أحالت هيئة الحقيقة والكرامة ملف اغتيال صالح بن يوسف على الدائرة المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس باعتبار أن عملية الاغتيال جدت خارج الأراضي التونسية وابتدائية تونس متعهدة بكل العمليات التي حدثت خارج تراب الوطن. 57 سنة مرت على اغتيال صالح بن يوسف وسيمثل أحد المتهمين أمام دائرة العدالة الانتقالية المتهم كان يبلغ من العمر زمن الاغتيال 23 سنة وكان طالبا في تلك الفترة وهو اليوم في الثمانين من عمره في حين انقرضت الدعوى بموجب الوفاة في حق المتهمين الاثنين الآخرين. المتهم الذي مازال على قيد الحياة سيواجه تهما تتعلق بالقتل العمد والمشاركة في ذلك. وقد استندت هيئة الحقيقة والكرامة في إحالتها ملف اغتيال صالح بن يوسف على وثائق أرشيفية من ألمانيا كما تم الإستماع الى المتهم في هذه القضية. من هو صالح بن يوسف..؟ صالح بن يوسف هو أحد أبرز قادة الحركة الوطنية التونسية ولد سنة 1907 بميدون وتم اغتياله يوم 12 اوت سنة 1961 . تولى الأمانة العامة للحزب الحر الدستوري الجديد كما تولى وزارة العدل في حكومة محمد شنيق التفاوضية بين 1950 و1952 وعارض سنة 1955 الاستقلال الداخلي الذي قبل به بورقيبة مما أدى إلى حدوث صدام بينهما. أدى الخلاف إلى حدوث شرخ في الحزب الدستوري وإلى دخول أنصار الفريقين في صراع مفتوح ورغم حصوله على تأييد جزء كبير من الإطارات الدستورية خسر بن يوسف صراع الزعامة ووقع فصله من الحزب، اختار ابتداء من جانفي 1956 اللجوء إلى المنفى وتقرب من جمال عبد الناصر إلا أن إعلان الاستقلال في مارس 1956 والجمهورية في جويلية 1957 وابتعاده عن البلاد أدى إلى إضعاف موقفه ليقع في النهاية اغتياله في جوان 1961 في ألمانيا واعتبر اغتياله أول الاغتيالات السياسية لزعماء الحركة الوطنية بعد الاستقلال. الاغتيال.. يوم 12 أوت 1961 في فرنكفورت الألمانية كان صالح بن يوسف يتهيأ للسفر إلى كوناكري لحضور مؤتمر الحزب الديمقراطي الغيني بدعوة من الرئيس أحمد سيكو توري في الاثناء ورد عليه اتصال من ابن شقيقة البشير زرق العيون (الذي تربطه علاقة قرابة وكان من المقربين من الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة) الذي كان يعيش في ألمانيا وأعلمه ان خاله البشير زرق العيون موجود في المانيا ويرغب في لقائه لإعداد لقاء بينه وبين الحبيب بورقيبة، فوافق صالح بن يوسف وتحول مساء الى فندق «رويال» بمدينة فرنكفورت وعند وصوله في حدود السادسة مساء وكان برفقة زوجته ولأنه لم تكن هناك قاعة استقبال بالفندق طلب من زوجته ان تنتظره في مقهى مجاور ووعدها أنه سيعود اليها خلال نصف ساعة ولكن بصعوده الغرفة وجد ابن شقيقة البشير زرق العيون بانتظاره ولكنه لم يجد هذا الأخير وحين سأله عن خاله طلب منه أن ينتظر بعض الوقت لأن خاله في الطريق الى الفندق.. جلس صالح بن يوسف على مقعد عندها خرج له شخصان من دورة المياه وأطلقا عليه النار بكاتم صوت.