السفارة التونسية تكرم الصحفي الإماراتي عامر عبد الله    تونس تترأس الاتحاد العربي للقضاء الإداري في دورته الخامسة    تكليف ديوان الزيت بإعتماد أسعار مشجعة لزيت الزيتون    عاجل: الترجي يحدد موعد السفر إلى أنغولا    نبيل الكوكي يواصل كتابة التاريخ مع المصري البورسعيدي    قصر السعيد: رفع الحجر الصحي عن مركض الخيل مع ضبط جملة من الإجراءات    غوارديولا يتوقع تألق مانشستر سيتي خلال جدول المباريات المزدحم    الرابطة الأولى: ثنائي يتقاسم صدارة ترتيب البطولة    اختفت شهر باش تتلقى جثة في دارها..شنيا الحكاية؟    عاجل/ متابعة: بعد العثور على جثة خمسينية داخل منزلها..تفاصيل ومعطيات جديدة..    عاجل : إلغاء سفرتين للود قرقنة...و هذا علاش    من اجل الاساءة لرئيس الجمهورية: احكام سجنية في حق طبيب والكاتب الجهوي لحركة النهضة بباجة    عملت ضجّة في العالم : شنية حقيقة صورة اجتماع الأغنياء ؟    إيطاليا تفوز بكأس ديفيز للمرة الثالثة تواليا بتغلبها على إسبانيا    كأس الكونفدرالية الإفريقية: النتائج الكاملة لمباريات الجولة الأولى    الإدارة الوطنية للتّحكيم تجتمع اليوم برؤساء أندية الرابطة الأولى    ماليزيا تعتزم حظر "التواصل الاجتماعي" لمن هم أقل من 16 عاما    عاجل: تم إسقاط الفصل 50 المتعلق بالضريبة على الثروة    تزامنا مع موجة البرد..رئيس الغرفة الوطنية لموزعي قوارير الغاز المنزلي يؤكد ويطمئن..#خبر_عاجل    عاجل: دراسة صادمة ....أزمة القلب والجلطات المفاجئة تهدد الشباب    عاجل: ديوان الزيت يعلن موعد شراء زيت الزيتون من المعاصر    صادم: برشلونة يحرم لاعبيه من اللحم باش يقتصد... شنوة الحكاية؟    تغير مفاجئ في الطقس خلال 48 ساعة: خبير يكشف..    عاجل: سحب أواني طهي من الأسواق الأمريكية..قد تسبب السرطان والتوحد    عاجل: تساقطات مهمة متوقعة بعد انخفاض مفاجئ في الطقس    المهرجانات في تونس بين ضغط الحاجة وقلة الموارد    بالفيديو: عزيزة بولبيار: حبيت راجل واحد وخذيتو رغم اللي ضربوني وكليت الطرايح عليه    سينما المغرب العربي تتألّق في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    زيلينسكي يرد على "انتقادات ترامب" بأسلوب يثير التساؤلات    شنيا البرنامج الخصوصي استعدادًا لعيد الأضحى 2026...الي حكا عليه وزير الفلاحة    هاو شنو يصير لبدنك إذا ما شربتش ماء قبل النوم    طقس اليوم: الحرارة في ارتفاع طفيف    في حقه مناشير تفتيش وبطاقة جلب... محاصرة بارون ترويج المخدرات في خزندار    استقرار مؤقت اليوم وغدوة... لكن عودة للأمطار بداية من هذا التاريخ    الدوحة: طائرة مسيرة لنقل الركاب في أول رحلة تجريبية في الشرق الأوسط    تغيّرات مناخية حادّة... والرحيلي يكشف معطيات مقلقة حول مخزون السدود    عاجل/ جامعة الثانوي تعلن مقاطعة كل أشكال الامتحانات بداية من هذا الموعد..    أيام قرطاج المسرحية 2025: مسرحية "سقوط حر" من مصر تعيد اختبار حرية التفكير    وزير الفلاحة: الترفيع في نسق وضع الاسمدة الى حوالي الف و 400 طن في مختلف جهات الجمهورية    الديوان الوطني للصناعات التقليدية يشارك في النسخة الثالثة من المعرض السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان" بالرياض    ضغطت عليه من أجل الزواج فأنهى حياتها..مقتل ستينية على يد حبيبها..    عاجل: طبيب تونسي يطلق نداء استغاثة بسبب فقدان أدوية السرطان    عاجل/ ستشمل هذه الدول ومنها تونس: منخفضات جوية جديدة وطقس بارد بداية من هذا التاريخ..    عاجل/ مقتل هذا القيادي البارز في حزب الله اثر غارة اسرائيلية على بيروت..    ممداني لم يغير موقفه بشأن ترامب "الفاشي"    الشكندالي: الأسر والدولة تستهلك أكثر مما تنتج... والنتيجة ادخار شبه معدوم    تنبيه..بديل طبيعي شائع للسكر ربما يعرضك لخطر السكتة الدماغية..!    الليلة..الطقس بارد..    عاجل/ الساحة الفنية تفقد الممثل نور الدين بن عياد..    جمهور غفير يُتابع مسرحية "الملك لير" وتكريم للفنان الكبير يحيى الفخراني    مسرحية "(ال)حُلم... كوميديا سوداء" لجليلة بكار والفاضل الجعايبي: عمارة تتداعى ووطن يعاد ترميمه    قرمبالية تحتضن الدورة الأولى لمهرجان فاكهة "التنين" بالحديقة العمومية    "حاجات جامدة بتحصللي من أقرب الناس"... شيرين تكشف حقيقة اعتزالها الغناء    أولا وأخيرا .. خيمة لتقبل التهنئة و العزاء معا    اليوم السبت فاتح الشهر الهجري الجديد    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة: الإحسان إلى ذوي القربى    السبت مفتتح شهر جمادي الثانية 1447 هجري..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صباح الخير: حول التخويف من استنساخ تجربة السترات الصفراء
نشر في الصباح يوم 21 - 12 - 2018

تعتبر حجج الرافضين لاستنساخ تجربة أصحاب السترات الصفراء الفرنسيين في تونس، مقبولة ومعقولة. فهم يحذرون من امكانية أن تعم الفوضى بلادنا نتيجة أي تحرك شبيه بما حدث في فرنسا وخلّف خسائر مادية كبيرة، حتى وإن انتهى الغاضبون بتحقيق نسبة هامة من مطالبهم.
لكن، إن سلمنا بأننا لسنا في حاجة إلى تقليد الآخرين ولا إلى سترات صفراء أو حمراء (يروّج أن تونسيين يعدون لحركة احتجاجية بارتداء سترات حمراء) فإننا نعتبر أن المبالغة في التخويف وتخوين الناس بمجرد أن يلوحوا بتنظيم أي خطوة يعبّرون فيها عن غضبهم مسألة فيها نظر وفيها أيضا نوع من الابتزاز وفيها حتى محاولة لمصادرة الحق في الاحتجاج والتعبير عن الغضب.
وإذ يحذر المتخوفون من تقليد ومحاكاة ما يحدث خارج حدودنا من حركات احتجاجية وغضب شعبي، من الفوضى، ويعتبرون أن أي احتجاج شعبي وخروج للشارع، إنما هو استهداف مباشر للحكومة ويحمل في طياته رغبة في اسقاطها، فإنهم مطالبون ايضا بالاعتراف بأن الوضع في بلادنا مرشح لكل الاحتمالات.
هم مدعوون أيضا للاعتراف بأن الجميع مطالبون بأن يجنبوا البلاد الفوضى وأولهم الحكومة الحالية والمسؤولون السياسيون والزعامات الحزبية التي دخلت في سباق ضد الزمن من أجل تهيئة الأجواء لتحقيق أكثر ما يمكن من المغانم في المواعيد الانتخابية القادمة.
فالتونسيون اليوم ازدادوا تخوفا من المستقبل بعد اقتراب موعد الانتخابات وكثيرون يخشون أن تعم الفوضى البلاد ليس بسبب حركات قد يقوم بها أصحاب سترات صفراء أو حمراء أو بأي لون كانت، وإنما لأسباب أخرى عديدة نذكر من بينها الآتي:
أولا، جميعنا يدرك أن الحكومة ورئيسها معنيون، إلى أن يأتي ما يخالف ذلك بالانتخابات القادمة، مما يجعل فرضية أن تدخل الحسابات السياسية والانتخابية في العملية، فرضية ممكنة، كما يثير المخاوف من أن تضطر الدولة لتقديم مزيد من التنازلات تحت ضغط التكتلات المهنية واصحاب المصالح الفئوية وذلك على حساب المصلحة العامة.
ثانيا، مازال الصراع قائما بين أجنحة الحكم في تونس وهو مرشح للتصعيد في الفترة القادمة لاعتبارات انتخابية بحتة ولأهداف لا علاقة للمواطن بها، مع ما يمكن ان ينتج عن ذلك من مخاطر من بينها ادخال البلاد في متاهات هي في غنى عنها، ومما من شأنه أن يزيد في تعميق الشعور بالإحباط الذي أصبح يلازم التونسيين بسبب معاينتهم لفشل السياسيين في إدارة البلاد وإيجاد حلول للمشاكل والأزمات.
ثالثا، لم يقع إلى اليوم إيجاد حل لمشكل الزيادة في الأسعار وضعف المقدرة الشرائية لدى المواطن، كما أن الدولة لم تجد حلولا ملائمة لمقاومة البطالة والفقر وحتى المسائل الأمنية التي اعتبرنا أنها تحسنت، عادت إلى السطح مؤخرا بعد تنفيذ عملية اغتيال في ولاية القصرين رغم وجود تحذيرات سبقت العملية وفق بعض المصادر المطلعة. وهناك اليوم في تونس أسئلة حقيقية حول جدية الدولة في مقاومة الإرهاب.
رابعا، لا يمكن أن نطمئن لنتائج أي انتخابات قادمة ما لم يقع حل مشكل المال السياسي والكشف عن مصادر تمويل الأحزاب والحملات الانتخابية السابقة وتحقيق الشفافية الكاملة في هذا الباب، وأيضا الإجابة عن الأسئلة الخطيرة العالقة ومن بينها تسفير الشباب إلى بؤر التوتر في الخارج ولغز الاغتيالات السياسية بطبيعة الحال. حينها يمكن أن نتحدث بتروّ عن خطر السترات الصفراء والحمراء وغيرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.