نبه النائب عن نداء تونس الطيب المدني أمس خلال الجلسة العامة البرلمانية مجلس نواب الشعب إلى أن زميلته بنفس الكتلة النائبة فاطمة المسدي أصبحت تتلقى يوميا تهديدات بالتصفية على خلفية المواقف التي تصدع بها في المجلس، وذكر أن آخر هذه التهديدات صدر ليلة أمس الأول على صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي وهي صفحة شباب حركة النهضة، وبين أن النداء يأخذ هذا التهديد مأخذ الجد إذ تم وصف النائبة بالكافرة وذكر المدني النواب أن مجلسهم قام بتجريم التكفير واعتبره جناية وقال إن صاحب، أو أصحاب الصفحة، يقول «إن فاطمة المسدي كافرة بالدين إخوتي أخواتي شباب الحركة عليكم التدخل ضد هذه الكافرة والله المستعان». وأضاف المدني أنه تم فسخ حساب النائبة فاطمة المسدي من مواقع التواصل الاجتماعي ولم تتمكن من استرجاعه، وطالب وزير تكنولوجيات الاتصال أنور معروف باطلاع البرلمان على الأطراف التي قامت بالحملة ضد النائبة، وحمل المدني مجلس نواب الشعب والحكومة مسؤولية حماية النائبة من هذه التهديدات وطالب وزير الداخلية بالتدخل لوضع حماية للنائبة ودعا وكيل الجمهورية إلى كشف حقيقة من هددوا المسدي. ومباشرة بعد هذا التدخل طلب عامر العريض النائب عن النهضة أخذ الكلمة وبين انه اثر مداخلته التي تحدث فيها عن سلوك عدد من مستشاري رئيس الجمهورية الذي يؤثر على القضاء وعن الاتهامات المجانية الموجهة للنهضة تعرض إلى حملة بغيضة مريضة على مواقع التواصل الاجتماعي وفيها تهديدات له ولعائلته وحمل المجلس مسؤولية معرفة الأطراف التي تقف وراء هذه الحملة. وعقب عليه احمد الصديق رئيس كتلة الجبهة الشعبية ان كل النواب يتعرضون إلى التشويه وهناك فرق بين التشويه وبين التكفير في صفحة تنسب نفسها لشباب حركة النهضة فالتكفير جريمة إرهابية، وعبر بدر الدين عبد الكافي النائب عن النهضة عن تضامنه مع كل نائب يتعرض إلى تهديد بالتكفير أو القتل أو يتعرض إلى الاهانة وقال إن حركة النهضة أول من تدعو إلى حماية حرية الرأي والتعبير سواء كان تطرفا إلى اليمين أو إلى اليسار، وذكر أن حركة النهضة ليست هي صاحبة الصفحة ودعا النائبة إلى تتبع الصفحة قضائيا لتعرف الحقيقة وأضاف أن هذه الأقوال لا تشرف النهضة لان النهضة تريد حماية حرية التفكير وحرية العمل السياسي وهي تندد بكل الممارسات التكفيرية لا تتبنى هذا التكفير بل تندد به. وبين سمير ديلو النائب عن النهضة انه لا توجد مفاضلة في التهديدات.. وقال إن التهديدات التي وجهت لعامر العريض وللدكتور الحبيب خضر واضحة بالاستهداف الجسدي ومن يرى أنها تهديدات من درجة ثانية فليثبت ذلك وبين أنهم لا يطلبون حماية أمنية لان الله هو الحامي وبين أن القضاء هو الذي يحدد إن كان الموقع تابع للنهضة أو لا. وذكر حسن العماري النائب عن نداء تونس أن الطيب المدني تحدث عن اسم الصفحة ولم يتهم أي حزب وأضاف انه كان يتمنى لو أن النواب عبروا عن تعاطفهم مع فاطمة المسدي. وقال انه تمت إثارة هذا الموضوع في الجلسة وذلك للفت الانتباه. وطالب وكالة الجمهورية بالتحرك بسرعة لان الموضوع أصبح خطيرا جدا. وبعد رفع الجلسة العامة عقدت كتلة النهضة ندوة صحفية تحت قبة البرلمان على خلفية تدخل النائب عن نداء تونس الطيب المدني، وبين عماد الخميري خلالها ان هناك مواصلة لتسميم المناخ السياسي وترذيله من خلال الادعاء على النهضة وتشويه صورتها أمام الرأي العام الوطني والدولي. وأكد أن الموقع الذي ذكره المدني مختلق وليس له علاقة أو صفة رسمية بحركة النهضة وبين انه موقع وهمي مختلق تم تنزيل فيه تدوينة فيها كيد وافتراء على الحركة. وأضاف الحمامي أن اختلاق الأكاذيب والافتراءات لن ينطلي على الرأي العام الوطني والدولي، وذكر أن هذا الأسلوب مشين وغاياته مغرضة. وقال إن مواقف الحركة تعبر عنها في موقعها الرسمي وأضاف الخميري ان حركة النهضة ستلتجئ إلى القضاء للكشف عن الجهة التي نزلت تدوينة فيها انتحال لصفة الحركة وادعاء عليها على أنها تكفر وطالب بفتح تحقيق في هذه الجرائم وتتبع أصحابها وذكر انه كان على الطيب المدني أن يلجأ إلى القضاء لان القضاء هو الجهة الوحيدة التي تحقق في مثل هذه الجرائم.