نظم حزب آفاق تونس ببنزرت صباح أمس الأحد مقهى سياسيا بإشراف رئيس الحزب ووزير التنمية السابق ياسين إبراهيم وبحضور عدد من الأعضاء على غرار زهرة بن نصر وخالد التراس ومحمد علي بن قايد حسين ورضا بكير ورفيق باركيزو وجمع كبير من المنخرطين والمعنيين بالشأن السياسي. وتطرق ياسين إبراهيم في كلمته إلى تجربة انخراط الحزب في منظومة الحكم في 2015 بحسن نية، وذلك على أمل أن يكون في التوافق إصلاح لحال البلاد والعباد عبر برنامج يغير المنوال الاقتصادي والاجتماعي، ولكن تبين أن العقلية لم تتغير، وأن الغاية من تكتل الأحزاب هي السيطرة على الدولة، أي العودة إلى 2011. وتمظهر ذلك في جل المواقع وخاصة الأجهزة الإدارية حيث بات اللون السياسي هو المحرك، وعدنا إلى عقلية «نخوفك والا نطمعك». وعاد وضع البلاد أتعس من قبل، وصار حديث الناس اليوم عن لهيب الأسعار وغلاء المعيشة. ونحن كحزب له مصداقيته ويسعى إلى الأفضل وتتمثل قناعاتنا في إصلاح مشاكل البلاد وتحديد دور الدولة، نرفض تلك الانتهازية، وذلك النهج السياسي؛ لذلك خرجنا من الحكم في 2017 رغم أن من طبيعة الأشياء أن الحزب السياسي يريد الحكم. إن الإصلاحات المطلوبة كما نراها متعددة وتأتي في مقدمتها تأمين البلاد، وفي الحقيقة بدأ التحسن من 2015 ، والتعليم والصحة، إضافة إلى بعض الشركات والقطاعات الاقتصادية على غرار شركة الطيران والبنوك، والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا تشارك دولتنا في 12 بنكا؟ وأضاف ياسين إبراهيم أن الوضع في 1969 بتونس كان مماثلا لما نعيشه اليوم، ولكن تمكنت الدولة في 5 سنوات من تحقيق قفزة نوعية نسبة نمو ب10 في المائة، وبلغت 17 بالمائة في 1972 بفضل الكفاءات الوطنية. لقد تحدث بعضكم عن عزوف التونسي عن الانتخاب، وتجلى ذلك بقوة في الانتخابات البلدية بسبب انعدام ثقته في الساسة وهذا الشك يبرر عندما نرى حال البلد اليوم، ونرى نائبا تجول في 6 أحزاب في 4 سنوات، ولكن التونسي مع ذلك كبير القلب، ويتفاعل ويتحرك إيجابيا عندما يجد المصداقية، وهو ما يطرح على منتسبي حزب آفاق انتهاج سياسة القرب والالتحام بالجماهير والتعريف ببرامجه وتأكيد مصداقيته قولا وفعلا لكسب ثقة الناس لقد قمنا بسير آراء عن أسباب عزوف الناس عن التصويت في الانتخابات البلدية فكان السبب الأول هو انتخاب أناس افلسوا البلد، والثاني أنهم ليسوا من ذوي الكفاءات والثالث أنهم على صلة بالفساد، ورابعا انهم تحالفوا مع النهضة. وفي رده على أسئلة «الصباح الأسبوعي» عن تصريح بعض السياسيين بانضمام حزب آفاق تونس إلى الحزب الجديد ليوسف الشاهد، وعما يعرف بالجهاز السري، وعن القوى التي يعول عليها حزب آفاق تونس في الانتخابات القادمة، نفى ياسين إبراهيم جملة وتفصيلا خبر الانضمام إلى الحزب الجديد ليوسف الشاهد مؤكدا أن حزب آفاق تونس سيخوض الانتخابات القادمة بقائماته الخاصة به، واكتفى بالقول بالنسبة لحزب الشاهد «ربي يعينهم»، وأما فيما يتعلق بما يعرف بالجهاز السري فقد أجاب ياسين إبراهيم بأن ما يقلق كثيرا ليس وجود الجهاز السري من عدمه، وإنما وجود هذه الغرفة السوداء بوزارة الداخلية طيلة سنوات بها وثائق تخص الأمن الوطني التونسي، ورغم تعاقب الحكومات بما فيها الحكومة الحالية، لم يتم الكشف عنها إلى أن قام بذلك القضاء إثر إثارة هذه القضية. نحن نريد تفسيرا من الحكومة لأن المسؤولية حكومية وليست قضائية. وأما بالنسبة إلى الرصيد الانتخابي والقوى التي يعول عليها فقد أجاب ياسين إبراهيم بالقول إن النهضة كانت في الحكم بعدما كسبت الانتخابات في 2014، ثم النداء وتمكن من ذلك بدعم قوى مختلفة ثم تفكك فيما بعد، ولذلك فأنا أعتقد بأنه لابد من أن توضح الايديولوجيات في المرحلة القادمة، وأن توحد العائلة التقدمية، ولو أنه ليس لها اتجاه واحد، ولكن ينبغي أن تكون الأولوية لتونس اولا في أي طرح، وأن تكون الأولوية كذلك للمنوال الاقتصادي والاجتماعي وهو عندنا الليبرالية الاجتماعية، وقد يثمر هذا التوجه النجاح في الانتخابات، وهو ما يفضي بالإسلام السياسي إلى المعارضة.