رغم الآمال التي كانت مُعلقة عليها، إلا أن الجلسة التفاوضيّة التي انعقدت أمس بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية بعد أشهر من القطيعة فشلت، بما يعني بقاء دار لقمان على حالها وتغلب سياسة التعنت على صوت الحكمة والتعقل. كما يعني تواصل انقطاع السير العادي للدروس بمختلف المؤسسات التربوية وتهديدا جديا بسنة دراسية بيضاء. فأي مصير ينتظر هذه السنة الدراسية؟ بعد أربعة اشهر عن آخر جلسة تفاوضية (بالنظر إلى أن آخر جلسة تفاوضية انعقدت بين الوزارة والجامعة العامّة للتعليم الثانوي كانت بتاريخ 23 نوفمبر 2018)، نسفت جلسة أمس كل آمال تطويق الخلاف وعودة المياه الى مجاريها بين النقابة والوزارة، على اعتبار أنها كانت جلسة "تفاوضية للمناورة لا غير" وفقا لما اكده امس ل "الصباح" فخري السّميطي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي، موضحا في الإطار نفسه آن وزارة التربية كانت قد دعت امس إلى جلسة تفاوضيّة قصد المناورة الإعلامية لا غير بالنظر إلى أن النقاط الخلافية والتي تعتبر من اسس التفاوض على غرار مسألة التقاعد والمنحة الخصوصية وميزانية المؤسسات التربوية، اشترط الوزير أن لا يتحدث فيها مطلقا متمسكا بالعودة إلى نقاط تم الحسم فيها بين الطرفين على حد تعبيره. ليخلص السميطي الى القول بأن الجامعة العامة للتعليم الثانوي تحمل الحكومة مسؤولية المصير الذي ستنتهي اليه السنة الدراسية... عودة للمربع الاول يأتي ذلك فيما أكد أمس الكاتب العام للجامعة العامة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي من جهته في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم" فشل الجلسة التفاوضية المنعقدة أمس قائلا ''وجدنا وفدا وزاريا يريد إعادتنا إلى المربع الأول من المفاوضات، ونحن نرفض هذا الشكل لأنها خسارة للوقت ومدخل للمناورات''. واعتبر اليعقوبي أن ''هذه المناورات تهدف إلى إفشال التحركات الاحتجاجية'' مشددا على تواصل التحركات واعتصام الأساتذة وتواصل رفض إجراء الامتحانات''، داعيا الأساتذة إلى تكثيف الحضور في الاعتصام وحمايته، كما دعا إلى تعليق كافة امتحانات الثلاثي الثاني. وأضاف قائلا ''موعدنا في 6 فيفري من أجل إيصال رسالة بأن الأساتذة موحدون".. أما في الجانب الحكومي، فقد عبّر أمس وزير التربية حاتم بن سالم عن صدمته لفشل جلسة مفاوضات مع جامعة التعليم الثانوي مشيرا الى انه كان يأمل أن تكون حاسمة باعتبار المقترحات الجديدة المقدمة. كما ندد بن سالم بما اعتبره اقتحام الوزارة ومحاولة اقتحام مكتب الوزير باستعمال العنف ربع ساعة قبل انطلاق الجلسة وفقا لما نقلته أمس اذاعة "موزاييك اف ام". كارثة وطنية فشل الجلسة التفاوضية أمس كان لها وقع الصدمة على الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ حيث اعتبره رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزّهروني بمثابة الكارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيرا في تصريح ل"الصباح" إلى أن آمالا كبيرة قد علقت من قبل الأولياء على هذه الجلسة التفاوضيّة، وأن فشلها ادى الى شعورهم بالإحباط وبخيبة امل كبيرة. وفسّر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن فشل الجلسة المٌنعقدة أمس "لن يعيدنا فقط إلى المربع الأول - من التّصعيد والاحتجاجات التلمذيّة – فقط، وإنما ستكون الوضعية اخطر من ذلك بكثير على اعتبار أن الأولياء كان لديهم اعتقاد راسخ بان جلسة أمس ستطوق خلاف طال أمده وسيتم التوصل إلى اتفاق يتم بمقتضاه التراجع عن قرار مقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني مشيرا في السياق ذاته إلى أنهم أصيبوا أمس بخيبة أمل كبيرة. وأضاف رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن فشل الجلسة التفاوضية أمس أكد فرضية سنة دراسية بيضاء بالنظر الى انه لم يعد هناك متّسع من الوقت لمزيد التّصعيد والتعنت، مشيرا في السياق ذاته الى انه في حال اقرار سنة دراسية بيضاء، فإن ذلك سيكون بمثابة الكارثة الوطنية التي ستعود بالوبال على الجميع لا سيما ان هناك ما يقارب 130 ألف تلميذ معني بامتحانات الباكالوريا.