تم الإعلان أمس عن ميلاد حزب جديد مكونوه المنتمون لكتلة الائتلاف الوطني بمجلس نواب الشعب، وعديد من الوجوه السياسية المعروفة، وهو الحزب المحسوب على يوسف الشاهد رئيس الحكومة.. ويأتي الاعلان عن حزب جديد في ظل أزمة سياسية خانقة.. حيث تعددت الصراعات الحزبية وازداد الوضع الاجتماعي احتقانا مما انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي.. لذلك تعددت الاحزاب والتيارات السياسية والجبهات وغيرها لكن الوضع واحد.. وحتى لا نرجم أحد بالغيب، أو نشكك في النوايا فان ما يقتضيه الظرف الحالي، طالما أن الإنقاذ بات مرتبطا بحالة الساحة السياسية، هو وجود حزب تنبع أفكاره وأهدافه من القواعد ومن نبض المواطن الذي انتهى بعد ثماني سنوات من الثورة إلى أن الاحزاب السياسية تتعامل معه مناسبتيا وتستخدمه كخزان انتخابي لا غير.. البلاد تحتاج حزبا يقوم على نبض الشارع، ويتسع لاستيعاب أوجاع المواطن وما تئن به البلاد من أزمات وصعوبات حتى تحيا تونس فعلا، وحتى لا يبقى هذا الكلام مجرد شعار مثل شعار «ناقفو لتونس».. لا يهم من يقف وراء تأسيس حزب «تحيا تونس» ولا أيضا لماذا انسلخ الملتحقون من أحزاب أخرى بقدر ما يهمنا أنه بعد التدرب طيلة سنوات على الممارسة السياسية، آن الاوان لكي يكون ساستنا براغماتيين وواقعيين بعيدا عن الطوباوية والشعارات الرنانة، الممجوجة التي سئمتها غالبية الشعب، كما ان الاهم في كل ذلك هو أن تكون هذه الجبهة السياسية قادرة على تقديم بدائل حقيقية للوضع المتردي الذي بلغته.. لقد تعددت الاحزاب وتكاثرت وتناسلت لكن دون فائدة ولا جدوى.. بل ظلت مجرد «باتيندات» تعود بالنفع على أصحابها لا غير، دون أن تقدم بدائل، بل منها من دخل حلبة الصراع مع تيارات أخرى، ومنها من اختار موقعا قارا في المعارضة لمجرد المعارضة لا غير، ومنها من ظل جاثما على صدور التونسيين يعيشون معه الخيبة تلو الاخرى.. في النهاية تحتاج البلاد الى ارادة صادقة حتى تتخلص من هذا الوضع، وحتى تعود عديد الأمور الى نصابها وتحتاج الى رجال ونساء بررة همهم انقاذ الوضع بعيدا عن المحاصصة الحزبية والصراعات السياسية لان تونس للجميع، لكنها تحتاج إلى الصادقين.