أعوان المراقبة الصحية: عين على الأقسام الاستعجالية والعلاجية وأخرى على المطابخ والحدائق تونس: الصباح يتذمر الكثير من رواد المستشفيات العمومية وخاصة الذين يضطرون للإقامة بها مدة طويلة لتلقي العلاج من اتساخ بيوت الراحة ومن عدم توفر مواد التنظيف الكافية وخاصة صابون غسل الأيدي وفوط التنشيف الورقية.. ويخشى هؤلاء من أن تتسبب بيوت الراحة في نقل أمراض أخرى لهم.. وعوضا عن التداوي من أمراضهم الأصلية قد يضطرون إلى التداوي من التعفنات الجرثومية التي عادة ما يستوجب علاجها وقتا طويلا وأموالا طائلة وكثيرا ما يكون الشفاء منها صعبا. وبالإضافة إلى هذا فهم يعتبون على بعض الممرضين والتقنيين السامين والأطباء وخاصة الزوار تعمدهم التدخين على مقربة من الفضاءات المخصصة للمرضى وأحيانا داخل الغرف التي ينام فيها هؤلاء دون مبالاة بحالاتهم الصحية المتدهورة .. وهم يوجهون دعوة إلى المؤسسات الصحية والإستشفائية لكي تعمل على مزيد السهر على تطبيق القانون المتعلق بالوقاية من مضار التدخين وعلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين والتركيز على العمليات التحسيسية والتوعوية للعاملين بها وللزوار والمرضى والحرص على إحداث أماكن خاصة بالمدخنين. كما يرغب المرضى في تحسين العناية بنظافة المفارش والوسائد وتغييرها باستمرار والتخلص من الألحفة البيضاء البالية التي تغير لونها وأصبح أقرب إلى الرمادي منه إلى الأبيض بسبب كثرة الاستعمال. ولتبين تدخلات وزارة الصحة العمومية للحد من التعفنات الاستشفائية وتأمين شروط النظافة وحفظ الصحة بالمستشفيات علمت «الصباح» أن إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط الراجعة بالنظر إلى وزارة الصحة العمومية أعدت خلال هذه الصائفة برنامجا دسما لحفظ الصحة الاستشفائية والعناية بنظافة المستشفيات .. وتقرر تنفيذ هذا البرنامج من خلال تكثيف زيارات المراقبة الصحية لمعاينة ظروف حفظ الصحة بالمؤسسات الاستشفائية والعمل على مزيد العناية بنظافة المؤسسات الصحية العمومية والخاصة بما في ذلك المساحات الخضراء مع التركيز على نظافة الأقسام العلاجية والأقسام الإستعجالية والمطابخ وأماكن خزن المواد الغذائية وتصريف النفايات ومعالجتها بطرق صحية ومواصلة تنفيذ الخطة الوطنية لحفظ صحة الأيدي بالوسط العلاجي نظرا لما يمكن أن يتسبب فيه أعوان الصحة الذين لا يحرصون على تعهد أيديهم بالنظافة من نقل للأمراض .. ويذكر أن التعفنات الاستشفائية أصبحت تمثل مشكلا صحيا عالميا نظرا لارتفاع نسب الإصابة بها ثم لخطورتها على الصحة من ناحية ولتكاليف العلاج الباهضة من ناحية أخرى. برنامج وقائي للحد من أخطار التعفنات الاستشفائية أفادتنا مصادرنا أن وزارة الصحة العمومية أولت اهتماما بالغا بالوقاية من هذه التعفنات وهو ما أكده لنا عدد من المراقبين الصحيين.. ويرتكز برنامج عمل الوزارة بالخصوص على تأمين المراقبة الصحية للمؤسسات الاستشفائية من خلال المراقبة البكتريولوجية لقاعات المرضى وقاعات العمليات ومراقبة عمليات التطهير ومقاومة الحشرات ومراقبة السلسلة الغذائية ومياه الشرب والتصرف في النفايات الاستشفائية. كما يرتكز على برنامج متكامل يهدف للنهوض بغسل الأيدي بالوسط الاستشفائي يتضمن خاصة إعداد وتوزيع وثائق تحسيسية ومعلقات وملصقات ومطويات وتنظيم أيام تكوينية في الغرض لفائدة الإطارات والأعوان العاملين بالهياكل الصحية والقيام بعمليات الإحصاء للتجهيزات المتوفرة والتثبت من مدى ملاءمتها المواصفات مع العمل على توفير التجهيزات الضرورية لضمان حصول عمليات غسل الأيدي بالكيفية المطلوبة. إلى جانب اعداد دراسة وطنية حول التعفنات الاستشفائية بكامل المؤسسات الاستشفائية العمومية وبعض المؤسسات الصحية الخاصة تبين من خلالها أن نسبة التعفنات الاستشفائية تساوي 6 فاصل 6 بالمائة وهي نسبة تضاهي ما يقع تسجيله في بعض البلدان الأوروبية. كما تقرر إجراء بحث نموذجي لمراقبة التعفنات الاستشفائية بمواقع الجراحة بعينة من المستشفيات الجهوية والمؤسسات العمومية للصحة وذلك في إطار الاستعداد إلى تركيز شبكة ترصد للتعفنات الاستشفائية على نطاق وطني وذلك بجهات بنزرت وسوسة وقفصة ومدنين في مرحلة أولى على أن تشمل تدريجيا كل الجهات. وبالإضافة إلى ذلك تم توزيع وثيقة فنية حول دعم إجراءات الوقاية من التعفنات الاستشفائية على كافة المؤسسات الصحية.. وإعداد مخطط للتصرف في النفايات الاستشفائية يتضمن تركيز شبكة وطنية تتكون من وحدات للمعالجة وتقرر تكثيف العناية بالمساحات الخضراء والتشجير وشفط المياه الراكدة وتعهد البالوعات وشبكات تصريف المياه المستعملة ومياه الأمطار وطلاء الجدران. سعيدة بوهلال