 ديسمبر الجاري فعالياتها التقت "الصباح" بالمسرحيين انور الشعافي ونبيل ميهوب فصرح لنا الشعافي مثلا انه عايش ايام قرطاج المسرحية منذ دورتها الثانية سنة 1985 كمتابع وكمشارك، وقال : "أريد أولا أن أوجه تحية لمؤسسها الفني الراحل المنصف السويسي ومؤسسها الإداري البشير بن سلامة وزير الثقافة في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة. هذا المهرجان -المرجع لبقية المهرجانات العربية (مثل المسرح التجريبي بالقاهرة مثلا ظهر سنة 1989) كان وما يزال بوصلة المسرحيين ولا أحد بإمكانه إنكار تطور الأيام عبر دوراته الماضية وتأثيره الإيجابي في الساحة العربية والإفريقية - وهو التوجه الأصلي الذي قامت عليه الأيام لكن تبقى المسألة التنظيمية من سلبيات كل الدورات وتبدو هذه الدورة واعدة في برنامجها ونتمنى أن يرتقي الى مستوى تنظيمي يضاهي حجم محتواها مع تجديد الإهتمام بالعروض الإفريقية. ميزانية المهرجان مازالت ضعيفة وفي خصوص عدم وجود عروض افريقية جيدة تصلح للعرض في ايام قرطاج المسرحية اكد انور الشعافي ان ما ذكرته لجنة إنتقاء العروض غير صحيح موضحا بان الاشكال يمكن في:"طريقة اختبارها التي تضيق مجال الإختيار، حيث تكتفي اللجنة باختيار العروض التي يتم ترشيحها من قبل السلطات الرسمية او التي ترشحت بشكل فردي بينما توجد عروض ذات جودة فنية عالية تبرمج في مهرجانات مسرحية إفريقية بجنوب إفريقيا وأوغندا وكينيا مثلا.. كما نجدها حاضرة في مهرجانات أروبية مهمة علما بأننا لم نسمع يوما أن مدير الأيام قد تنقل لحضور هذه المهرجانات وبرمجة أفضل عروضها لذلك ظللنا لا نتعامل بحرفية في مسألة البرمجة كما هو الشأن بالنسبة للمهرجانات العالمية". وأضاف الشعافي:"نحن نرى من الضروري الرجوع إلى تنظيم الايام كل سنتين مع ارجاع أسبوع المسرح التونسي ذلك أن تنظيمه كل سنة يؤثر على جودة العروض"، وفي ما يتعلق بوجود عروض جديرة بالبرمجة كل سنة لاحظ الشعافي بان ظروف انتاج المسرح التونسي وكيفية توزيعه تجعل من الصعب العثور على عروض سنوية جيدة، كما أن الميزانية الحالية المخصصة المهرحان هي أقل من مهرجانات محلية مبتدئة في بعض الدول العربية لذلك وجبت مراجعة دورية المهرحان كما يجب الإنفتاح أكثر على طاقات أخرى غير مستهلكة من الشباب خاصة، حتى تضخ دماء جديدة وأفكار جديدة تضع المهرجان في مسارات أرحب. لابد أن تكون أهداف المهرجان دقيقة وواضحة وفي لقاء "الصباح" مع المخرج والممثل نبيل ميهوب وإجابة عن سؤالها عن انتظاراته وانتظارات المسرحيين بصفة عامة من الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية واعتزام هيئتها التنظيمية تقييم 35 سنة من المسرح ومن الايام قال: "طبعا أنا لا انتظر شيئا من هذه الدورة ولا من الدورات القادمة إذ ستنظم على نفس المنوال وبنفس الأهداف. وبالنسبة لتقييم 35 سنة من المسرح في هذه الايام اتساءل عن جدوى هذا التقييم بعد حوالي 46 سنة من عمر المهرجان -علما بأنه لم تخضع أي دورة سابقة إلى أي تقييم.. في السابق كان الهدف واضحا رغم أنه غير معلن وهو تلميع صورة النظام مدة أسبوع من "الحرية" والمسرح والثقافة الرائدة؟ ولكن الآن ما الهدف؟".. لعلهم يريدون الاصلاح والتغيير ولكن لابد أن تكون أهداف المهرجان دقيقة وواضحة وان تكون له ميزانية محترمة وان يتميز على باقي المهرجانات التي أصبحت كثيرة في البلدان العربية..".