بداية من مفتتح السنة الإدارية الجديدة تغير الوضع المناخي بجهة القصرين بصفة كبيرة واتجه نحو البرودة الشديدة التي وصلت ليلة أول أمس وفجر الجمعة الى 4 درجات تحت الصفر في تالة و2 تحت الصفر بفوسانة والقصرين وبوشبكة وبودرياس واقل من ذلك في المناطق الجبلية والحدودية التي عرفت صباح الجمعة ايضا نزول الثلوج بمرتفعات جبال لجرد وسيف العنبة وبيرينو بفوسانة والشّار بتالة وبهذه المدينة الاخيرة بكميات محدودة، ومع هذه الموجة من البرودة تجددت التخوفات من فقدان وسائل التدفئة والمواد الأساسية خاصة مع وجود امكانية تعطل حركة المرور ببعض الطرقات والمسالك الفلاحية من جراء الثلوج مثلما يحصل كل شتاء، وهي مخاوف مشروعة في ظل النقص الموجود منذ اشهر طويلة في الحليب والسميد والزبدة والزيت المدعم والبيض مع ارتفاع سعر هذه الاخيرة الى ما بين 900 و1000 مليم ل «الحارة»، واول امس الجمعة ومن خلال اتصالنا بعدد من اهالي مدينة تالة الاكثر برودة دائما في تونس افادوا «الصباح» انه الى جانب النقص في المواد المذكورة وحضور «البيع المشروط» بقوة بالنسبة للحليب والزيت المدعم فان المدينة عرفت نقصا في قوارير الغاز نتيجة كثرة الطلبات وهو نفس الامر الذي اكده لنا عامل بالمحطة الوحيدة بتالة التي تتولى توزيع البنزين والغاز بقوله ان معدل بيع قوارير الغاز في اليوم تجاوز 100 قارورة وهو ما يفسر الاقبال المتزايد والكبير عليها ولابد من وصول كميات كافية منها للمدينة قبل نهاية الاسبوع حتى لا تتحول الى ازمة فقدانها، نفس المصدر خفف لنا من حدة ما يتردد بشان التخوف من نفاد البترول الازرق المخصص للتدفئة وقال ان الكميات متوفرة رغم الطلبات الكبيرة عليه من قبل المواطنين والتي تصل يوميا الى ما بين 2500 و3000 لتر، وهذه الاشكالية سجلت ايضا في مدينة القصرين من خلال الاقبال الكبير على محطات بيع البنزين الازرق لتشغيل اجهزة التدفئة، كما افادنا عدة مواطنين بوجود نقص في قوارير الغاز خصوصا وان سيارات «التاكسي» بمدينة القصرين تستهلك لوحدها اكثر من 400 قارورة في اليوم وكلما ذهب مواطن لشراء قارورة غاز الا ويجد ان «التاكسيستية» سبقوه اليها. وحول نسق التزود بالجهة من مختلف المواد قالت لنا مصادر من الادارة الجهوية للتجارة بالقصرين أنه بمجرد صدور البلاغ التحذيري من المعهد الوطني للرصد الجوي بخصوص موجة البرد المنتظرة واحتمال تساقط الثلوج في مرتفعات الجهة، سارعت مصالح الادارة بالقيام بعمليات مراقبة ومتابعة لمحطات بيع البترول والغاز السائل للتدفئة وشركات بيع المواد الغذائية بالجملة للتأكد من توفر المواد الغذائية الأساسية وخاصة الحليب والبيض والسميد والفارينة، وذلك للحرص على توفرها بالكميات المطلوبة مع العمل على ضمان وصولها الى المناطق الجبلية والحدودية النائية بمحتلف ربوع الولاية بالتنسيق مع السلط الجهوية وقال لنا نفس المصدر بأنه سيتم التدخل بشكل فوري في صورة حصول أي نقص مع التصدي لكل المحتكرين والمضاربين الذين قد يستغلون كثرة الاقبال عليها للترفيع في اسعارها.