منذ مساء الجمعة عند حصول العملية الارهابية المزدوجة بسبيبة التي استشهد فيها خالد الغزلاني وتم اثناءها السطو على فرع بنكي والاستيلاء منه على اكثر من 320 الف دينار، بدات وزارة الداخلية في تعزيز الانتشار الامني بكامل مناطق الجهة، وقد عاينا تمركزا جديدا لعشرات الدوريات سواء بالنسبة لسلكي الشرطة (وحدات التدخل) والحرس بجميع فرقه، بمختلف مداخل المدن وعلى الطرقات الاربع الرئيسية التي تربط الجهة ببقية ولايات الجمهورية وهي الوطنية 13 ( نحو صفاقسوسيدي بوزيدوسبيطلة وصولا الى الحدود الجزائرية بمحاذاة جبل الشعانبي) و15(في اتجاه قفصة وقابس جنوبا والحدود الجزائرية عند معبر بوشبكة غربا) و17 (نحو تالة والكاف وباجة وجندوبة وصولا الى طبرقة) والجهوية الرابطة بين القصرين وسبيبة وجدليان وسليانة.. مع اخضاع اغلب السيارات الخفيفة وكل الشاحنات والحافلات تقريبا بما فيها تلك التي تتولى تامين خطوط النقل العمومي بين المدن الى التفتيش الدقيق لحمولاتها والتثبت من هويات راكبيها، وقد شاهدنا ذلك حتى قبل انطلاق الحافلات من محطة القصرين، اين وقع يوم الاحد 16 ديسمبر حجز كمية من الزرابي الجديدة مجهولة المصدر تم العثور عليها بصدد ايداعها من طرف شابين بالحافلة المتجهة من القصرين الى سوسة (الخط الذي ينطلق في الساعة 11 صباحا)، وفي جولة باحواز القصرين لاحظنا تعزيز بوابات التفتيش و الدوريات القارة بمداخل القصرين الثلاثة شرقا قرب القوس ومفترق حاسي الفريد وغربا امام معهد 20 مارس واعدادية ابن رشد النموذجية، وجنوبا غير بعيد عن المستشفى الجهوي والمبيت الجامعي، اضافة الى الدوريات القارة بالحزام الثاني للمدينة عند قرية «بولعابة» المتاخمة لجبل الشعانبي و قرية « بوزقام « بين جبلي سمامة و السلوم، وبجانب المعهد العالي للدراسات التكنولوجية وقرية «الدغرة « بسفح الشعانبي ومدخلي الطريق الحزامية بشرق وغرب المدينة.. وامس الثلاثاء لاحظنا تواجدا امنيا بفضاء السوق الاسبوعية بمدينة القصرين مع التثبت في العديد من الشاحنات ومحتوياتها، بالاضافة الى تعزيز الدورية القارة المتواجدة بمدخلها عند مفترق حي القضاة.. ونفس الشيء بمدخلي مدينة سبيبة الجنوبي في اتجاه سبيطلةوالقصرين والشمالي المؤدي الى جدليان والروحية. سبيبة ليست حدودية.. خلافا لما تنشره عديد المواقع ووسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة من الاشارة الى ان معتمدية سبيبة وجبل مغيلة المتاخم لها توجد على الحدود التونسية – الجزائرية، فان هذه المنطقة التي شهدت العملية الارهابية المزدوجة لمساء الجمعة وقبلها عدة عمليات اخرى ابرزها اغتيال الشهيد سعيد الغزلاني في نوفمبر 2016 وزيارات ليلية متكررة من عناصر ارهابية لبعض التجمعات السكنية الموجودة بسفح جبل مغيلة لافتكاك او التزود بالمؤونة، تبعد عن الحدود الجزائرية بأكثر من 100 كلم، وجبل مغيلة منتصب شرق ولاية القصرين بينها وبين ولاية سيدي بوزيد (حيث معتمدية جلمة التي كانت تتبع القصرين قبل احداث ولاية في سيدي بوزيد)، والمسافة الفاصلة بينه وبين جبل الشعانبي الموجود بالضواحي الغربية لمدينة القصرين تتجاوز 50 كلم.. التعرف على ارهابيي عملية سبيبة.. حسب مصادر امنية وما صرح به امس وزير الداخلية هشام الفوراتي فان المجموعة الارهابية التي نفذت العملية المزدوجة بسبيبة معروفة لدى مصالح وفرق الحرس الوطني للتوقي والتصدي للارهاب وهي كما اشرنا عند تغطيتنا لها منذ وقوع العملية تنتمي الى كتيبة «جند الخلافة» التابعة لتنظيم «داعش» الارهابي التي يتوزع تمركزها بجهة القصرين بين جبلي السلوم (جنوب مدينة القصرين) ومغيلة (شرقها باحواز سبيطلة وسبيبة)، ومن بين عناصرها بعض الجزائريين والبقية تونسيون وفيهم وفق التحريات الامنية من هم من اصيلي سبيبة والقصرينوسيدي بوزيد والكاف وجندوبة وتونس.. وقد تم خلال السنتين الاخيرتين تصفية عدد من عناصرها سواء اولئك المتمركزين بجبل السلوم او المتحصنين بمغيلة اثر نصب كمائن لهم، اوقعت بابرز قياداتها وقتلهم وآخرهم ابن عم الشهيدين سعيد وخالد الغزلاني الارهابي مراد الغزلاني الذي قتل برصاص وحدات الحرس الوطني يوم 21 اكتوبر 2018 بضواحي سبيبة غير بعيد عن منطقة «الثماد» التي يقطنها، وقبله الارهابي برهان البولعابي الذي وقع القبض عليه في كمين للجيش الوطني يوم 6 جانفي 2018 لم لا منطقة للامن او الحرس بسبيبة.. على اثر العملية الاخيرة طالب اهالي سبيبة ببعث هياكل امنية جديدة بمنطقتهم مثل منطقة للشرطة واخرى للحرس الوطني وفرقة للحماية المدنية، مثلما هو الشان بالنسبة لبقية المعتديات الثلاث الكبرى بولاية القصرينفريانةوسبيطلةوتالة التي شهدت سنة 2013 (بعد اولى العمليات الارهابية) احداث مناطق للامن والحرس وما يتبعهما من فرقة متعددة (النجدة والعدلية والطريق العمومي..) وفرقة للحماية المدنية، في حين بقي التواجد الامني بسبيبة لا يتجاوز مركزين للامن والحرس محدودي الامكانيات البشرية والمادية لا تسمح حتى بمكافحة جرائم الحق العام.