أكدت العملية الارهابية المزدوجة التي شهدتها مؤخرا معتمدية سبيبة المتمثلة في السطو على فرع بنكي بالمدينة واغتيال خالد الغزلاني بعد عامين من عملية مماثلة لشقيقه شهيد المؤسسة العسكرية سعيد الغزلاني، اضافة الى ما حصل قبل أشهر بمدينة القصرين مثل السطو على فرع بنكي بقلب المدينة واطلاق ارهابيين النار على سيارة امنية بحي المنار واصابة احد المواطنين برصاصة، ان جهة القصرين تحتاج الى خطة امنية استثنائية تتماشى مع الحالة الاستثنائية التي تعيشها منذ سنة 2012 عندما تم اكتشاف تمركز مجموعات ارهابية بجبل الشعانبي تنتمي الى تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي تسمي نفسها بكتيبة عقبة بن نافع سرعان ما «تفرعت» عنها كتائب اخرى تابعة لها بجبال جندوبة والكاف، او انشقت عنها وانضمت الى تنظيم «داعش» الارهابي بمرتفعات سمامة والسلوم ومغيلة، الى جانب حصول تحركات ارهابية متقطعة بجبال «بيرينو» و»لجرد» و»سيف العنبة» و»الطباقة» و»عبد العظيم» و»بودرياس» شمال وغرب وجنوب الجهة، هذه الخطة الامنية الاستثنائية التي تحدث وزير الداخلية عن ضرورة وضعها، انطلق تنفيذ معالمها الاولية بعد حادثة سبيبة، في انتظار ما ستسفر عنه الابحاث المتعلقة بها من قبل التفقدية العامة لوزارة الداخلية ومصالح مكافحة الارهاب بالحرس الوطني لتحديد المسؤوليات ومواطن التقصير والخلل التي تسببت في فشل استباقها والتصدي لها، ثم ما يجب اتخاذه من اجراءات وقرارات تضفي المزيد من النجاعة على مجهودات التوقي من الارهاب ومكافحته بمختلف ارجاء الجهة ذات الخصوصيات الجغرافية التي يغلب عليها الطابع الجبلي (اكثر من 20 جبلا بكامل الجهة) والاودية السحيقة والمناطق الحدودية (اكثر من 220 كلم من الحدود المشتركة مع الجزائر) والتشتت العمراني بالمرتفعات وسفوح الجبال. إعفاءات ونقل لأبرز القيادات الأمنية.. تقييم الوضع الامني بالجهة بعد حادثة سبيبة الارهابية افضى اول امس الى اتخاذ قرارات باعفاء ونقلة عدد من ابرز القيادات الامنية بالولاية تنتمي الى سلكي الحرس والامن الوطنيين شملت مدير اقليم الحرس الوطني بالقصرين ورئيس منطقة الحرس الوطني بسبيطلة ورئيس فرقة الابحاث والتفتيشات بنفس المنطقة (لان سبيبة مرجع نظر منطقة الحرس بسبيطلة)، ومدير اقليم الامن الوطني بالقصرين ورئيس منطقة الامن الوطني بسبيطلة (سبيبة توجد في مرجع نظرها)، ورئيس مصلحة الطريق العمومي بمنطقة الامن الوطني بالقصرين ورئيس الادارة الفرعية للطريق العمومي بها وغيرها من القيادات الأمنية المتوسطة التي ينتظر ان تشملها النقلة بين اليوم والآخر. تعيينات جديدة.. وزارة الداخلية سارعت مساء أمس الأول بتعيين قادة أمنيين جدد مكان المغادرين، حيث تمت تسمية العقيد محمد ڨرابة كمدير جديد لاقليم الحرس الوطني بالقصرين ومحمد العريبي كرئيس لمنطقة الحرس الوطني بسبيطلة والمقدم رامي قصار في خطة مدير اقليم الامن الوطني بالقصرين وتعيين رئيس فرقة الارشاد بمنطقة الامن بقرطاج حاليا في خطة رئيس جديد لمنطقة الامن الوطني بسبيطلة، واغلب هؤلاء القادة(3 من 4) يعرفون الجهة جيدا لانه سبق لهم العمل فيها قبل سنوات قليلة فالعقيد محمد قرابة تولى سابقا رئاسة فرقة طلائع الحرس بالقصرين، والمقدم رامي قصار عمل سابقا كآمر لفوج وحدات التدخل للامن العمومي بالقصرين والعريبي سبق له هو الاخر العمل بجهة القصرين ضمن فرقة التوقي من الارهاب للحرس الوطني، وبالتالي فانهم يملكون خبرة كبيرة بجغرافية الجهة والتعامل مع الوضع الامني الاستثنائي فيها مما سيساعدهم على احداث نقلة نوعية في كيفية التوقي والتصدي للارهاب ومختلف الجرائم. إحداث قوة مشتركة لمكافحة الارهاب.. دون الدخول في تفاصيل الخطة الامنية الاستثنائية التي سيبدأ تنفيذها بجهة القصرين باشراف القيادات الامنية الجديدة المذكورة والتي تعتبر من اسرار الامن القومي، فاننا نكتفي بالاشارة الى انها تتضمن احداث قوة مشتركة لمكافحة الارهاب في كامل ولاية القصرين تتولى الاشراف على جميع أسلاك الشرطة والحرس الوطني المعنية بمقاومة الارهاب، والتنسيق كذلك مع الجيش الوطني، وقد تم تعيين رئيس لهذه القوة المشتركة وهو عقيد بالحرس الوطني (نحتفظ باسمه) كان يتولى خطّة هامة بإدارة مكافحة الإرهاب بالعوينة ويعتبر من افضل الكفاءات في هذا المجال ستيند له تنفيذ الاستراتيجية الامنية الجديدة بالجهة، علما بان تركيز هذه القوة من المنتظر أن يصحبه بعث فرق واختصاصات امنية جديدة لا توجد حاليا بجهة القصرين او متواجدة بهياكل واعداد محدودة الفاعلية وقد بدأ البحث عن مقرات لاحتضانها. الهجوم بدل الدفاع.. دائما و في اطار الملامح الاولية للخطة الامنية الجديدة بالقصرين، وحسب ما اشار له وزير الداخلية في تصريحات اعلامية وما ذكره لنا خبراء امنيون متقاعدون من الجهة ستعتمل على مزيد تكثيف العمل «الاستخباراتي» لمتابعة ورصد أي تحركات متوقعة للارهابيين ومن ثمة الهجوم عليهم وتصفيتهم او القاء القبض عليهم بدل الاكتفاء بالمراقبة عن بعد لاعماق الجبال وقممها ومواصلة تضييق الخناق على المتعاملين معهم لقطع أي امدادات عنهم واجبارهم على الخروج من جحورهم وغيرها من التفاصيل التي لا يمكن التطرق لها.. اضافة الى تركيز دوريات قارة في كل المفترقات الهامة على الطرقات الوطنية والجهوية التي تشق الجهة وخاصة القريبة من الجبال وتدعيمها بقوة كافية وتجهيزها بالإنارة لتكون قريبة من أماكن تحركات الارهابيين المفترضة وجاهزة للتدخل في كل الاوقات، مثل مفترق «الهراهرة» قرب سبيطلة الذي يربط بين هذه المدينة وكل من سبيبة والقصرين وهو غير بعيد عن مرتفعات سمامة ومغيلة .. وتعزيز الوحدات المتواجدة 24/24 بمفترقي «بوزقام» بالطريق الوطنية عدد 13 بين سمامة والسلوم و»بولعابة» على الوطنية 17 بالممر الموجود بين جبلي سمامة والشعانبي المجهزين منذ اشهر بوحدات «كاميرا» للمراقبة فائقة الدقة وايضا تعزيزات الدوريات المتمركزة بمداخل مدينة القصرين الثلاثة قرب المستشفى الجهوي وامام المركب الجامعي وبجانب «القوس» ومفترق تلابت – بوشبكة على الوطنية 15 وغيرها وتعزيز وسائل الحماية فيها..