مشاهد الصفوف ("الطوابير") تعجبي كثيرا.. انها دليل على كون الشعب نضج وأصبح يحترم بعضه.. ويرفض سيناريو "المجاوزة" الممنوعة.. و"الترسكية".. وابعد ابعد من قدامي.. لكن الطوابير الطويلة امام بعض أبواب السفارات الاوروبية تزعجني كثيرا.. خاصة عندما يكون الطقس ممطرا.. أو حارا جدا مثلما هو الامر في اليومين الماضيين.. وفي بعض ايام الصيف في بلادنا تفوق درجات الحرارة وقساوة رياح الشهيلي كل التقديرات.. ورغم ذلك ترى الجمهور مطالبا بالاصطفاف خارج القنصليات طوال ساعات في اليوم الاول لتسليم مطلب التاشيرة.. وفي اليوم الموالي لاستلام جواز السفر.. وتلقى الجواب.. الذي قد يكون سلبيا.. لماذا هذه المعاملة للمترشحين للسياحة ولانفاق اموالهم في اوروبا بينما يستقبل السياح الاوروبيون في بلداننا دون تاشيرة.. وأحيانا دون جواز سفر؟ لم لايسمح لهؤلاء بالانتظار داخل بهو السفارة بعد التثبت في هويتهم عوض "الرمي بهم" في الشارع؟ بعض القنصليات والسفارات بادرت بتخصيص قاعات مكيفة مجهزة بشاشات تلفزة للزوار والمترشحين لل" الفيزا".. فلم لا تعمم التجربة؟ ولم لا تفتح تلك القاعات صيفا للواقفين على الجمر.. على الرصيف.. طوال ساعات.. تحت لفحات الشمس صيفا.. ونفحات البرد شتاء؟؟ إن بناء الفضاء الاوروبي المتوسطي لا يتحقق عبر ترديد من الشعارات.. بل عبر اجراءات بسيطة لكنها معبرة تحقق الاحترام المتبادل بين الشعوب والدول..