لا يختلف اثنان أن ملايين العمال والموظفين والمتقاعدين وافراد عائلاتهم " يحتفلون " اليوم بعيد العمال العالمي وقد تدهورت أوضاعهم المادية والمعنوية وظروفهم المعيشية بشكل مفزع.. . وزير المالية الاسبق الياس فخفاخ أورد الاحد الماضي في تظاهرة نظمها حزب التكتل في أريانة أن الدينار التونسي فقد خلال الاعوام الثمانية الماضية ما لايقل عن 50 بالمائة من قيمته ، بينما لم تتجاوز زيادات الأجور في أغلب القطاعات ال20 بالمائة.. . وزير المالية الاسبق سليم بسباس تحدث قبل ذلك في ندوة علمية أن نسبة انزلاق قيمة الدينار كانت في حدود 4 بالمائة قبل 2010 وأنها تجاوزت ال7 بالمائة بعد 2011..لاسباب عديدة من بينها استفحال العجز التجاري الذي تجاوز العام الماضي ال19 ملياردينار ؟؟ . الخبير الاقتصادي الجامعي رضا الشكندالي أورد في دراسة علمية أن امتصاص غلاء الاسعار وانخفاض قيمة الدينار يستوجب اسناد أجر ادنى للعمال والموظفين لا يقل عن 1500 دينارا، بالنسبة لكل من كان راتبه حوالي نصف هذا المبلغ قبل 2010.. . رئيس الدولة الباجي قائد السبسي وزعماء من المعارضة بينهم أحمد نجيب الشابي وحمه الهمامي ومحمد عبووخليل زاوية قدموا ارقاما أخطر.. + صيحة الفزع هذه تتزامن مع اجواء الحزن الشديد المخيمة على البلاد بعد نكبات مقتل العاملات الفلاحيات والاطفال الرضع وتسليط الاضواء على ظروف العمل والنقل والعيش بالنسبة لأكثر من نصف مليون عامل وعاملة في الارياف والمشاريع الفلاحية.. ++ فهل يمكن أن يقترن "الاحتفال " بعيد العمال باعلان الحرب على البيروقراطية التي تعطل الاستثمار وفتح الاف المشاريع الجديدة لفائدة الشباب العاطل عن العمل ؟ هل يمكن ان يقترن باعلان العفو الجبائي الشامل عن كل عمليات التوريد لوسائل النقل والتجهيزات والالات التي توظف في احداث موارد رزق جديدة للفقراء والشباب العاطل عن العمل او لنقلهم ؟ هل يمكن ان يقترن ان يقترن باعلان العفو الجبائي عن كل التبرعات لفائدة المشاريع الاجتماعية والخيرية خاصة في الجهات الداخلية ؟؟ ثم هل يمكن أن تصوم في هذا اليوم كل القيادات السياسية والحزبية عن الكلام وعن المزايدات وتتفرغ للتفكير في خطوات عملية تحسن بها أوضاع البلاد والعباد خاصة في الجهات الداخلية والاحياء الفقيرة في العاصمة والمدن الكبرى ؟