اتسمت القدرات التسييرية لأغلب بلديات ولاية منوبة، بعد مرور سنة من تسلم المجالس مقاليد التسيير، بضعف الاداء وعدم القدرة على تعبئة الموارد وتنفيذ المشاريع بفعل التجاذبات السياسية التي خيمت على أشغال مجالسها ونقص امكانياتها مما حال دون قدرتها على تغطية المجال الترابي وفق تقرير صادر عن السلطات الجهوية. وكشف التقرير، الذي أعدته مصالح ولاية منوبة التي تضم 10 بلدايات، حول سير العمل البلدي أن" أغلب البرامج الاستثمارية تتقدم ببطء تحت غطاء ميزانية محدودة وعدم ضخ الاعتمادات المخصصة للمناطق المضافة للبلدية لتكتفي اغلب المجلس بالتسيير اليومي للعمل البلدي بل فشل بعضها في ذلك لقلة الامكانيات والموارد البشرية والاليات. * بلديات تفشل في استخلاص الموارد خلص تقرير ولاية منوبة الى عدم تنفيذ مشاريع جديدة سنة 2018 في حين لاتزال المشاريع المدرجة البرنامج الاستثماري لسنة 2019 وعددها 42 مشروعا بكلفة 11 مليون دينار في مرحلة اعداد الدراسات او مرحلة طلب العروض او فرزها. وبين نفس التقرير ان استخلاص الموارد البلدية الذي يشكل احد اهم مقاييس تقييم حسن سير العمل البلدي ورغم تنفيذ اجراء العفو الجبائي فان بعض البلديات عجزت عن تحقيق الأدنى المامول من الموارد. وتصدرت بلدية الجديدة قائمة البلديات، الاكثر استخلاصا للموارد البلدية، خلال السنة الحالية، بنسبة 76 بالمائة من تقديرات ميزانيتها للاستخلاصات البالغة 150 الف دينار تلتها بلدية "دوار هيشر" بنسبة 73 بالمائة من تقديراتها لميزانية الاستخلاصات البالغة 658 الف دينار ثم "الدندان "بنسبة 65 بالمائة من تقديراتها لميزانية الاستخلاصات البالغة 330 الف دينار. وتفاوتت النسب لتصل الى 54 بالمائة في بلدية منوبة و53 بالمائة في بلدية طبربة و42 بالمائة في وادي الليل وال38 بالمائة في المرناقية و30 بالمائة في البطان لتكون النسبة الاضعف ببرج العامري ثم البساتين المحدثة في 2016 والتي تعتبر الاقل مواردا مادية وبشرية. * المجالس البلدية: صراعات الداخل وضغوط الخارج وأكد رئيس بلدية البساتين (بلدية جديدة) قيس القيطوني، وجود نقص فادح في الاعوان وضعف نسبة التاطير والتجهيزات والتشتت الجغرافي مشيرا الى بلدية البساتين تحصلت الى حد الآن على 527 الف دينار من ميزانية تم مضاعفتها سنة 2019 لتبلغ 1,164 مليون دينار ( 718 الف دينار سنة 2018 ). وبين أمين مال الكنفدرالية التونسية لرؤساء البلديات ورئيس بلدية المرناقية فيصل الدريدي، أن الاشكالية التي تواجه بلدية المرناقية واغلب البلديات تتمثل في عدم تجانس المجالس وضمها عدة قوائم حزبية اذ كان من المفروض على الأعضاء المنتخبين تضامنهم لخدمة المواطنين لا خدمة الاحزاب لكن ما حصل العكس وتعمق الأمر اكثر بالاستعداد للانتخابات التشريعية 2019. وأضاف أن باقي الاشكاليات تشمل علاقة المجلس بالادارة البلدية وتجاوز الصلوحيات المخولة للاعضاء وعدم فهم المواطن لنظام الحكم المحلي مع قلة موارد البلديات ونقص مواردها البشرية والتجهيزات والاليات. واعتبر الراصد المحلي بجمعية البوصلة بطبربة محمد صالح الغربي، ان سبب تردي وضعية البلديات يعود الى تاخر صدور النصوص الحكومية الخاصة بالمجلة الجماعات المحلية التي ستحدد المهام والتدخلات. وكشف الغربي في تصريح لمراسلة (وات) أن الجهات المختصة لم تصدر سوى 5 أوامر من مجموع 38 أمرا وان البلديات تعاني ضعفا قانونيا وغيابا للتكوين لاعضاء المجلس البلدي. وتواجه بعض المجالس البلدية، عرائض رسمية على غرار البساتين والمرناقية مع احتداد الخلافات على غرار الخلاف الاخير و الاعتراض حول نتائج امتحان انتداب عملة ببلدية المرناقية. وأثرت "السياحة الحزبية " داخل المجالس البلدية على العلاقة بين الاعضاء وعلى سير المجالس البلدية حسب المعطيات التي حصلت عليها "وات" اذ انطلقت الموجة خلال شهر جانفي المنقضيباستقالة من حزب لاخر بالمجلس البلدي بالمرناقية وتكرر الامر بمجالس البطان وطبربة. وتماسكت، بلديات أخرى في ولاية منوبة ، مقابل هذه الصراعات ، على غرار بلديتي الدندانودوار هيشر واستطاعت بعضها وبمبادرات فردية احيانا من لجان او اعضاء او رؤساء بلديات من ابرام اتفاقيات توأمة وانشطة ميدانية ناجحة على غرار حملات نظافة . (وات)