◄ «أسبوعان السقف الزمني لتأمين كامل المحصول وإجلائه بصفة نهائية إلى المراكز المحورية للديوان». كميات كبيرة من الحبوب التي لم يتم إجلاؤها كما كان مبرمجا وبقيت خارج مراكز التجميع في الهواء الطلق، خبر ترجمته عدد من الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نقدت سوء التصرف في صابة الحبوب وبينت السيول في سليانةوالكاف وهي تحمل أكياسا من القمح والشعير الذي تكدس في جبال بالفضاء الخارجي لمراكز التجميع.. امر، اكده رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بالكاف منير العبيدي، حيث افاد ان الضرر كان عميقا في الجهة حتى انه وصفه ب»الكارثي». وبين العبيدي ان مادة الشعير هي المعنية اكثر بالتلف، وان المشكل ليس بالمفاجئ فقد سبق وان تم التنبيه له منذ فترة عندما تبين ان المحصول يتجاوز طاقة الخزن بكثير وان كميات هامة من الحبوب ستبقى في الهواء الطلق بسبب ضعف طاقة استيعاب مراكز التجميع الخاصة بولاية الكاف. في المقابل نفى محمد الطاهر عزوز رئيس مكتب الزراعات الكبرى بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسليانة، الاخبار التي تقول ان مشكل التلف قد لحق أيضا بمحصول سليانة وشدد في تصريحه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء على ان المندوبية «قد اتّخذت إجراءات احتياطية منذ حوالي شهر لحفظ هذه الكميات من مختلف المخاطر وتأمين سلامتها». وبين هذا النفي والتأكيد على حجم الضرر الذي عني به جزء من المحصول مع بداية موسم الامطار، اكد توفيق السعيدي رئيس مدير عام الديوان الوطني للحبوب في تصريح ل»الصباح» على ان الكميات الموجودة في الهواء الطلق تمت حمايتها كما يجب وهي مغطاة بالكامل، ومسالة تلف جزء من المحصول مجانب للصواب. واوضح ان اعصارا ورياحا قوية رافقت هطول الامطار في ولاية الكاف ما تسبب في رفع اغطية الزنك على المحصول الذي كان متواجدا في الهواء الطلق وهو شعير بالاساس. وبين ان الامر ليس بالخطورة التي يروج لها وان الديوان بصدد تجفيف الكميات التي بللتها الامطار. وحول الكميات التي مازالت في الهواء الطلق، أفاد السعيدي ان درجة حمايتها متفاوتة، وهي في حدود ال700 ألف قنطار وهي أساسا تتكون من مادة الشعير وتتواجد في الفضاءات الخارجية لمراكز التجميع. وأكد على ان كل كميات القمح تم إجلاؤها الى مراكز الديوان المحورية، وما تبقى من الشعير اعتمد الديوان الوطني للحبوب في شانها 3 طرق في التصرف، الاولى تهم معامل العلف والثانية يتم خلالها تعويض كميات القمح التي تباع للمطاحن بالشعير المتواجد في الفضاءات الخارجية أما الثالثة فهو النقل المباشر الى المراكز. وعن التحضيرات والإجراءات التي اتخذها ديوان الحبوب لمواجهة غسالة النوادر وبداية موسم الأمطار وما تعرف به من تساقطات ضخمة ورياح قوية، شدد الرئيس المدير العام للديوان الوطني للحبوب، على ان كل الكميات محمية، وافاد انه ولحسن الحظ لم تشهد البلاد الى غاية الان تلك الكميات الضخمة التي يمكن ان تمثل خطرا على كميات الشعير المتبقية خارج المراكز. وتوقع في نفس السياق ان يكون الأسبوع الأول من شهر سبتمبر هو السقف الزمني لتامين كامل المحصول المتبقي في الهواء الطلق وإجلائه بصفة نهائية الى المراكز المحورية للديوان. وللتذكير فان كميات الحبوب التي لم يتم اجلاؤها بعد من قبل الديوان الوطني للحبوب تتوزع بالاساس على كل من ولايات الكافوسليانة وباقل حدة في ولاية جندوبة وهي مناطق عرفت منذ بداية الموسم اشكاليات في النقل والتجميع والتخزين نظرا الى انها سجلت حسب جميع المعنيين موسما استثنائيا ووجدت وزارة الفلاحة صعوبات في التصرف فيها. وقد قدرت صابة الحبوب للموسم 2018 / 2019، ب24 مليون قنطار وهي صابة قياسية وهامة مقارنة بالمواسم الفارطة وفق ما كانت قد أعلنت عنه وزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية خلال ندوة صحفية بداية جويلية الماضي. وتم في الاطار، ضبط قائمة ب 179 مركزا قارا تتوفر فيها الشروط الدنيا لتجميع حبوب الإستهلاك والمحافظة عليها بطاقة خزن تقدّر ب6.5 مليون قنطار. كما اعتمدت الوزارة في عملية نقل الحبوب على السكك الحديدية وهو ما لم يتم اعتماده منذ 10 سنوات وفق وزير الفلاحة، وعملت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية على توفير 60 عربة بطاقة استيعاب بنحو 50 طنا للعربة الواحدة. نفس الامر بالنسبة للجيش الوطني الذي لم يتدخل في مواسم الحصاد منذ سنة 2009، حيث شارك بدوره في عمليات إجلاء الحبوب خلال هذا الموسم الاستثنائي عبر تسخير 16 شاحنة. ريم سوودي