بعدما قدمت في السنة الماضية مسرحية «الوجيعة» بفضاء التياترو بالعاصمة في اطار «أيام قرطاج المسرحية»، والتي لاقت استحسان الملاحظين على غرار عبد المنعم شويات وكمال التواتي جددت الفرقة المسرحية للمؤسسة السجنية ببرج الرومي صباح أمس الثلاثاء العهد مع عرض مسرحي جديد في نفس الاطار والفضاء بعنوان «الدبو» . عرض امتد حوالي سبعين دقيقة، واستأثر باهتمام المشاهدين وأهل الاختصاص، علما بأن هذا العرض يندرج ضمن مسابقة بين خمس مؤسسات سجنية. تتحدث المسرحية عن اعتصام ثمانية أشخاص في مخزن مهجور على ملك الدولة التي تقرر هدمه، لكنهم تصدوا لهذا القرار، ونظرا لانقطاع صلتهم بالعالم الخارجي فقد ظلوا أسرى التلفزة التي سلبتهم عقولهم وأنستهم مشكلتهم الأساسية الى أن هدمت البلدية «الدبو» . وشخصيات المسرحية هم «الشيخ» وهو قائد المجموعة ومحرك الأحداث ، و»الفحل» الحراق الهارب، و»العربي» الشاب الحالم، و»قزمور» الذي يشارك في الأحداث بسلبية بما أنه يعاني من ارتجاج في الدماغ نتيجة تعرضه للعنف خلال مظاهرة طلابية، و»محسن» تاجر مخدرات هارب، و»حسام» مختل عقليا لم يتخلص من أحلام الطفولة و«حميدة» المتمرد على وضعه الاجتماعي». وقد تم اثر العرض تكريم الممثلين بتمكينهم من بعض الهدايا وتسليمهم شهادة مشاركة في الدورة العشرين لأيام قرطاج المسرحية. وفي حديثه ل»الصباح» أوضح أستاذ المسرح والمشرف على الفرقة المسرحية ومخرج هذا العمل محمد امين الزواوي أن هذه المسرحية هي من انتاج المختبر المسرحي بسجن برج الرومي الذي يواصل عمله دون انقطاع منذ ثلاث سنوات، وأنها تقدم طرحا جماليا مختلفا عن مسرحية الدورة الماضية «الوجيعة»، وأضاف أنها مناسبة ينتهزها ليتقدم بالشكر الى ادارة هذه المؤسسة السجنية، وكذلك الى ادارة «أيام قرطاج المسرحية» لاتاحة الفرصة للمرة الثانية على التوالي لأبناء هذه الفرقة من نزلاء سجن برج الرومي للمشاركة في هذه التظاهرة المسرحية الكبرى. والجدير بالذكر أن الأستاذ محمد أمين الزواوي يتولى حاليا كذلك الادارة الفنية لجمعية «مسرح الجسر « ببنزرت، والتي قدمت منذ أسابيع قليلة باكورة أعمالها بعنوان «شوارعنا حلمة نظيفة» رغم أنه لم تمض على حصول هذه الجمعية على التأشيرة القانونية سوى بضعة أشهر.