سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عين تونس على الاستثمارات الخليجية والأوروبية .. وعين على مستثمرين من آسيا وأوروبا الشرقية تتهيأ لاستقطاب استثمارات خارجية ضخمة خلال السنوات العشر القادمة:
تونس : الصباح يتوقع أن تشهد الفترة القادمة، استقطاب استثمارات جديدة، بعضها من الخليج، والبعض الآخر من دول أوروبية، خصوصا الشرقية منها، والبلدان الآسيوية التي تكاد استثماراتها تكون الأضعف على وجه الإطلاق بين الاستثمارات الأجنبية بتونس.. في هذا السياق، بدأت تونس في استقطاب استثمارات بحرينية لأول مرة في تاريخ الاستثمارات الخليجية بتونس، حيث باشرت مجموعة "بيت التمويل الخليجي" البحرينية في الآونة الأخيرة، إنشاء مرفأ تونس المالي على مساحة تبلغ نحو 450 هكتاراً شمال العاصمة.. وهو المشروع الذي تقدر تكلفته بحوالي 3 مليارات دولار.. في نفس السياق، تتوقع أوساط حكومية في تونس، زيادة الاستثمار السعودي في غضون الفترة المقبلة، بعد أن تراجعت الاستثمارات السعودية خلال المدة الفارطة.. وعلمت "الصباح" من مصادر بالشركة العقارية التونسية السعودية (احدى أقدم الشركات المستثمرة في تونس)، أن الشركة تعتزم تنفيذ مشاريع سكنية وسياحية بمبلغ يقدر بحوالي 13 مليون دولار في احدى المناطق السياحية الساحلية، بالإضافة إلى إنجاز مجمع سكني وتجاري جديد بالقرب من العاصمة.. وكانت الفترة القليلة الماضية، شهدت فوز شركة "سما دبي" الإماراتية بمشروع تهيئة بحيرة تونس الجنوبية، لإقامة مدينة متطورة على مساحة 830 هكتارا، إلى جانب عدة أبراج ووحدات سكنية فخمة، ومنتجعات سياحية، بالإضافة إلى مراسي لليخوت ومراكز رياضية وثقافية من النوع الرفيع.. وتصل كلفة هذا المشروع إلى نحو 14 مليار دولار، وهو أضخم استثمار أجنبي في تونس منذ انطلاق الاستثمارات الأجنبية قبل نحو خمسين عاما.. أوروبا في تونس لكن الاستثمار الأجنبي في تونس، لن يتوقف على الشركات الخليجية بقدر ما سوف يشمل مستثمرين أوروبيين، على غرار الإيطاليين والفرنسيين.. وقال مصدر من وزارة الاستثمار والتنمية الاقتصادية ل "الصباح"، أن مجموعة "مارتينيلي جينيتو" الإيطالية الشهيرة، شرعت في إقامة شركة لصناعة القطن والحرير والمنسوجات، بكلفة إجمالية لا تقل عن 30 مليون دولار، ومن المتوقع أن تكون جاهزة قبل موفى العام الجاري.. فيما تستعدّ مجموعة "نايغلر أند كوفر" الايطالية، لإقامة مصنع في الجنوب الغربي للعاصمة، لإنتاج 15 مليون متر من الأقمشة في السنة، بكلفة 20 مليون دولار، ما سوف يعزز الاستثمار الايطالي بتونس، الذي يحتل المرتبة الثانية حاليا بعد فرنسا بين المستثمرين الأجانب في تونس.. وكان المجمع العقاري السياحي الايطالي المعروف باسم "برياتوني"، أعلن في وقت سابق عن عزمه استثمار ما قيمته 18 مليار دينار تونسي لإحداث مشروع سياحي بمنطقة الشمال الغربي التونسي، وبالتحديد في منطقتي طبرقة وعين دراهم.. ويتوقع أن يضم هذا المشروع الذي سيكون الأرقى بين المشروعات السياحية الإيطالية بتونس، عددا من الوحدات الفندقية والفضاءات الترفيهية، إلى جانب موانئ ترفيهية بحرية، على شاكلة مارينا الحمامات.. ولا يستبعد أن يستغرق إنجاز المشروع حوالي إثني عشر عاما، لكن المجمع الإيطالي قرر في المقابل، الشروع في عملية الإنجاز مع نهاية السنة الجارية (2008).. الجدير بالذكر، أن المجمع العقاري السياحي الايطالي "برياتوني"، يعدّ من أنشط المجمعات الإيطالية في الخارج، إذ يمتلك سلسلة راقية من الوحدات الفندقية بميلانو تعرف باسم "دومينو"، يتجاوز عددها الأربعين فندقا، وهي موزعة على أكثر من 15 بلدا في العالم، منافسة بذلك أكبر المجمعات السياحية المعروفة... توقعات أساسية.. وتتوقع الدوائر الحكومية المعنية بجلب الاستثمارات الأجنبية، أن تتمكن البلاد من حصد استثمارات خارجية بمعدل مليار دولار سنوياً على امتداد السنوات العشر القادمة.. اللافت للنظر، أن "منتدى قرطاج للاستثمار" الذي التأم قبل بضعة أيام بتونس، تحت شعار "الاندماج في منطقة "يورو ميد"، كان استقطب أكثر من ألف شخصية عربية وأجنبية من دوائر المال والأعمال والاستثمار، حيث مثلت الدورة الجديدة للمنتدى، فرصة للقاءات بين مستثمرين عرب وآسيويين من جهة، وأوروبيين من جهة ثانية، بما يؤشر لاستقطاب شركاء جدد من آسيا وأوروبا الشرقية، وهي الاستثمارات التي ما تزال دون المؤمل إلى الآن.. وتحاول بعض الجهات الاستثمارية من المنطقة الآسيوية، استثمار التسهيلات والامتيازات التي يمنحها اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتونس، الموقع منذ العام 1995، بهدف الدخول "على الخط" الاستثماري الأجنبي بتونس، سيما وأن هذه الوجهة من الاستثمار ما تزال ضعيفة، إن لم نقل منعدمة تماما ..