لا تزال الاعتصامات التي يجري تنفيذها بمنطقة منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد تحول دون مرور الارتال عبر هذه المعتمدية و من ورائها نقل المسافرين و كذلك الفسفاط من مواقع الانتاج بالحوض المنجمي نحو مدينة صفاقس وهو ما كلف الشركة الوطنية التونسية للسكك الحديدية خسائر فادحة لانعدام الموارد المالية المتأتية خصوصا من نقل الفسفاط فضلا عن تنقل المسافرين من عموم مناطق الجنوب الغربي نحو صفاقس و سوسة و العاصمة و ذلك عبر الخط رقم 13 . ازاء هذه الوضعية كان لنا اتصال برئيس محطة الارتال بقفصة زهير الهنشيري لمعرفة موقف الشركة الوطنية التونسية للسكك الحديدية تجاه ما يجري و حول مدى فداحة الخسائر التي تكبدتها المؤسسة المذكورة فضلا عن التداعيات السلبية لهذه الوضعية حيث افادنا بان الشركة قامت بالاجراءات اللازمة لتفادي الانعكاسات السلبية للوضع الحالي عبر القنوات الرسمية و منها الجهات القضائية لكن دون جدوى بتمادي المحتجين في اعتصاماتهم و بالتالي منع الارتال من المرور عبر الخط رقم 13 و ذلك منذ غضون عام 2012 مما جعل حجم المداخيل يتدنى بشكل ملحوظ لينخفض 4 مرات مقارنة بمستوى الانتاج المسجل قبل قيام الاعتصامات حيث انخفض نقل الفسفاط طيلة الفترة المذكورة من 9 مليون طن الى 2 مليون طن. وفي نفس الاطار وضح مصدرنا ان عدد أيام العمل لم تبلغ طيلة هذه الفترة 30 يوم عمل في السنة كما لم تتعد ايام العمل منذ اكتوبر الماضي عتبة الصفر . و حول فداحة الخسائر المسجلة نتيجة هذه الوضعية اعتبر محدثنا اقتناء 10 قاطرات خلال الفترة الماضية من قبل الشركة وتجميد نشاطها نتيجة الاعتصامات زادت في تعميق حجم الخسائر بما ان هذه القاطرات لم يتسن استغلالها الى حد الان خاصة و ان تكاليف اقتنائها بلغ ما يناهز 236 مليار ليبقى هذا المبلغ خارج دائرة الاستثمار بما من شأنه ان يشكل عبئا ثقيلا على الشركة . رئيس محطة الارتال بقفصة شدد على خطورة هذه الوضعية مؤكدا ان تداعياتها لا تنحصر في ما تسببه من خسائر للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية بل تتعدى ذلك لتشمل ايضا شركة فسفاط قفصة بما ان تكاليف نقل الفسفاط من مواقع الانتاج الى وحدات التكرير تعد مرتفعة و باهضة اذا ما تمت عبر الشاحنات حيث ان التكاليف عبر الارتال لا تتعدى 5 فاصل 9 دينار للطن الواحد فيما ترتفع هذه القيمة الى حدود 30 دينار بالنسبة للنقل عبر الشاحنات و هو ما من شأنه يثقل كاهل شركة فسفاط قفصة و يقلص في حجم مداخيلها . كما عرٌج محدثنا على الاشكالية القائمة بشأن الخط رقم 15 الرابط بين المتلوي و كاف الدور و ذلك نتيجة انهيار القنطرة الرئيسية منذ عامين بمفعول الفيضانات و هو ما حال دون استغلال ما بين 7 و 8 ارتال في نقل الفسفاط و هو ما ينبغي حسب قوله الاسراع باصلاح القنطرة المذكورة بما يتسنى فتح الخط رقم 15 مجددا و تفعيل النقل الحديدي الذي يراه محدثنا الوسيلة المثلى و المجدية في مجال النقل عموما .