جاء في ملف هذه القضية ان صاحب شركة لكراء السيارات بسوسة تقدم الى مركز الشرطة وافاد - شاكيا - ان المدعو (ع) اقبل عليه واكترى سيارة لمدة خمسة ايام وتم تحرير عقد كراء وسدد معلوم الكراء وسلم صكا بعنوان ضمان وانصرف.. ولكن ورغم حلول الاجل فانه لم يرجع السيارة... وبالاتصال به هاتفيا بصفة متواصلة كان يعد بالرجوع قريبا دون ان يفعل، الى ان وجده صدفة باحد مطاعم المدينة فامسك به واستنجد بالشرطة حيث تم القبض عليه واقتيد الى المركز.. وبانطلاق التحريات اتضح ان المظنون فيه ارتكب مجموعة من العمليات المماثلة تضرر منها عدة وكالات كراء السيارات... وتم افراد كل عملية بقضية مستقلة. وبالنسبة لهذه اجاب المتهم معترفا بما نسب اليه محققا بانه اكترى سيارة من شركة الشاكي لمدة خمسة ايام وقدم المعلوم مسبقا مع صك ضمان.. واتجه بالسيارة الى قفصة اين التقى بصديقه (ل) الذي استعان به على بيع السيارة المذكورة لاحد معارف الاخير... والذي تحول معه الى القصرين اين التقيا بشخص يدعى (خ) في احد النزل وقاموا باحتساء الخمر. وفي الاثناء عرض (ل) على (خ) شراء السيارة باعتبارها مسروقة الا انه رفض ورغب في المساعدة حيث اتصل باحد اقاربه (أ) هاتفيا فحضر في الحين، ووقع الاتفاق على تسعير السيارة ب: 4400د. وقبض المتهم دفعة اولى وفي الغد قبض الباقي.. وتولى (ل) قسمة المبلغ بينهما واعطى 30د للوسيط عمولة خدمة. وبمزيد التحرير على المتهم بخصوص مآل السيارة اكد انه لا يعرف بالضبط ولكنه علم لاحقا ان الشاري يقوم بتهريب السيارات المسروقة الى الجزائر عن طريق البيع لاشخاص جزائريين - المتهم (ل) انكر علاقته بموضوع هذه السيارة، ولاحظ انه انتقل مع صديقة (ع) مرة الى قفصة ثم الى القصرين لملاقاة (خ) للاتفاق على شراء الملابس القديمة.. وتحول معه مرة اخرى الى فريانة لتصريف كمية من الملابس القديمة لدى تاجر جزائري...وهناك عمد صديقه الى بيع سيارة الكراء الى ذلك الجزائري.. فظن ان العملية شرعية.. وبعد حصحصة الابحاث مع بقية المتورطين في القضية قررت دائرة الاتهام احالتهم على المحاكمة بتهمة تكوين عصابة مفسدين قصد الاعتداء على الاموال والاشخاص واضافة تهمة خيانة مؤتمن على (ع) وتهمة المشاركة له في ذلك على البقية.. وفي جلسة اخيرة احضر ثلاثة بحالة ايقاف ولم يحضر البقية (احدهم محال بحالة فرار).. وصرح المتهم (ع) معترفا بما نسب اليه موكدا ان جميع السيارات التي استولى عليها سلمها الى صديقه (ل) الذي تصرف فيها بمعرفته... واشار الى ظروفا مالية صعبة اجبرته على ذلك بعد ان كان تاجرا واسع الصيت (!!).. وانكر الاخران ما نسب اليهما. وفي آخر الجلسة قضت المحكمة بثبوت الادانة بخيانة مؤتمن والمشاركة في ذلك وبالسجن لمدة ثلاث سنوات... مع الحكم بانقراض الدعوى بانقراض الدعوى بخصوص جريمة تكوين عصابة مفسدين قصد الاعتداء على الاموال والاشخاص لاتصال القضاء.