جمع مسرح قرطاج مساء الأربعاء، طارق العربي طرقان وأبناؤه "ديمة" و"تالا" و"محمد" في سهرة من العمر ضمن فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي. كان عدد الجماهير غفيرا حيث قدموا بشوق ولهفة لسماع أغاني الصور المتحركة التي بقيت راسخة في الأذهان على مر ثلاثة عقود متتالية، حيث كانت تبث أغلب شارات الكرتون على قناة "سبايستون ". أخذ طارق العربي طرقان وأبناؤه الحاضرين إلى عالم الطفولة والصغر حين كان همنا الوحيد اللعب والاستمتاع بأبسط الأشياء. طارق العربي طرقان هو ملهم الناشئة، صديق جيل الثمانينات والتسعينات، يعتبر مؤسّس المدرسة موسيقية جديدة في مجال أغنية الطفل في العالم العربي. وازدهرت أعماله منذ انضمامه إلى فريق مركز الزهرة للدبلجة في دمشق. وأثثت فرقة موسيقية تونسية هذه السهرة بقيادة المايسترو فادي بن عثمان من تونس والمايسترو جورج كوتلا من مصر. وانطلق العرض بأغنية "داي الشجاع" بتفاعل كبير من الجمهور الذين وصفهم طارق العربي طرقان بكونهم "نسور قرطاج" هذه الليلة. وتعاقبت شارات أشهر الأفلام الكرتونية التي كتبها الملحن والمؤلف الجزائري السوري طارق العربي طرقان في هذه السهرة المميزة. "الكابتن ماجد" "ريمي" "هزيم الرعد" "المحقق كونان" هي سلسلات صور متحركة زرعت في الناشئة العربية قيم ومبادئ مهمة في تكوين شخصية الطفل كالصدق والمحبة والاحترام. كما ساهمت الصور المتحركة في تثقيف الصغار عبر نشر اللغة العربية السليمة وتعويد الأطفال على النطق الصحيح ومخارج الحروف وهم يشاهدون التلفاز. فكانت شارات هذه الأفلام الكرتونية مصدر حنين وشوق للماضي الجميل والحياة البسيطة على حد تعبير بعض الحاضرين. أضاف طارق العربي طرقان أغاني جديدة في هذا العرض مقارنة بالعرض الذي قدمه منذ أشهر في قاعة الاوبرا بمدينة الثقافة، بغرض الإثراء والتنويع في تقديم مختلف الشارات الكرتونية التي يبلغ عددها 150. أبدى ابن طارق العربي طرقان،محمد، تفاعله عند الغناء مع الجمهور داعيا إياهم لمشاركتهم ترديد الكلمات من مقاطع الشارات الكرتونية. فكان الجمهور عند الطلب وظل يردد أغاني "سمبا" و"المحقق كونان " و"الكابتن ماجد" إلى ما بعد انتهاء العرض. كانت سهرة ممتعة جمعت بين مختلف الأجيال ومختلف الشرائح المجتمعية ليلتقوا في نقطة واحدة مهمة ألا وهي الحنين إلى أيام الطفولة والبراءة التي يفقدها الإنسان في مراحل متقدمة في زحمة مشاغله الحياتية.(وات)