أغلق أمس الميركاتو الشتوي أبوابه ولم نسجل صفقات من الوزن الثقيل كما جرت العادة في السنوات الأخيرة.. ولم نسجل تسابقا وتلاحقا بين الأندية. إذ أصبح موسم التنقلات الشتوية باهتا ولم يعد له أي رونق.. ويعود ذلك إلى عدة أسباب أبرزها محدودية الموارد المالية ولكن العائق الأبرز هو غياب المواهب والعصافير النادرة في السوق المحلية مع عدم قدرة أنديتنا على انتداب المواهب الافريقية التي اختفطتها الاندية الأوروبية والافريقية التي تملك ميزانيات ضخمة. وعادة ما تكون انتدابات الأندية خلال الميركاتو الشتوي موجهة ومدروسة وذلك حسب حاجياتها لكن الأسباب السابق ذكرها حالت دون قيامها بالتعزيزات المطلوبة. لاعبو شمال افريقيا يغزون الميركاتو وللأفارقة نصيب لم نسجل خلال الميركاتو الحالي صفقات مدوية ويبدو أيضا أن اعتبار اللاعب الذي ينتمي لدول اتحاد شمال افريقيا محليا سهّل مهمة أغلب الفرق التي سارعت بالتعاقد مع لاعبين من ليبيا والمغرب والجزائر ومصر.. كما سجل الأفارقة وجودهم لكن هذه المرة وعلى عكس العادة كانت المراهنة قوية على الشبان الذين سيطروا على أغلب الانتدابات. واستفادت الفرق البارزة من هذا الاجراء حيث سارعت هيئة الترجي الرياضي بالتعاقد مع الجزائري الطيب المزياني الذي قدم مؤشرات ايجابية خلال مشاركته لأول مرة في مباراة الدربي ثم تعاقد أول امس مع المهاجم النيجيري جونيور لوكازو. النجم من جانبه تعاقد مع الموهبة الجزائرية الشابة كريم العريبي وهو يشغل خطة مهاجم.. وكانت المدرسة الافريقية حاضرة من خلال اللاعب الغاني دانسو فضلا عن التعاقد مع لاعب من أمريكا اللاتينية وهو الفينزويلي غونزالاس ويشغل خطة متوسط ميدان هجومي لم يتجاوز عمره 25 سنة.. وراهن فريق جوهرة الساحل على المواهب الشابة من خلال التعاقد مع موهبة الاولمبي الباجي ونجم المنتخب الأولمبي فراس عيفية وأيضا قام بامضاء عقد احتراف للاعب الشاب محمود الحاج محمود. النادي الصفاقسي بالأدنى المطلوب المعروف أن النادي الصفاقسي عادة ما يراهن في انتداباته على المواهب الشابة مع تدعميها ببعض لاعبي الخبرة سواء من الأفارقة أو المحليين ولكن خلال هذا المركاتو فقد خيرت الهيئة انتداب مدافع الملعب التونسي محمد بن علي واللاعب الشاب لترجي جرجيس غيث المعروفي وهو من الاسماء التي ينتظرها مستقبل كبير وكان لها أيضا نصيبا في لاعبي اتحاد شمال افريقيا واستفادت من الاجراء الجديد لاتحاد دول شمال افريقيا وتعاقدت مع الجزائري نذير القريشي. الملعب التونسي يختار الشبان دخل الملعب التونسي المركاتو الشتوي بقوة وكان من اكثر الفرق التي قامت بانتداب 8 لاعبين.. وراهنت الهيئة على الشبان الذين ينشطون خارج حدود الوطن وبالتحديد بفرنسا من خلال التعاقد مع أكثر من لاعب ونذكر منهم ريان خميس وعصام خميس ومهدي النحالي وديسم بن نصر..وبدورها اختارت الليبي طارق سعد والمغربي محمد سليم..كما كان للاعبين الافارقة نصيب حيث انتدبت المهاجم الكونغولي مبنزا وأيضا مواطنه بارسيل اوباسي وهو يشغل خطة مهاجم..وكان فراس الماجري لاعب المنتخب الأولمبي والنادي الافريقي الموهبة الشابة المحلية التي حضيت بثقة "البقلاوة". «الجليزة» و«الستيدة» على غير العادة اختار كل من مستقبل قابس والملعب القابسي انتدابات موجهة ومدروسة مقارنة بالمواسم الفارطة التي تتجاوز فيها انتدابات الفريق الواحد أحيانا تشكيلة بأكملها..وخير مستقبل قابس منح الثقة للمدرسة المغربية من خلال متوسط الميدان زكرياء ملوك وتعاقد مع لاعب النجم سليم بن بلقاسم على سبيل الاعارة ..فيما اختار المراهنة على الخبرة بالنسبة للافارقة وذلك بالتعاقد مع اللاعب السابق للنجم ومستقبل المرسى درامي ميكايلو ولاعب النادي البنزرتي جاك ميدينا..فيما جدد بلال بن ابراهيم التجربة مع الجليزة. الملعب القابسي بدوره وجد ضالته في لاعب المنتخب الاولمبي الليبي يحي سالم صولة ...فضلا عن انتداب محمد علي الراقوبي والايفواري داغو انيساد..المواهب الشابة سجلت حضورها من خلال احمد عمار ومحمد أمين الحمروني لاعبي النادي الصفاقسي وذلك على سبيل الاعارة. النادي البنزرتي يختار المواهب الايفوارية توجه النادي البنزرتي في المركاتو الشتوي كان مختلفا على بقية الفرق حيث خيرت الهيئة المراهنة على الشبان الافارقة وهدفها من ذلك واضحا وهي منحهم فرصة البروز ثم بيعهم بصفقات ضخمة وهو ما يبرر تعاقدها مع 3 شبان ايفواريين دفعة واحدة وهم مصطفى توري أداما كاراما وديمبي أداما..بالاضافة إلى المهاجم شمس الدين الصامتي. الامكانيات المحدودة تحكمت في انتدابات بقية الفرق أما بالنسبة لبقية الفرق فان الانتدابات كان حسب امكانياتها المالية والتي لا تلبي احتياجاتها حيث اختارت شبيبة القيروان انتداب المهاجم المخضرم حمزة المسعدي والايفواري لمين سلا والكامروني دانيال نسوغا فضلا عن الليبي قصي عكرة..فيما خير اتحاد بنقردان التعاقد مع زهير عطية والبرازيلي جيلوني باهيا..فيما اختار اتحاد تطاوين انتداب رفيق كامرجي والحارس زياد الغانمي وطه الهادي مع امضاء عقود احتراف لاربعة لاعبين من الاواسط..أما نادي حمام الانف فان تعزيزاته اقتصرت على الغابوني دافيد ماسمبا ومحمد أمين خلوي.. واقتصر نجم المتلوي على استقدام امين عباس وعلاء الدين الدريدي (اعارة من النادي البنزرتي) ومهدي بن نصيب وعاطف المازني..أما بالنسبة للاتحاد المنستيري ونظرا للصعوبات المالية الجمة التي اعترضتها هذا الموسم فقد اكتفت بانتداب عامر العمراني والياس الجلاصي والغابوني جوهان لانغوما. الافريقي خارج الحسابات من سوء حظه فان النادي الافريقي هو الفريق الوحيد الذي حرم من الانتدابات خلال المركاتو الشتوي بسبب العقوبة المسلطة عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم وقد تكون هذه العقوبة سلاح ذو حدين اذ بامكان الفريق التعويل على شبانه ومنحهم الفرصة للبروز وقد تكون فرصة لاكتشاف مواهب قادرة على صنع ربيع الفريق مستقبلا. غياب المواهب المحلية الملاحظ أنه لم تعد هناك منافسة في السنوات الاخيرة على المواهب المحلية والعصافير النادرة بسبب تراجع التكوين القاعدي واهمال مراكز التكوين في الفرق التي أصبحت تبحث عن لاعبين جاهزين لذلك أصبحت الساحة المحلية شحيحة وأصبحنا نستقدم المواهب من الخارج بدل تصديرها..والملاحظ ايضا ان أنديتنا لم تعد قادرة على انتداب النجوم الافارقة وذلك بسبب ارتفاع أسهمهم واختيارهم البطولات الأوروبية والحال أن بطولتنا كانت من أكثر البطولات العربية والافريقية المصدة للافارقة إلى أوروبا في وقت من الاوقات.