اختتمت يوم الخميس 6 ديسمبر 2018 أعمال مؤتمر حماية الماضي 2018 الذي تم تنظيمه، تحت عنوان: «من التوثيق الرقمي إلى إدارة التراث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وذلك في المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم - الشارقة) في مدينة الشارقة، بالإمارات العربية المتحدة. وقد شارك في تنظيم هذا المؤتمر، كل من المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم - الشارقة)، ومشروع «الآثار المهددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» (EAMENA)، ومركز فن جميل، وصندوق التراث العالمي (GHF)... وتكمن أهمية هذا المؤتمر- حسب ما ذكره الدكتور زكي أصلان، مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم - الشارقة) في انه فرصة ممتازة للقاء مجموعة كبيرة من الخبراء والمختصين، يمثلون عددا من الجهات المانحة والمؤسسات التعليمية والمنظمات الدولية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص والأفراد المعنيين بشؤون التراث، والتوثيق الرقمي للتراث على وجه الخصوص لمشاركة خبراتهم وأبحاثهم وتجاربهم والتعريف بمشاريعهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». دراسة حالة لمنطقة مطماطة في جنوبتونس تضمن المؤتمر خمسة محاور رئيسة، وهي: التوثيق الرقمي كأداة للاستعداد والوقاية، التوثيق الرقمي واستعادة التراث بعد الكوارث، التكنولوجيا الجديدة للتوثيق، بناء القدرات في المنطقة، وأخيرا منظور الجهات المانحة. وقد شارك في تقديم العروض التقديمية وجلسات النقاش أكثر من 50 متحدثا إقليميا ودوليا، من بينهم محاضرة من تونس وهي الباحثة هالة المكي من المعهد الوطني للتراث (INP) وقد تحدثت عن توثيق وإدارة التراث الأثري باستخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال دراسة حالة لمنطقة مطماطة في جنوبتونس. واستعرضت الباحثة هالة المكي نتائج المسح الذي تم في منطقة مطماطة في جنوبتونس باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد كجزء من مشروع «الآثار المهددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (EAMENA / CPF)، والتي أدت إلى اكتشاف العديد من الآثار الدفينة، التي لم تكن مكتشفة من قبل، بعد تحليل صور الأقمار الاصطناعية للمنطقة المذكورة. كما ركزت الباحثة التونسية على حالة حفظ المواقع والصروح التاريخية في منطقة مطماطة وتحديد التهديدات التي قد تعرضها للخطر. وسلطت في ورقتها الضوء على أهمية التوثيق الرقمي والتقنيات الجديدة المستخدمة مثل التصوير الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد في إدارة التراث الثقافي من خلال استعراض حالات محددة.. تهديدات تواجه التراث الثقافي وفي خصوص التهديدات التي تواجه التراث الثقافي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوقت الحالي، قال زكي أصلان مدير المركز الإقليمي ان هذه التهديدات تتلخص في مجموعة من النقاط الرئيسة وهي: «صعوبة عملية تطوير مواقع التراث الثقافي خاصة في المناطق التي تشهد الصراع، وضعف المتابعة والإشراف، وسوء إدارة المخاطر، وسرقة الآثار خاصة خلال فترات الصراع، والدمار الهائل الذي لخصته العديد من العروض التقديمية والمحاضرات التي شهدها المؤتمر». ومن هنا تأتي أهمية التوثيق في ضوء المخاطر خاصة في المرحلة الحالية التي تشهد ضياع وسرقة العديد من التراث الثقافي ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولخص الدكتور زكي أصلان الاستراتيجيات التي سوف يعمل عليها ايكروم – الشارقة بالتعاون مع جميع الشركاء الإقليميين والدوليين في المرحلة المقبلة، في ثلاثة محاور رئيسة: وهي العمل على مواجهة التهديدات والمخاطر التي تواجه التراث الثقافي في المنطقة، وتعزيز التكامل بين التراث الثقافي والتنمية المجتمعية والاقتصادية، وأخيراً التركيز على النشاطات التي تستهدف التدريب والتعليم للارتقاء بممارسات الحفظ والترميم. ووعد أصلان بمواصلة تعزيز هذا التواصل والعمل بين جميع الشركاء والمشاركين.